لمواجهة التضخم.. قمة السبع تستهدف تحديد سعر النفط الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
قادة الدول الصناعية الكبرى يحضرون عشاء عمل خلال فعاليات قمة مجموعة السبع في قلعة إلماو جنوب ألمانيا – 26 يونيو 2022 - REUTERS
قادة الدول الصناعية الكبرى يحضرون عشاء عمل خلال فعاليات قمة مجموعة السبع في قلعة إلماو جنوب ألمانيا – 26 يونيو 2022 - REUTERS
دبي/قصر إلماو (ألمانيا)-الشرقوكالات

يستهدف زعماء مجموعة السبع، الاثنين، التوصل لاتفاق يضع حداً أقصى لأسعار النفط الروسي، ضمن مساعٍ لمواجهة التضخم وتحجيم عائدات روسيا، وسط تحذيرات من خفض موسكو إمداداتها النفطية المتجهة إلى أوروبا بشكل حاد، بعد إعلان هذا القرار.

يأمل الزعماء المجتمعون في جبال الألب البافارية بألمانيا إقناع مجموعة بلدان خارج المجموعة بوضع سقف للسعر المدفوع للنفط الروسي، ما من شأنه تحجيم فوائد موسكو من ارتفاع أسعار النفط الخام.

وأعلن مصدر في الإدارة الأميركية في إفادة صحافية على هامش قمة مجموعة السبع، الاثنين، تكليف وزراء مالية مجموعة السبع للعمل مع الشركاء والقطاع الخاص للبحث عن آلية لوضع سقف لسعر النفط الروسي .

كما لفت مسؤولون، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إلى أن وضع حدّ أقصى للسعر يمكن أن يحد من تمويل روسيا لغزو أوكرانيا، مع تجنب فرض المزيد من القيود على إمدادات النفط وتأجيج التضخم، موضحين أن موافقة مستوردين كبار مثل الهند والصين "ستؤدي إلى نجاح هذا الأمر".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أخبر زملاءه، من قادة مجموعة السبع، أن هناك "حاجة إلى تحديد سقف لأسعار الطاقة لأن علينا التخلص من أحد الأسباب الرئيسية للتضخم"، وقد تتجه ألمانيا إلى تبني الفكرة أيضاً.

وبموجب مخطط تحديد الأسعار، ستحد أوروبا من توفر خدمات الشحن والتأمين التي تمكّن من نقل النفط الروسي إلى جميع أنحاء العالم، ما يفرض حجب الخدمات إذا لم يلتزم المستورد بسقف السعر.

"نحتاج رؤية واضحة"

ومن المقرر أن تناقش المجموعة قضية النفط الروسي، الاثنين، بعد أن تنضم دول  شريكة مثل الهند والأرجنتين وجنوب إفريقيا والسنغال وإندونيسيا إلى قادة كل من ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا.

قال رئيس المجلس الأوروبي، تشارل ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي "مستعد لاتخاذ قرار مع شركائه بشأن وضع حدّ أقصى لسعر النفط"، ولكنه شدد على الحاجة إلى "رؤية واضحة"، وإدراك للتأثيرات غير المباشرة المحتملة، مضيفاً: "نريد التأكد من أننا نستهدف روسيا ولا نجعل حياتنا أكثر صعوبة وتعقيداً". 

من جانبه، قال مسؤول ألماني كبير في تصريحات أوردتها "رويترز"، إن "مناقشات مكثفة" جارية حول كيفية تنفيذ تلك الخطة والعمل إلى جانب العقوبات التي فرضها  الغرب واليابان، مضيفاً: "القضايا التي يتعيّن علينا حلها ليست تافهة، وإننا نسير على الطريق الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق".

تحذير من "الإرهاق"

في إطار جهود زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا، أعلنت بريطانيا وكندا واليابان والولايات المتحدة عن تحركات لحظر واردات الذهب الروسي، إذ تأتي فكرة تحديد سقف لأسعار النفط في وقت يعني ارتفاع أسعار الخام أن عائدات روسيا من صادرات النفط "لم تنخفض" بالضرورة، بالرغم من القيود الغربية على واردات روسيا النفطية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "نحن بحاجة إلى تجريد نظام بوتين من تمويله"، مكرراً الحاجة إلى الحفاظ على الإجماع، ومحذراً من "الإرهاق" بين "المواطنين والسياسيين".

في حين لفت المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أن جميع دول مجموعة السبع "قلقة" بشأن الأزمات التي تواجهها حالياً، مستدركاً أنه "مقتنع بأن المجموعة سترسل إشارة واضحة للغاية بشأن الوحدة والعمل الحاسم".

ضغوط تضخمية

أثار الغزو الروسي الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وزاد المخاوف من  حدوث ركود يلوح في الأفق، تحذيرات بشأن نقص الغذاء في البلدان النامية.

في مايو الماضي، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض حظر تدريجي على شحنات النفط الروسي المنقولة بحراً مع السماح مؤقتاً بتسليم النفط الخام عبر خط الأنابيب، إذ حظرت الولايات المتحدة بالفعل واردات النفط الروسي، فيما تخطط المملكة المتحدة للتخلص التدريجي منها بحلول نهاية العام الجاري.

وفي المقابل، يؤجج قطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا ضغوط طاقة على مستوى القارة الأوروبية، ويخشى الغرب من عدم تأثير العقوبات بشكل فعلي على روسيا في ظل تحقيقها مكاسب أكبر من الصادرات حتى مع انخفاض حجمها بسبب زيادة الأسعار.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات