حظى موسم أفلام عيد الأضحى في مصر، بردود فعل جماهيرية ونقدية واسعة، إذ تباينت الآراء بشأن الأعمال المشاركة وهي "كيرة والجن" للثنائي كريم عبد العزيز وأحمد عز، و"عمهم" لـ محمد إمام، و"بحبك" بطولة تامر حسني.
واعتبر النقاد أنه رغم قلة الأعمال في الموسم فإنه يشهد تنوعاً في وعية الأعمال، ما بين الأكشن، والكوميدي والتاريخي.
وحاز فيلم "كيرة والجن" على استحسان بين النقاد نظراً لمستواه الفني الجيد، مع بعض الملاحظات، في حين انتقد البعض خوض تامر حسني، تجربة الإخراج والتأليف من خلال فيلمه "بحبك".
"حالة هوس"
يرى الناقد طارق الشناوي، أن "كيرة والجن"، هو أفضل عمل مشارك في موسم أفلام عيد الأضحى، مشيداً بأداء المخرج مروان حامد، والذي وصفه بـ"المخرج القوي الذي يتحكم في كل عناصره".
وقال الشناوي، لـ"الشرق"، إنّ فيلم "بحبك" يعاني من بعض الإخفاقات، رغم أنه سيحقق إيرادات عالية لاسيما في دور عرض الخليج، منتقداً قيام تامر حسني بأكثر من دور في آن واحد داخل الفيلم، حيث يجمع بين التأليف والإخراج والبطولة السينمائية وكذلك وضع الموسيقى التصويرية.
وأضاف أن "تامر حسني لديه هوس، للقيام بكل هذه الأدوار، رغم افتقاده لموهبة الكتابة السينمائية والإخراج"، موضحاً أنه يعتمد على اسمه في تسويق العمل مهما كان به مشاكل، باعتبار اسمه جاذباً للجمهور.
وبخصوص فيلم "عمهم"، يعتبر طارق الشناوي، أن "محمد إمام، يعود لجلباب أبيه، حيث يزداد تشبساً بتجربة عادل إمام السينمائية، في محاولة لتقليد خطواته واختياراته في مرحلة البدايات"، وأوضح أن"طريقة محمد إمام، ثابتة لا تتغير في أفلامه الأخيرة، حيث يعتمد على مظهره وقوة البنيان".
تفاوت في المستوى
وقال الناقد أندرو محسن، إن موسم أفلام عيد الأضحى يشهد تنوعاً كبيراً بين الأعمال، ويشارك به نجوماً يحظون بجماهيرية كبيرة، إلا أن هناك تفاوتاً ضخماً في المستوى، بحسب تصريحاته لـ"الشرق".
ووصف فيلم "بحبك"، بـ"التجربة الأضعف في الموسم، والأقل في أعمال تامر حسني السينمائية"،
مؤكداً أنه لا يملك الإمكانيات الكافية لإخراج فيلم سينمائي، كما أنه السيناريو ضعيف جداً "هو ليس مخرج أو كاتب سيناريو إطلاقاً".
وعن رأيه في أداء ممثلي "كيرة والجن"، أوضح أن المستوى التمثيلي لكل صناع العمل عادي ومتوقع ويفتقر لعنصر الإبهار تماماً، رغم أن الفيلم هو الأضخم في الموسم على مستوى الإنتاج والنجوم المشاركين، كما أن السيناريو أضر بباقي المراحل".
وأضاف أن "اهتمام المخرج مروان حامد، بعناصر الفيلم مثل الإحساس بالزمن والمعارك وآلية تنفيذها وتوفير الإبهار البصري، جاء على حساب الأداء التمثيلي، والذي يعد الحلقة الأضعف".
ولفت إلى أن فيلم "عمهم"، هو الأنسب لجمهور العيد، كونه يجمع بين الأكشن والكوميدي، قائلاً إنّ: "العمل لطيف وبه مشاهد جيدة، لكن السيناريو كان يحتاج لمزيد من التطوير".
"عوامل جذب"
الناقدة ماجدة خير الله، أبدت رفضها التام لدخول تامر حسني، مجال الإخراج السينمائي، مشددة على ضرورة اكتفاءه بالتمثيل والغناء فقط، قائلة لـ"الشرق"، إنّ "تامر ليس عبقرياً حتى يكتب ويخرج فيلم بمفرده".
وقالت إنّ "ارتفاع إيرادات هذا الفيلم، ليست مؤشراً على نجاح تجربته الإخراجية، والجمهور لن يسانده طوال الوقت، لذلك عليه التعاون مع مخرجين مميزين يخرجون منه طاقات تمثيلية جديدة".
فيما شددت على أهمية القصة التي يتناولها فيلم "كيرة والجن"، كونه يستعرض المجتمع المصري بمختلف طوائفه ودوره في مواجهة الاحتلال البريطاني خلال ثورة 1919، قائلة إنّ: "الجيل الحالي لا يعرف ماذا حدث في تلك الفترة، لذلك تكمن أهمية العمل للأجيال القادمة، وسيذكرهم بفترة مهمة في حياتنا، وقدم في قالب لطيف بعيداً عن الوعظ والإرشاد".
وتابعت أن "الفيلم به أكثر من عامل جذب، بداية من الإنتاج الضخم، ورؤية المخرج المتميزة لكل العناصر وتركيزه على النص والزمن والمقصود من القصة"، مشيدة بأداء الممثلين لاسيما كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وهند صبري ورزان جمال.