"الوكالة الأوروبية": لا نستبعد وجود رابط بين لقاح "أسترازينيكا" والجلطات

time reading iconدقائق القراءة - 5
قارورة تحتوى جرعة من لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا - AFP
قارورة تحتوى جرعة من لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا - AFP
دبي-الشرق

خلصت وكالة تنظيم الأدوية التابعة إلى الاتحاد الأوروبي، الخميس، إلى عدم وجود رابط بين لقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، ومخاطر الإصابة بجلطات دموية، لكنها "لم تستبعد ذلك نهائياً"، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

وكانت عدة دول أوروبية أوقفت قبل أسابيع استخدام اللقاح، بعد أنباء عن تسببه بأنواع نادرة من جلطات الدم، واضطرابات تتعلق بالتخثر لدى عدد قليل من ملايين الأشخاص الذين تلقوا جرعات منه في جميع أنحاء القارة، في حين أعلنت ألمانيا وفرنسا وغيرهما انتظار تقرير الوكالة قبل استئناف استخدامه.

وقالت إيمر كوك، رئيسة هيئة اللقاحات في "وكالة الأدوية الأوروبية": "موقفنا العلمي هو أن هذا اللقاح يعد خياراً آمناً وفعالاً للحماية من فيروس كورونا، لكن لا يمكن أن تستبعد الوكالة بشكل قاطع وجود صلة بين الأنواع النادرة من جلطات الدم واللقاح".

وأضافت: "أوصينا هيئة اللقاحات بإضافة وصف لهذه الحالات إلى منشورات اللقاح حتى يكون العاملون الصحيون والمرضى على علم بذلك".

وأشارت إلى أن الجلطات التي تتشكل في الذراعين أو الساقين أو في أي مكان آخر "يمكن أن تتحرر وتنتقل إلى القلب أو الدماغ أو الرئتين، ما يسبب سكتات دماغية أو نوبات قلبية أو غيرها من الانسدادات".

"فوائد تفوق المخاطر"

ولفتت الوكالة إلى أن 37 شخصاً أبلغوا عن إصابتهم بجلطات دموية، فيما تم تسجيل 4 حالات وفاة بينهم، من أصل 17 مليون شخص تلقوا جرعة واحدة من لقاح "أسترازينيكا" في أوروبا 

وقالت "منظمة الصحة العالمية" إنه "لا دليل" يشير إلى أن اللقاح كان مسؤولاً عن ذلك، ولفتت إلى أن فوائده تفوق بكثير المخاطر الصغيرة المحتملة. 

ومن المتوقع أن تتقدم "أسترازينيكا" بطلب للحصول على إذن أميركي لاستخدام لقاحها في الأسابيع المقبلة، إذ تعتمد الولايات المتحدة الآن على لقاحات من "فايزر" و"جونسون آند جونسون".

تدابير وتداعيات

وقبل إعلان الوكالة، قالت "وكالة تنظيم الأدوية البريطانية" إنه "لا دليل على أن لقاح أسترازينيكا يسبب جلطات"، حاضة على مواصلة الحصول على الجرعات الأولى والثانية.

ويأتي ذلك في وقت دفعت فيه عشرات الآلاف من الإصابات اليومية الجديدة إلى اتخاذ تدابير جديدة لغلق المستشفيات في إيطاليا، وتسببت في ارتفاع نسبة إشغال المستشفيات في فرنسا، فيما دفعت المسؤولين الألمان إلى الإعلان عن بدء موجة ثالثة من الوباء.

وفي أوروبا، حيث يوجد أكثر من خيار للقاحات، أدت الأسئلة المتعلقة بسلامة لقاح "أستراينيكا" إلى تعقيد عملية التطعيم البطيئة أساساً في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، في وقت ترتفع فيه معدلات الإصابة، خصوصاً مع وجود سلالات متحورة من الفيروس.

"7 ملايين جرعة"

وفي السياق، قال مسؤولون بريطانيون، الخميس، إن البلاد تواجه "نقصاً في تسليم اللقاحات"، قد يؤخر بدء عمليات التطعيم لمن تقل أعمارهم عن 50 عاماً في الأسابيع المقبلة.

وتظهر الأرقام الصادرة عن المراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض ومكافحتها هذا الأسبوع، أن حوالي 7 ملايين جرعة من "أسترازينيكا" غير مستخدمة في جميع أنحاء دول الاتحاد الأوروبي.

ودافعت الحكومة الألمانية عن قرارها بوقف استخدام اللقاح قائلة، إنه "يستند إلى نصيحة الخبراء". وقالت أولريكه ديمر، الناطقة باسم الحكومة إن "هذا الاجراء قد يعزز الثقة في اللقاحات. نأخذ الموضوع على محمل الجد، وحالما يتم إزالة هذه المخاوف، يمكن استخدام اللقاح مرة أخرى دون تردد".

وعادة ما تُجرى اختبارات سريرية لدى عشرات الآلاف من المشاركين، ونتيجة لذلك، غالباً ما لا يتم اكتشاف الآثار الجانبية النادرة حتى يتم استخدام اللقاحات من قبل ملايين من الأشخاص، وبعد فترة طويلة من وصولها إلى السوق.