مسلسل "انتقام مشروع".. العزف على الإيقاع البطئ

time reading iconدقائق القراءة - 5
الملصق الدعائي لمسلسل "انتقام مشروع" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
الملصق الدعائي لمسلسل "انتقام مشروع" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
الكويت-عبد الستار ناجي*

استبشرنا خيراً بالإعلان عن المسلسل العراقي "انتقام مشروع" على منصة "شاهد"، خاصة فيما يتعلق بفتح أبواب التعاون  الكويتي – العراقي، ولكن وبعد مضي عرض عدد من الحلقات على منصة "شاهد"، وجدنا أن الإيقاع البطئ هو الحاضر الأساسي والحاكم لطبيعة الأحداث. 

ورغم اختصار الحلقتين الأولى والثانية  مجموعة من الأحداث، وفي مقدمتها خروج أحد الأشقاء من السجن بعد 7 سنوات قضاها مضحياً بنفسه من أجل حماية شقيقه الأكبر. 

لكننا بعد هذا نظل نتحرك في مجموعة محاور غير قادرة على النهوض بالنص أو الشخصيات، رغم الحضور التمثيلي البارز للنجوم محمود بوشهري، وعبدالله بوشهري وأحمد السلمان.  

معادلة إنتاجية 

وظلت الحلقات المتبقية في ذات القالب حكاية الحب والغيرة بين الأخ الأكبر والجارة، والعلاقة بين الأب المتسلط والأسرة المتمثلة في الزوجة والأبناء، وأيضاً حكاية ابنه صاحب الشركة والابن الأكبر "عبدالله بوشهري"، بينما المحور الأساسي "محمود بوشهري" ظلت شخصيته تعاني من الخلل، بالذات فيما يخص الهدف المحوري الذى تذهب إليه الشخصية، فنراه منشغلاً بالهوامش في علاقته الجديدة رغم عاطفته الكبرى للجارة التى أخذها الأخ الأكبر.  

محاور وشخصيات ظلت تُستعاد ويتم تكرارها حلقة بعد أخرى، ومشهد بعد آخر، في إيقاع ثابت مترهل مُستعاد باهت لا يمتلك المقدرة على النهوض. 

وهذا النص كان بالإمكان اختصاره لموسم لا يتجاوز 7 أو 8 حلقات بشكل أقصى، ولكنها معادلة الإنتاج التى ظلت ضيقة الأفق فيما يبدو. 

شخصيات نمطية  

وفيما يتعلق بالتمثيل ظل محمود بوشهري في الحلقات الأولى، حيث الشخصية تتشكل وتبوح عن أسرارها ممسكاً بالشخصية بين الغموض والتضحية والسكينة أمام سطوة الأب والحب الضائع، ولكن الشخصية لاحقاً تنزلق إلى متاهات باهتة ضيقة ومشاهد مكررة.  

أما الفنان عبدالله بوشهري، الذى يخوض في هذة التجربة مجموعة من الأدوار، من بينها الإشراف على الإنتاج "المنتج المنفذ"، وهذا ما يقلص حضور وحظوظ "الممثل" عنده، وهو ما يجب أن يلتفت إليه في تجاربه المقبلة.  

الفنان أحمد السلمان ظل أسير تلك الشخصية التى تتحرك بشكلٍ عدوانى تعسفي تجاه أسرته وعماله، دون حيثيات لمثل هذه التصرفات السلبية رغم بعض الإشارات الشاردة الإيجابية.  

ونعود للنص الذى كتبته نور البدري كاتبة عراقية مقيمة في السويد وتمت معالجته من قبل الفنانة ياسة، حيث نظل منذ اللحظة الأولى أمام كتابة مسترخية لشخصيات وأحداث، وبدلاً من التحرك إلى الأمام يتم استعادة الكثير من المشاهد "فلاش باك" بطريقة لا تثرى بقدر من تسرق الوقت ولا تغني كما هو مطلوب من الـ"فلاش باك" في تحقيق معادلة الثراء في البناء الدرامي.
 
باقي الشخصيات مثل الأخ الأكبر والأصغر والأب والأم والجارة وابنتها، تتحرك بشكل نمطي بلا هدف ولا توجه، شخوص تتحرك في ذات الدائرة ولربما في ذات النقطة ولا تفارقها، والتى كلما استمرت الحلقات فقدت المبرر لوجودها وأثرها الدرامي.  

أسير النص والكتابة 

المخرج حسين دشتي، والذى شاهدنا له من قبل كثير من الأعمال الدرامية التى تمتاز بإيقاعها المتسارع، نجده هنا أسير النص والكتابة، بل أنه بالإضافة إلى ذلك يذهب إلى حلول إخراجية تعتمد على الحركة البطيئة "السلو موشن".  

اشتغل المخرج حسين دشتي، بذات النمط الذي عُرفت به أعماله السابقة، حيث الاهتمام بالتفاصيل في المشهد ما ساهم في المزيد من الاسترخاء والبطء في الأحداث.

ولم يلتفت للتمثيل كثيراً أو اختيارات الممثلين، ففي هذا الإطار الكثير من الملاحظات، لعل من أبرزها أداء الفنان أسامة المزيعل الذى لطالما شاهدناه في نفس هذه الشخصية وبمثل نفس الأداء، وأيضاً دور الأم التى كانت شبه ضائعة أمام الثلاثي الأخوين بوشهري وأحمد السلمان.  

أسئلة مشروعة  

نقاط التميز تأتى من خلال الأداء العفوي والبسيط للفنانة شهد الخطاب، والتى استطاعت أن تتعامل مع الشخصية بتميز، وهكذا الأمر مع الفنانة سلمى سالم والفنانة الشابة أريج العطار، التى تمثل واحدة من أبرز الشخصيات التى قدمتها حتى الآن.  

ونذهب إلى بيت القصيد، حيث نقطة التماس المرتقبة للانتقال إلى العراق، وهي منطقة كان من المفترض أن تكون محورية وأساسية في النص والبناء الدرامي، ولكنها جاءت بلا هوية رغم أهميتها في فتح أبواب التعاون الفنى المشترك، وأيضاً إعادة تقديم عدد من الوجوه الفنية العراقية التى ظلت لسنوات بعيدة عن دائرة الضوء عربياً.  

*ناقد فني

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات