
دمرت الولايات المتحدة آخر قاعدة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في أفغانستان، وذلك من خلال "تفجير محكم" من قبل القوات الأميركية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير نشرته، الجمعة، عن مسؤولين أميركيين، لم تذكر أسماءهم، أن التفجير، الذي سمع دويه في جميع أنحاء العاصمة الأفغانية كابول، دمر قاعدة "إيجل"، وهي آخر قاعدة تتبع لـ"سي آي إيه" خارج مطار كابول الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من التفجير كان ضمان عدم وقوع أي من المعدات أو المعلومات الموجودة بها، في أيدي أعضاء طالبان، التي سيطرت على كابول في 15 أغسطس الجاري.
وتابعت: "لطالما كانت تُستخدم قاعدة (إيجل)، التي أنشئت في موقع كان مصنعاً للطوب سابقاً، في وقت مبكر من الحرب في أفغانستان، طوال فترة الصراع، كما تطورت من مجرد مقر صغير إلى مركز ضخم، كان يُستخدم لتدريب قوات مكافحة الإرهاب، التابعة لوكالات المخابرات الأفغانية، وهي القوات الوحيدة التي واصلت القتال مع انهيار الحكومة، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين".
ونقلت الصحيفة عن مايك مولروي، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وخدم في أفغانستان، قوله: "كانت هذه القوات استثنائية، إذ كانت إحدى الوسائل الأساسية التي استخدمتها الحكومة الأفغانية لإبقاء طالبان في مأزق، على مدى العشرين عاماً الماضية، وكانت تقاتل حتى النهاية، وتسببت بخسائر فادحة".
"اختراقها مستحيل"
وأشارت الصحيفة إلى أن سكان أفغانستان لم يعرفوا سوى القليل عن هذه القاعدة، قائلة إن المجمع كان سرياً للغاية، كما صُمم ليكون من المستحيل اختراقه، إذ كانت هناك جدران يبلغ ارتفاعها 10 أقدام تحيط بالموقع.
ولم تكن بوابة القاعدة المعدنية السميكة تُفتح إلا للسماح للسيارات بالدخول سريعاً، لمعاودة إغلاقها مرة أخرى، وبعد الدخول، كان يتعين على السيارات المرور عبر 3 نقاط تفتيش أمنية، حيث تُفتش السيارة وتفحص الوثائق قبل السماح لها بالدخول، وفقاً للصحيفة.
وذكرت "نيويورك تايمز" نقلاً عن مقاول سابق لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية قوله: "عملية تدمير القاعدة لم تكن مهمة سهلة، فبالإضافة إلى حرق الوثائق وتكسير الأقراص الصلبة، كان لا بد من تدمير المعدات الحساسة الموجودة بها، حتى لا تقع في أيدي طالبان".
وأضاف: "هذه القاعدة لم تكن مثل السفارة الأميركية في كابول، والتي يمكن حرق الوثائق الموجودة بها بسرعة".
انفجار المطار
ولفتت الصحيفة إلى أنه كان هناك تخطيط مسبق لتدمير قاعدة "إيجل"، وأن الأمر لم تكن له علاقة بالانفجار الضخم في مطار كابول، الخميس، الذي أودى بحياة نحو بـ 170 أفغانياً و13 جندياً أميركياً.
وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك فإن وقوع التفجير، بعد ساعات فقط من هجوم المطار، أثار قلق الكثيرين في كابول، الذين كانوا يخشون أن يكون تفجيراً آخر.
ومن المقرر أن تنتهي الولايات المتحدة من عملية إجلاء المواطنين الأميركيين والحلفاء الأفغان رسمياً الثلاثاء المقبل، وهو التاريخ الذي حذرت طالبان من تمديد جهود الإجلاء بعده.
ويقول مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن الاستمرار في عملية الإجلاء بعد هذا اليوم سيزيد بشكل كبير المخاطر، التي يتعرض لها الأفغان والقوات الأميركية، على حد سواء.