كشفت منظمة العمل الدولية، الاثنين، أن فيروس كورونا تسبب خلال عام 2020، بخسارة ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل، مؤكدة أن هذه الأزمة هي "الأشد في عالم العمل، منذ الكساد الكبير في الثلاثينات" من القرن الماضي.
وقالت منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السابع المخصص لآثار الوباء على عالم الأعمال، إن العام الماضي "تمت خسارة 8.8% من ساعات العمل في العالم، مقارنة مع الفصل الرابع من عام 2019، ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل".
وأوضحت منظمة العمل أن نحو "نصف ساعات العمل الضائعة، تم حسابها من ساعات العمل المخفضة لمن بقوا في العمل"، مضيفة أن "العالم شهد مستويات غير مسبوقة من فقدان الوظائف العام الماضي".
الجيل الضائع
وبيّن التقرير الدولي أن "مستوى تضرر النساء كان أكثر من الرجال، إذ خسر 5% من نساء العالم وظائفهن مقابل 3.9% من الرجال"، لافتاً إلى أن "النساء أكثر عرضة من الرجال، للخروج من سوق العمل أو لحالات الخمول".
وأضاف التقرير: "لقد تضرر العمال الأصغر سناً أكثر من غيرهم، إما بخسارة وظائفهم أو مغادرة قوة العمل أو تأخير الالتحاق بها، فقد خسر 8.7% من الشباب (15-24 عاماً) وظائفهم، مقابل 3.7% من الراشدين"، مضيفاً أن هذا الأمر "يكشف مخاطر حقيقية، بنشوء جيل ضائع".
التعافي الهش
بدوره، أفاد رئيس منظمة العمل الدولية جاي رايدر، في حديث إلى الصحافيين عبر الإنترنت، بأن "هذه أشد أزمة في عالم العمل منذ الكساد الكبير في الثلاثينات"، لافتاً إلى أن "بوادر التعافي الحالية مشجعة، لكنها هشة وغير مؤكدة بدرجة كبيرة، وعلينا أن نتذكر أنه لا يمكن لأي بلد أو مجموعة التعافي بمفردها".
وأكد رايدر أن "العالم أمام مفترق طرق، أحدهما يقود إلى تعافٍ غير منتظم وغير مستدام يترافق مع تزايد اللامساواة وعدم الاستقرار، واحتمالات وقوع المزيد من الأزمات".
وتابع: "والآخر يركز على تعافٍ محوره الإنسان، لإعادة البناء بشكل أفضل، وإعطاء الأولوية للتوظيف والدخل والحماية الاجتماعية وحقوق العمال والحوار الاجتماعي، إذا كنا نريد تعافياً دائماً ومستداماً ولا يستثني أحداً، فهذا هو المسار الذي يتعين على واضعي السياسات سلوكه".
ومن جانب آخر، يقترب العالم من تسجيل 100 مليون إصابة بفيروس كورونا منذ اكتشافه قبل سنة، وسط تحديات لكبح انتشاره، يفاقمها ظهور سلالات جديدة.
وأظهر إحصاء أجرته وكالة "رويترز"، استناداً إلى بيانات صحية رسمية، أن قرابة 98.77 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، بينما تخطى إجمالي عدد الوفيات المليونين.