وسط استقطاب حاد.. البرازيليون يصوتون لانتخاب الرئيس

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو خلال التصويت بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة بمدينة ريو دي جانيرو. 30 أكتوبر 2022 - REUTERS
الرئيس البرازيلي جائير بولسونارو خلال التصويت بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة بمدينة ريو دي جانيرو. 30 أكتوبر 2022 - REUTERS
ريو دي جانيرو - وكالات

بدأ الناخبون في البرازيل الإدلاء بأصواتهم، الأحد، بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي يشوبها التوتر للاختيار بين إعادة انتخاب الرئيس اليميني جائير بولسونارو، أو إعادة الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى السلطة، إذ يتيح السباق المحتدم فرصة ثانية لكلا المرشحين.

وتعهد بولسونارو (67 عاماً) بتعزيز تحول حاد في السياسة البرازيلية في الاتجاه المحافظ بعد رئاسة شابتها جائحة كورونا، فيما يعد لولا دا سيلفا (77 عاماً) بمزيد من المسؤولية الاجتماعية والبيئية، مذكراً بالازدهار المتصاعد خلال رئاسته السابقة في الفترة من 2003 إلى 2010. 

ويرجح مشاركة 120 مليون ناخب من بين 156 مليون برازيلي تمت دعوتهم لممارسة حق التصويت الرئاسي.

ويتم التصويت من خلال آلات التصويت الإلكتروني التي انتقدها بولسونارو دون دليل على أنها عرضة للتلاعب، ما أثار مخاوف من أنه قد لا يعترف بالهزيمة، على غرار "حليفه الأيدولوجي" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

الأكثر استقطاباً

وزاد ذلك من التوتر في الانتخابات البرازيلية الأكثر استقطاباً منذ عودة الديمقراطية للبلاد في عام 1985 بعد "ديكتاتورية عسكرية" عارضها الرئيس اليساري السابق لولا دا سيلفا، وهو زعيم نقابي سابق، بينما يتحدث بولسونارو، وهو قائد سابق للجيش، عنها بحنين إلى الماضي.

وأظهرت عدة استطلاعات للرأي أن السباق بينهما قد اشتد في الأسبوع الأخير، مع تقليص بولسونارو تقدم لولا الطفيف. ويظهر البعض الآخر تفوقاً ضئيلاً ولكن ثابتاً لمصلحة لولا.

حقق بولسونارو أداءً أفضل مما توقعته استطلاعات الرأي في الجولة الأولى من التصويت يوم 2 أكتوبر بين 11 مرشحاً.

وقالت شركات استطلاع الرأي إنها أعادت ضبط أساليبها بناء على تلك النتيجة، لكن معظم المحللين ما زالوا يقولون إن جولة الإعادة، التي تُجرى، الأحد، يمكن أن تمنح النصر لأي من الطرفين.

غموض موقف بولسونارو

وبحسب وكالة "فرانس برس" استفاد بولسونارو الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تخلفه أكثر من 10 نقاط مئوية عن منافسه لولا دا سيلفا، من كتلة مؤيدة له في المرحلة الفاصلة بين جولتي الانتخابات.

وتعزز نتائج الاستطلاع الأخير للرأي الذي أعده معهد داتافوليا المنشورة، مساء السبت، من أمل بولسونارو مع تقلص الفارق وتوقع فوز لولا دا سيلفا بنسبة 52% من الأصوات في مقابل 48% للرئيس المنتهية ولايته.

ويبلغ هامش الخطأ 2% في حين سبق أن أخطأت استطلاعات الرأي  في توقعاتها.

وقال  براين وينتر رئيس تحرير "أميركاز كوارترلي" إن "المعركة محتدمة أكثر مما كان يتوقع الجميع. ستكون انتخابات فيها الكثير من الغموض"، فيما ستظل هناك تساؤلات بشأن قبول الرئيس الحالي بنتائج الانتخابات المقرر إعلانها، مساء الأحد، في حال فوز لولا دا سيلفا. 

"الصناديق الاحتيالية"

وبعد انتقادات متواصلة لنظام التصويت الإلكتروني ووصفها بـ"صناديق احتيالية"، ندد بولسونارو في الفترة الأخيرة بوجود خلل مفترض في بث الإعلانات الإذاعية خلال حملته الانتخابية.

لكنه أكد، الجمعة، أن الذي "يحصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز" دون أن يكون كلامه مقنعاً.

ورأى روجيريو دولترا دوس سانتوس من جامعة فلومينيسي الفيدرالية أنّ "بولسونارو سيطعن على النتيجة".

ويخشى كثيرون أن يتكرر في البرزايل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي بعد خسارة ترمب، حيث يسري اعتقاد بإمكانية استهداف المحكمة العليا البرازيلية التي لطالما شن بولسونارو حملة كبيرة عليها.

ورأى المحلل أن بولسونارو يمكنه الاعتماد على "دعم ناخبيه الأكثر راديكالية (..) والتسبب في اضطرابات" لكنه استبعد احتمال مشاركة الجيش في "مغامرة انقلابية"، مشدداً على أن المؤسسات الديمقراطية متينة في البرازيل.

اتهامات وانتقادات متبادلة

وسيكون فوز لولا دا سيلفا، عودة مذهلة للزعيم اليساري، الذي سُجن في 2018 لمدة 19 شهراً بتهم بالرشوة، ألغتها المحكمة العليا العام الماضي، ما مهد الطريق أمامه للسعي لولاية رئاسية ثالثة.

وتعهد لولا بالعودة إلى النمو الاقتصادي الذي تقوده الدولة والسياسات الاجتماعية التي ساعدت على انتشال الملايين من براثن الفقر خلال طفرة أسعار السلع الأولية عندما حكم البرازيل لأول مرة. كما تعهد بالتصدي لتدمير غابات الأمازون المطيرة، وجعل البرازيل رائدة في محادثات المناخ العالمية.

ودعا ترمب البرازيليين إلى إعادة انتخاب بولسونارو "الرجل الرائع" وليس "لولو (كما سماه) المعتوه من اليسار الراديكالي".

وأمل لولا أن يتمتع بولسونارو بــ"الحكمة" ويتصل به في حال فوزه لـ"الاعتراف بالنتيجة". إلا أن الحملة الانتخابية كانت بعيدة كل البعد عن "الحكمة"، بحسب "فرانس برس"، إذ كال بولسونارو الشتائم لمنافسه، واصفاً إياه بأنه "كذاب" و"سجين سابق" و"مدمن كحول" و"مصدر عار وطني" ليرد عليه الأخير مؤكداً أن منافسه "معتد على أطفال" و"آكل لحوم بشر" و"مرتكب جرائم إبادة" و"ديكتاتور صغير".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات