
أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم الجمعة في مؤتمر صحافي، استقالته من منصبه قبل نهاية ولايته المرتقبة في سبتمبر 2021، لأسباب صحية.
وقال آبي اليوم الجمعة، إنه قرر الاستقالة من زعامة الحزب الحاكم، ومن ثم من رئاسة الوزراء لتدهور حالته الصحية، مضيفاً أنه يعتذر للمواطنين "من أعماق قلبه" لعدم استطاعته الوفاء بمهام المنصب.
وأضاف آبي، وهو أطول من بقي في منصب رئاسة الوزراء في اليابان، أن قرار من سيخلفه ليس في يده، وهو ما يعكس الارتباك داخل "الحزب الديمقراطي الليبرالي" الحاكم للتوصل لمن سيتزعم الحزب خلفاً لآبي.
وأشار آبي إلى أنه سيواصل أداء مهامه، حتى تعيين رئيس جديد للحكومة. وقال إن حالته الصحية بدأت في التدهور منتصف الشهر الماضي تقريباً، ولم يشأ أن يؤثر ذلك سلباً على قرارات سياسية مهمة.
وكان شينزو آبي (65 عاماً)، أثار قلقاً في اليابان في الأسابيع الأخيرة، بسبب زياراته المتكررة إلى المستشفى، وسط إشاعات حيال وضعه الصحي.
وتنتهي رئاسة آبي لـ"الحزب الديمقراطي الحر" وبالتالي رئاسته للحكومة، في سبتمبر 2021.
الين يقفز
وقالت الوكالة الأميركية، إن المؤشر الياباني "نيكي" انخفض بنسبة 1.4% إثر هذه التقارير، فيما انخفض المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.68 في المئة.
وأكدت وكالة "رويترز"، أن الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً، قفز من أدنى مستوى في أسبوعين، الجمعة، عقب أنباء الاستقالة. وارتفع الين، الذي كان يتراجع، بنحو 0.5 بالمئة، إلى أعلى مستوى، عند 106.10 للدولار، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 106.32.
ويقول محللون، إنه قفز بفعل أنباء عن استقالة آبي، إذ إن الضبابية السياسية، يمكن أن تحفز الشركات اليابانية على جلب أموالها إلى داخل البلاد، وتحويلها إلى الين، وفقاً لوكالة "رويترز".
استقالة سابقة بسبب المرض
وأصيب شينزو آبي خلال فترة ولايته الأولى رئيساً للوزراء، والتي بدأت أواخر سبتمبر 2006، بالتهاب القولون التقرحي المزمن، ما دفعه إلى تقديم استقالته بشكل مفاجئ في 2007.
وأعلن شينزو آبي، عند فوزه برئاسة الوزراء عام 2012، أنه "يسيطر على المرض الآن بدواء لم يكن متاحاً في السابق"، غير أن تردده إلى المستشفى في الأسابيع الأخيرة أثار شكوكاً حيال وضعه الصحي، وقدرته على إدارة الحكومة.
ودخل رئيس الوزراء الياباني، الاثنين، إلى مستشفى في طوكيو، لإجراء فحوص طبية للمرة الثانية في أقل من أسبوع.
من سيخلف آبي؟
وقالت وكالة "بلومبرغ"، إن من غير الواضح حتى الآن من سيخلف آبي حال استقالته من رئاسة الوزراء.
لكن الوكالة الأميركية لفتت إلى أن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا، يعدّ أكبر المرشحين لخلافة آبي في المنصب. وذكرت أن يوشيهيدي كان الذراع اليمنى لرئيس الوزراء منذ توليه المنصب عام 2012.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن وزير المالية تارو آسو يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، وقد يكون مرشحاً لخلافة آبي.
ويعتبر آسو ضمن الدائرة الداخلية لرئيس الوزراء، وشغل منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 2008 و2009 عقب استقالة آبي في 2007.