الأرجنتين تحت الصدمة.. تظاهرات حاشدة تندد بمحاولة اغتيال كيرشنر

time reading iconدقائق القراءة - 7
مظاهرات حاشدة في عاصمة الأرجنتين بوينس أيرس تنديداً بمحاولة اغتيال الرئيس كريستينا كيرشنر- 2 سبتمبر 2022 - Bloomberg
مظاهرات حاشدة في عاصمة الأرجنتين بوينس أيرس تنديداً بمحاولة اغتيال الرئيس كريستينا كيرشنر- 2 سبتمبر 2022 - Bloomberg
بوينس أيرس-أ ف ب

تظاهر عشرات الآلاف في الأرجنتين، الجمعة، تحت صدمة محاولة اغتيال نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر، التي أثارت موجة تنديد دولية ودعوات إلى التهدئة السياسية في البلاد.

ورفع المتظاهرون لافتات في بوينس أيرس، حيث نظمت أكبر تظاهرة في العاصمة منذ فترة طويلة، "كفى كراهية" فيما أعلن الرئيس ألبرتو فرنانديز الجمعة يوم عطلة، واصفاً الاعتداء على رئيسة سابقة (2007-2015) بأنه "عمل خطير جداً، الأخطر الذي شهدته بلادنا منذ استعادتها الديمقراطية" عام 1983.

ومساء الخميس، صوب رجل سلاحه الناري على نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر أمام منزلها. وبثت قنوات تلفزيونية عدة صورة لهذا الشخص خلال تصويبه سلاحاً باتجاه رأس كيرشنر على بعد بضعة أمتار منها بدون أن يطلق الرصاص، بينما كانت تتحدث إلى مؤيدين لها أمام منزلها في حي ريكوليتا.

وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في بيان بعد ساعات على الحادث إن "كريستينا على قيد الحياة لأن السلاح الذي كان يحتوي على 5 رصاصات لم يعمل لسبب لم يتم تأكيده تقنياً، على الرغم من الضغط على الزناد". 

بحسب محاميها جريجوريو دالبون فإن كيرشنر "لم تدرك في ذلك الوقت" ما يحدث.

المتهم

نقلت وكالة أنباء "تيلام" الرسمية عن مصادر الشرطة قولها، إن الرجل الذي تم اعتقاله على الفور هو فرناندو أندريه ساباج (35 عاما) وهو يحمل الجنسية البرازيلية لكنه من أم أرجنتينية وأب تشيلي. ويقيم في الأرجنتين منذ 1993، واعتقل في 2021 لحمله سكيناً.

رفض المتهم الرد على أسئلة القاضية والمدعي العام المكلف بالقضية بحسب مصادر قضائية نقلتها الصحف المحلية. وسبق أن خضع لفحوصات نفسية خلصت إلى أنه يمكن محاكمته.

وعبر حسابه على إنستجرام، يظهر ساباج بمظاهر متعددة متغيرة والعديد من الأوشام بما في ذلك الشمس السوداء المرتبطة عموما بالمجموعات النازية.

"ماريو" رجل قدّم نفسه على أنه صديق المتهم منذ فترة المراهقة، قال في حديث لشبكة "تيليف" إن ساباج "مصاب بهوس منذ وفاة والدته، وكثيراً ما تأثرت حياته بالكحول".

إدانات دولية

دانت كل الطبقة السياسية الأرجنتينية محاولة الاغتيال. ووجه البابا فرنسيس الذي كان سابقاً رئيس أساقفة بوينس أيرس، رسالة "تضامن وتقارب" قائلاً إنه يصلي لكي "يسود الوئام الاجتماعي والقيم الديمقراطية على الدوام".

عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "صدمته" إزاء محاولة الاغتيال وندد بها. كما دانت الولايات المتحدة "بشدة" المحاولة، وكتب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر إن واشنطن تقف إلى "جانب حكومة وشعب الأرجنتين في رفض العنف والحقد".

في بوينس أيرس، غصت ساحة بلازا دو مايو التي تشهد تاريخياً على فرح وغضب الأرجنتينيين، الجمعة بحشد كبير بدعوة من الائتلاف الحاكم وحركات موالية له.

ونُظمت مسيرات أخرى في سانتا في وروزاريو وتوكومان وعدة مدن أخرى كما أفادت وسائل الاعلام المحلية بدعوة من قطاعات موالية للحكومة.

تقول أدريانا سبينا، متقاعدة (61 عاماً) لوكالة فرانس برس: "جئت لدعم الديمقراطية وكريستينا لأخبرها أننا هنا. ولمعرفة ما إذا كان الأرجنتينيون سيستيقظون ويدركون أنه لا يمكننا سلوك هذه الطريق".

"مناخ العنف" 

تبقى كريستينا كيرشنر رئيسة مجلس الشيوخ، بعد 7 سنوات على مغادرتها الرئاسة شخصية فاعلة مهمة على الساحة السياسية في البلاد قبل سنة من انتخابات رئاسية لم تعلن بعد نواياها بشأنها.

ويتجمع مئات الناشطين كل مساء منذ 10 أيام أمام منزل كريستينا كيرشنر للتعبير عن دعمهم لها، فيما تحاكم حالياً بتهمة الاحتيال والفساد.

وكان عددهم بضع عشرات عند وقوع الحادث مساء الخميس. وبقي الجو هادئًا بشكل غريب في الساعات التالية. 

وبين هؤلاء المؤيدين مارتن فرياس (48 عاماً) العضو في الحزب البيروني، الذي أعرب لفرانس برس عن أسفه بسبب "مناخ العنف" السياسي في البلاد. وقال إن "العنف في الأقوال يؤدي إلى أعمال العنف".

وفي 22  أغسطس طلب الادعاء إصدار حكم بالسجن 12 عاماً بحق كيرشنر وحرمانها من إمكانية الترشح في الانتخابات مدى الحياة، في محاكمة تتعلق بمنح عقود عامة في معقلها في سانتا كروز (جنوب) خلال ولايتيها الرئاسيتين. 

وفي أجواء من الاستقطاب السياسي الشديد، أدت لائحة الاتهام إلى تظاهرات تأييد لكيرشنر نظمها اليسار البيروني الذي تعد أهم شخصياته. وجرت تجمعات الأسبوع الماضي في مدن عدة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات