كل ما يجب أن تعرفه عن المناطيد

time reading iconدقائق القراءة - 7
بالون مراقبة تركي يقوم بدورية على طول الحدود السورية بالقرب من بلدة أطمي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. 8 أكتوبر 2020 - AFP
بالون مراقبة تركي يقوم بدورية على طول الحدود السورية بالقرب من بلدة أطمي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. 8 أكتوبر 2020 - AFP
دبي-الشرق

أعادت قضية المناطيد التي أعلنت الولايات المتحدة وكندا رصدها في أرجائهما، إلى الأذهان وسائل التجسس خصوصاً المناطيد التي استخدمت في الماضي لأغراض أمنية وتجسسية عدة. 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أعلنت، الجمعة، رصد منطاد تجسس صيني يحلق على ارتفاع شاهق فوق الأراضي الأميركية ومواقع عسكرية حساسة في الجزء الشمالي من الولايات المتحدة، بحسب مجلة "تايم" البريطانية.

فما هي طبيعة المنطاد؟ وكيف يعمل؟ ومتى تم اختراعه؟ وكيف تطور لاحقاً لاستخدامه في الأغراض العسكرية؟

3 أشكال

تعرف الموسوعة البريطانية المنطاد بأنه عبارة عن بالون كبير محكم الإغلاق مملوء بالهواء الساخن أو غاز أخف من الهواء، مثل الهليوم أو الهيدروجين، وهو ما يجعله قادراً على أن يرتفع ويطفو في الغلاف الجوي. 

وتوجد 3 أشكال من المناطيد (صلبة وغير صلبة وشبه صلبة)، ويوجد في المنطاد كيس كبير على شكل بالون مملوء بغاز مثل الهيدروجين أو الهيليوم، فيه "سلة" معلقة أسفل البالون تكون عادة مخصصة لحمل الركاب أو البضائع، ومحركات لقيادة المراوح، ودفات التوجيه. 

بدأت محاولات التحكم في طيران البالونات بعد اختراعها في ثمانينات القرن الثامن عشر. وتم تطوير المنطاد غير المملوء بالهيليوم في عام 1928، وبدأت بعدها ألمانيا خدمة الركاب المنتظمة للمنطاد عبر المحيط الأطلسي.  

وجرت أول رحلة طيران مأهولة بالمنطاد فوق باريس عام 1783، وقطعت الرحلة نحو 9 كيلومترات خلال 23 دقيقة.

الاستخدام العسكري

وفي فترات لاحقة، تم تطوير الاستخدامات العسكرية للمناطيد، إذ استعان نابليون بونابرت بمناطيد المراقبة في بعض المعارك التي خاضها في القرن التاسع عشر. كما استخدمت المناطيد في الحرب الأهلية الأميركية التي اندلعت ما بين العامين 1861 و1865، وكذلك في الحرب العالمية الأولى، وعادة ما كانت تحلق على ارتفاع نحو 2000 متر.

واستخدمت المناطيد حينها لأغراض عدة، منها: مراقبة تحركات العدو وجمع المعلومات ورمي المنشورات الدعائية، وفقاً لموقع "المتحف الأميركي" المخصص للحرب العالمية الأولى.

ثم جرى تزويد المناطيد بمدافع رشاشة وما يصل إلى نحو 2 طن من القذائف لتستخدم في المعارك. واستخدمت القوات الاميركية نحو 265 منطاداً للمشاركة في الحرب.

الحرب العالمية الثانية

وشهدت الحرب العالمية الثانية استخداماً واسعاً للمناطيد، إذ أطلق الجيش الياباني نحو 9 آلاف منطاد مزودة بقنابل حارقة باتجاه الأراضي الأميركية اعتباراً من عام 1944، لكن نحو 1000 منطاد منها فقط نجح في الوصول إلى الولايات المتحدة، بحسب موقع المتحف الوطني للقوات الجوية الأميركية

كذلك جرى نشر المناطيد فوق أجزاء واسعة من بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية لأغراض دفاعية.

التجسس

وفقاً لصحيفة "جارديان" البريطانية تم استخدام المناطيد لأغراض التجسس لأول مرة في ستينات القرن التاسع عشر، وتحديداً أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة.

وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، بدأ الجيش الأميركي استكشاف استخدام مناطيد التجسس على ارتفاعات عالية، ما أدى إلى سلسلة من المهام واسعة النطاق، كما بدأ الجيشان الأميركي والسوفياتي استكشاف سبل استخدام مناطيد التجسس على ارتفاعات عالية.

وقال الخبير الصيني في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" كريج سينجلتون لوكالة "رويترز" إن "هذه البالونات استخدمتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على نطاق واسع خلال الحرب الباردة، وكانت وسيلة منخفضة التكلفة لجمع المعلومات الاستخباراتية".

وأوضحت "جارديان" طريقة استخدام المنطاد في التجسس بقولها إنه يمكن تثبيت كاميرات تصوير عليه، كما يمكن تزويده برادار لإجراء مسح كامل للمنطقة التي تم إرساله إليها.

وتحلق المناطيد على ارتفاعات تتراوح بين 24 و 37 كيلومتراً وهناك بعض المناطيد تصل إلى ارتفاعات أعلى، متخطية الحركة الجوية التجارية، بحيث لا تكون على مسار الطائرات.

وأفادت دراسة أجريت في عام 2005 لصالح "معهد أبحاث القوة الجوية" التابع للقوات الجوية الأميركية بأنه "لا يتم توجيه بالونات التجسس بشكل مباشر، ولكن يمكن توجيهها تقريباً إلى منطقة مستهدفة عن طريق تغيير ارتفاعها بحيث تلتقط تيارات رياح مختلفة".

الحمولة والمدى

من أهم مزايا المناطيد، تكلفتها الرخيصة مقارنة بوسائل التجسس الأخرى كطائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية ذات الأغراض العسكرية، التي تتطلب قاذفات فضائية تكلف مئات الملايين من الدولارات.

وتعمل المناطيد على رصد مساحات شاسعة من الأراضي من مسافة قريبة نسبياً، ويمكنها قضاء المزيد من الوقت فوق المناطق المستهدفة، وفقاً لتقرير صدر عام 2009 لكلية القيادة الجوية والأركان التابعة للقوات الجوية الأميركية.

وتختلف الأوزان التي يحملها المنطاد تبعاً لحجمه والمدى الأقصى لمسيره، وبحسب وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تتراوح أحجام المناطيد بين 28 ألف متر مكعب و1.7 مليون متر مكعب تبعاً لحجم الرحلة والارتفاع الذي يحلق عنده.

ويمكن للمنطاد أن يحمل أوزاناً تصل لنحو 3.5 طن. كما تختلف السرعة بحسب الارتفاع إلا أنها يمكن أن تصل إلى نحو 50 كيلومتراً في الساعة.

وذكرت مجلة "جينز" البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن وزارة الدفاع البريطانية أعلنت في أغسطس الماضي، نجاح منطاد غير مأهول في التحليق على ارتفاعات عالية كجزء من مشروع "Aether" وهو برنامج عسكري بريطاني يسعى للحصول على اتصالات فائقة الاستمرارية واستخبارات ومراقبة واستطلاع (ISR) من دون طيار.

وقال نائب رئيس برامج شركة "SNC's Mission Solutions & Technologies"، جوش والش، إن المنطاد يمكن أن يتفوق على الأنظمة الأساسية الأخرى من خلال قدرته على دمج الحمولات الكبيرة واستعادة الحمولات بسرعة.

وأضاف أن "المناطيد توفر ارتفاعات تشغيلية أعلى من الطائرات ويمكن أن توفر أوقات مراقبة أطول بأحجام ووزن وقوة وتكلفة أقل بكثير" من الوسائل الأخرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات