الاحتجاجات ضد قيود كورونا تدفع الصين لتغيير الخطاب الإعلامي

time reading iconدقائق القراءة - 4
عامل يرتدي ملابس واقية خارج مستشفى مع استمرار تفشي فيروس كورونا في بكين- 30 نوفمبر 2022 - REUTERS
عامل يرتدي ملابس واقية خارج مستشفى مع استمرار تفشي فيروس كورونا في بكين- 30 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

باتت الصين تنتهج خطاباً إعلامياً "أكثر وضوحاً وتصالحاً"، في أعقاب أعمال شغب مستمرة تجتاح مدناً عدة، احتجاجاً على سياسية "صفر كوفيد" وقيود الإغلاق المشددة التي تفرضها السلطات، بحسب "بلومبرغ".

وأشارت بلومبرغ، في تقرير نشر الأربعاء، إلى إيلاء السلطات أولوية لقصص الأشخاص الذين نجوا من فيروس كورونا في وسائل الإعلام الحكومية، في إشارة إلى تقرير لصحيفة "بيبولز ديلي"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، والتي حضت المواطنين على تحمل مسؤولية صحتهم. 

ولفتت "بلومبرغ" إلى تراجع الزخم حول سياسة "صفر كوفيد" في منشورات الحزب الشيوعي في الأسبوعين الماضيين، عندما أصدرت بكين قواعد أكثر اعتدالاً لمكافحة الفيروس.

وفي مؤتمر صحافي عُقد الثلاثاء، لم يستخدم المسؤولون من هيئات عدة، بينها لجنة الصحة الوطنية، المصطلح على الإطلاق، ما يمثل تحولاً عن المؤتمرات السابقة، وبدلاً من ذلك، شجع المسؤولون كبار السن على تلقي اللقاح. 

وبينما يتجنب المسؤولون الحديث عن الاحتجاجات، استخدمت السلطات الصحية "لهجة تصالحية"، وقالت إن المخاوف "المعقولة" للشعب يجب أن تُحل في الوقت المناسب. 

وقال جيوي تشانج، رئيس مجموعة "بينبوينت" لإدارة الأصول، إن "التطور الأكثر أهمية في الأيام القليلة الماضية، هو وجود نقاش عام بشأن سياسة (صفر كوفيد) في الصين. الحكومة لم ترد بإسكات هذه الأصوات، بل ثمة مؤشرات على أن الحكومة تستمع إلى الجمهور، وتتخذ إجراءات لمعالجة مخاوفهم". 

ونشرت صحيفة "بكين نيوز" الحكومية مقابلات مع أشخاص تعافوا من الإصابة بالفيروس، في خطوة "نادرة" بالصين، البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة.

وتحدث المرضى عن تجاربهم مع العدوى وتبادلوا التفاصيل، ما اعتبرته "بلومبرغ" إشارة محتملة على أن مسؤولي الدعاية يحاولون اعتبار الإصابة بالفيروس "أمراً عادياً". 

اضطرابات اجتماعية

ويأتي الاعتدال الظاهري بعدما أدت السياسات الصينية الصارمة إلى إثارة اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق، بعد نشوب حريق في مبنى بمدينة شينجيانج، الأسبوع الماضي، أسفر عن سقوط 10 ضحايا، فضلاً عن تظاهرات ردد فيها شعارات "لا لصفر كوفيد" و"نعم للحرية"، إذ يرى بعض الناس أن القيود أعاقت جهود إنقاذ السكان. 

ولا يزال قدر كبير من الغموض يحيط بخطة الرئيس الصيني شي جين بينج، وما إذا كانت القيادة الصينية قررت بشكل قاطع الخروج من موقفها الانعزالي. 

ورغم أن الآمال المتعلقة بإعادة الفتح عززت الأصول الصينية في جميع المجالات، إلا أن القواعد المفروضة في الصين لا تزال الأكثر إرهاقاً في العالم، وقد يؤدي استمرار أسوأ تفش للفيروس منذ بداية الجائحة إلى تقصير أجل التحول إلى القواعد الأكثر اعتدالاً. 

وبحسب "بلومبرغ"، لا تزال أعداد الإصابات مرتفعة في الصين مع تسجيل أكثر من 36 ألف إصابة، الثلاثاء، كما قد يؤدي ارتفاع أعداد الوفيات، الذي لم يحدث بعد رغم زيادة الإصابات، إلى إعادة النظر في تخفيف القيود، فالبنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد لا تزال ضعيفة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات