
أعاقت الشرطة التركية وصول المعارض ورئيس حزب "النصر" التركي أوميت أوزداج إلى وزارة الداخلية لمواجهة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو علناً أمام الوزارة، في خلاف متزايد بشأن سياسة التعامل مع اللاجئين في تركيا، بحسب ما نقلت "بلومبرغ".
وتجادل أوزداج المناهض للاجئين مع الشرطة التركية التي منعت وصوله إلى مقر الوزارة، في تصعيد لخلاف مستمر بين الطرفين بشأن سياسات الهجرة التي تنتهجها الحكومة التركية.
وقال المعارض التركي، لوزير الداخلية، في أعقاب احتجازه، "أنت مجرم وسيتم القبض عليك فور ترك منصبك".
وكان وزير الداخلية التركي، قد نعت أوزداج عبر محطة تلفزيونية محلية بأنه "أقل من حيوان" ليرد الأخير ويتحداه بمواجهته علناً أمام مقر الوزارة، قائلاً "إذا كنت رجلاً انتظرني عند باب الوزارة" بحسب وسائل إعلام محلية.
وقال صويلو عبر قناة "تي جي آر تي" (TGRT)، بعد سؤاله عن المعارض أوزداج "أرفض قبول السؤال إنه أقل من حيوان، إنه ابن سوروس (ملياردير أميركي)، ومن الواضح أنه ضابط مخابرات".
وتأتي الخلافات الأخيرة على خلفية قرارات تركية جديدة تتعلق بإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، بعد ارتفاع معدلات التضخم في البلاد وتضاؤل مستويات المعيشة.
وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، وصل إلى 4 ملايين، من بينهم أكثر من 3.64 مليون لاجئ سوري.
لكن الترحيب بهم في البلاد انخفض مع تزايد التحديات الاقتصادية، ما أعاد ملف اللاجئين إلى التجاذبات السياسية بين مؤيدي بقاء اللاجئين وداعمي ترحيلهم، إذ قال السياسي المعارض أوميت أوزداج، الخميس، "سنعيد 8 ملايين لاجئ وهارب من بلده وسنغلق أبوابنا أمام كل من يترك حماية أمن بلده ويأتي لنا كعبء".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن خططاً لإعادة مليون لاجئ سوري في تركيا بعد ساعات من إطلاق مقطع فيديو بعنوان "الغزو الصامت" الذي يزعم أن اللاجئين لن يتركوا مجالاً كبيراً للأتراك في المستقبل.
وقال المعارض التركي أوميت أوزداج في وقت لاحق إنه قام بتمويل الفيديو، الذي جذب حوالي 3.5 مليون مشاهدة، كما صرح سابقاً معقباً على قرار أردوغان أنه سيعيد "8 ملايين لاجئ وهارب من بلده وسنغلق أبوابنا أمام كل من يترك حماية أمن بلده ويأتي لنا كعبء".
وكان الاتحاد الأوروبي قد اتهم تركيا سابقاً باستخدام ملف اللاجئين كورقة ضغط على التكتل، بعد فتح السلطات التركية الحدود أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا، وهو ما يقول أردوغان إنه رد على امتناع الاتحاد عن سداد مدفوعات تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، مقابل استقبال أنقرة لللاجئين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أفادت قبل أيام بأن أكثر من 3 آلاف شخص لقوا حتفهم أو فقد أثرهم أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط والمحيط الأطلسي للوصول إلى أوروبا العام الماضي، في حصيلة تبلغ ضعف تلك المسجّلة عام 2020، وحذّرت المفوضية من أن وباء كورونا وتدابير إغلاق الحدود المرتبطة به عقّدت الحركة أكثر ودفعت العديد من اللاجئين والمهاجرين اليائسين للجوء إلى المهرّبين لمساعدتهم في الرحلة.
اقرأ أيضاً: