وول ستريت جورنال: هكذا استخدم نجل بايدن اسم عائلته في نشاطاته التجارية

time reading iconدقائق القراءة - 8
هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، يحتفل في ديلاوير بعد إعلان فوز والده على الرئيس دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة - 7 نوفمبر 2020    - REUTERS
هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، يحتفل في ديلاوير بعد إعلان فوز والده على الرئيس دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة - 7 نوفمبر 2020 - REUTERS
دبي -الشرق

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحقيقاً عن نشاطات تجارية "مكثفة" لهانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، مع رجال أعمال أوروبيين وصينيين، بعدما تنحّى والده عن منصب نائب الرئيس قبل 4 سنوات، مستخدماً اسم عائلته في نشاطاته.

تحقيق الصحيفة، الذي استند إلى مقابلات ووثائق واتصالات، لفت إلى أن تحقيقاً أعدّه الجمهوريون في مجلس الشيوخ أفاد بأن قطباً صينياً في قطاع الطاقة، يُدعى يي جيانمينغ، منح بايدن ماسة عيار 2.8 قيراط، كما أن كيانات مرتبطة به أرسلت نحو 5 ملايين دولار إلى شركة محاماة تابعة لبايدن.

وفُتح تحقيق فيدرالي متصل بالضرائب الجنائية في التعاملات التجارية لهانتر بايدن، فيما أوردت الصحيفة أن علاقاته التجارية مع أشخاص نافذين، في الصين وأماكن أخرى، يمكن أن تعزز "تدقيقاً في قرارات بشأن السياسة الخارجية تتخذها إدارة بايدن حول تضارب مصالح محتمل".

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري تشاك غراسلي، الذي ترأس لجنة المال في مجلس الشيوخ، التي ساعد موظفوها الجمهوريون على التحقيق في نشاطات هانتر بايدن، قوله إنه سيواصل البحث في ما يعتبره "مخاوف محتملة، جنائية وفي مجال مكافحة التجسس"، مرتبطة بتعاملات بايدن. لكن الأخير أعرب عن ثقته بأن كل نشاطاته "قانونية ومناسبة".

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن تحقيقها "لم يجد أن جو بايدن كان متورطاً في النشاطات التجارية لنجله"، كما أن "التحقيقات الضريبية لا تمسّ الرئيس المنتخب".

مدخل لجمع أموال

وذكرت الصحيفة أن مساهمة هانتر بايدن اقتصرت أحياناً على تعريف أفراد بشخصيات "مهمة في مجالَي الأعمال والحكومة". واستدركت أن تقرير الجمهوريين في مجلس الشيوخ أفاد بأن خدماته القانونية والاستشارية شكّلت مدخلاً لجمع أموال.

وتابعت الصحيفة أن رجال الأعمال الذين سعوا إلى شراكة تجارية مع بايدن كانوا يتطلعون إلى "بناء علاقات" في واشنطن، والتمهيد لـ "صفقات كبرى، أو درء مشكلات قانونية".

وأشار بايدن، خلال نقاش بشأن مشروع مع يي جيانمينغ، إلى قيمة اسم عائلته، وكتب في رسالة نصية عام 2017 إلى زميل في المشروع: "إن لاعباً واحداً فقط يحمل البطاقة الرابحة، هو أنا. قد لا يكون ذلك عادلاً، ولكنه الواقع، إذ إنني الوحيد الذي أضع إرثاً عائلياً كاملاً على المحك".

شركة "بوريسما"

وتطرّقت الصحيفة إلى عضوية بايدن في مجلس إدارة شركة "بوريسما" الأوكرانية للغاز الطبيعي، في عام 2014، مشيرة إلى أن ذلك تزامن مع سعي مؤسس الشركة، ميكولا زلوشفسكي، إلى "رفع مكانتها" في واشنطن، فيما كانت حكومة بلاده تتعهد بالقضاء على الفساد.

ونال بايدن نحو 50 ألف دولار شهرياً من الشركة بين عامَي 2014 و2019. وخلال السنوات الثلاث الأولى من تلك الفترة، أشرف جو بايدن، الذي كان آنذاك نائباً للرئيس الأميركي باراك أوباما، على جهود الإدارة لمكافحة الفساد في أوكرانيا.

وأقرّ هانتر بايدن لاحقاً بخطئه في قبوله عضوية مجلس إدارة الشركة، لكن تحقيق الجمهوريين في مجلس الشيوخ لم يدعم مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن جو بايدن حرّف السياسة الأميركية في أوكرانيا لمصلحة نجله.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن خروج جو بايدن من البيت الأبيض، مطلع عام 2017، تزامن مع "انتعاش النشاطات التجارية الخارجية" لنجله، وتجاوزه مجالس الإدارة، متحوّلاً إلى مساهم ومرتّب لاستشارات، لا سيما مع كيانات صينية.

شقيق جو بايدن

وأشارت الصحيفة إلى امتلاك يي جيانمينغ أضخم شركة نفط خاصة في الصين، هي CEFC China Energy، متحدثة عن ارتباطه بأجهزة الاستخبارات العسكرية الصينية. وفي عام 2017، أسس يي جيانمينغ وهانتر بايدن مشروعاً مشتركاً، شمل أيضاً جيمس بايدن، الذي يمتلك شركة استثمارية وكان مرتبطاً بالحملات السياسية لشقيقه جو بايدن. وأوردت الصحيفة أن جيمس بايدن قال إنه وهانتر ساعدا يي جيانمينغ في إدخال ابنته إلى مدرسة خاصة في مانهاتن.

المشروع المشترك حمل اسم SinoHawk Holdings LLC، وامتلكت الشركة الصينية نصفه، متعهدة بتمويله بـ 10 ملايين دولار.

وساهم توني بوبولينسكي في المشروع، وشارك "وول ستريت جورنال" مئات من الرسائل الإلكترونية والنصوص ومراسلات أخرى من بايدن وشركائه. وأعرب بوبولينسكي عن إحباطه لأن SinoHawk لم تحصل على الأموال الأولية التي تعهدت بها الشركة الصينية، مضيفاً أن إحباطه تفاقم، بعدما قرأ تقرير مجلس الشيوخ بشأن تحويلات مالية إلى بايدن.

"تحالفات على أعلى المستويات"

وسعت SinoHawk إلى مشاريع للبنية التحتية، تموّلها الشركة الصينية، واستندت أحياناً إلى علاقات شخصية لهانتر وجيمس بايدن مع ساسة. ووَرَدَ في ملخص استراتيجية "سري" أعدّته SinoHawk في أبريل 2017: "أقمنا تحالفات مع أعلى المستويات الحكومية والمصرفية والمتصلة بالشركات".

في الوقت ذاته، قدّم هانتر بايدن نصائح قانونية وتجارية لرجل الأعمال الروماني غابريال بوبوفيسيو، بعدما واجهت إمبراطوريته العقارية اتهامات بالفساد، والتقيا مرات في بوخارست.

وكان بايدن مديراً بلا راتب لشركةBohai Harvest RST، منذ أسسها في عام 2013 رجل الأعمال الصيني جوناثان لي، والتي استهدفت استثمارات في الولايات المتحدة. وفي عام 2017، بات بايدن مساهماً في الشركة التي موّلها "بنك الصين" ومؤسسات مالية حكومية كبرى.

طليقة هانتر بايدن

وأشارت الصحيفة إلى أن كاثلين بول بايدن، الزوجة السابقة لهانتر بايدن، زعمت خلال إجراءات طلاقهما، في عام 2017، أنهما مدينان بدين ضريبي يبلغ نحو 314 ألف دولار. ووَرَدَ في ملفها أنهما بلغا الحد الأقصى من بطاقات ائتمان، ونالا قروضاً عقارية مزدوجة على ممتلكاتهما، متهماً بايدن بإنفاق مبالغ باهظة.

وعلى الرغم من أن مشروع SinoHawk لم ينطلق، أفاد تقرير جمهوريي مجلس الشيوخ بأن كيانات مرتبطة بشركة يي جيانمينغ بدأت، في أغسطس 2017، إجراء تحويلات مالية، أُدرجت باعتبارها تغطية لتكاليف قانونية واستشارية، بلغت 4.79 مليون دولار، لشركة محاماة مملوكة لبايدن في واشنطن، باسم Owasco PC.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى "انهيار" شركة CEFC China Energy بعد ذلك، و"اختفاء" يي جيانمينغ إثر محاكمة مساعد له في نيويورك بتهم فساد. وأضافت أن سجلات تُظهر أن شركة Skaneateles LLC، المسجلة في ولاية ديلاوير ويسيطر عليها بايدن، لا تزال تمتلك 10% من شركة Bohai Harvest RST الصينية.