تقرير: قوة "مذهبية" جديدة في أفغانستان تستعد لقتال طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 5
جماعات مسلحة أفغانية في منطقة شاردارا بقندوز الأفغانية. - REUTERS
جماعات مسلحة أفغانية في منطقة شاردارا بقندوز الأفغانية. - REUTERS
دبي-الشرق

أفادت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية الاثنين، بأن جماعة مسلحة تحمل اسم "الحشد الشيعي" ظهرت في العاصمة الأفغانية كابول، مشيرةً إلى أنها "تنوي قتال حركة طالبان".

وأوضحت الصحيفة في تقرير أورده موقع "إيران انترناشيونال"، أن قائد جماعة "الحشد الشيعي" المتواجدة في كابول هو سيد حسن الحيدري، لافتةً إلى أن له "حضور في العراق". 

ويدعم الحرس الثوري الإيراني خلال السنوات الأخيرة "الحشد الشعبي" في العراق، كما شكل جماعة "فاطميون" المتشددة في عام 2015 بأفغانستان وقام بتجنيد القوات وإرسالها إلى سوريا، فيما دعت الحكومة الأفغانية إلى حلّ الجماعة، بحسب "إيران انترناشيونال".

ونشر سيد زهير مجاهد المسؤول الثقافي لجماعة "فاطميون" الأفغانية، تقرير صحيفة "جمهوري إسلامي" على صفحته في إنستغرام، وانتقد تعبير "الحشد الشيعي"، قائلاً إنه "تعبير مفبرك، ويقود البلاد إلى حرب طائفية".

ونقلت "جمهوري إسلامي" عن المسؤول الثقافي لجماعة "فاطميون"، معارضته لـ"عمليات التطهير التي تقوم بها طالبان" على حد وصفه، مضيفاً أن "الحركة لم تتغير"، فيما شددت الصحيفة على أن "فاطميون لم يدخلوا مرحلة التعبئة العامة ضد طالبان" والتي تصنفها طهران "منظمة إرهابية".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في مقابلة مع صحيفة "طلوع نيوز''، في مارس الماضي، إن "عدد أعضاء جماعة فاطميون 5 آلاف عضو"، وأضاف إذا "كانت القيادة الأفغانية راغبة، فسيكون فاطميون تحت إمرة الحكومة الأفغانية".

رفض أفغاني

ورداً على تقرير "جمهوري إسلامي" قال قاسم وفائي زاده المشرف في وزارة الاستخبارات والثقافة الأفغانية في تغريدة على تويتر، إنه "بهذا النوع من المؤامرة والشائعات يجعل النظام الإيراني أبعاد الحرب أوسع وأكثر تعقيداً. إن تأجيج التهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني سيشعل ناراً يصل لهيبها إلى طهران أيضاً".

وأوضح شاه حسين مرتضوي كبير مستشاري الرئيس الأفغاني، أن "المكر ممنوع.. إذ أن إيران من جهة تسعى إلى تلميع صورة طالبان، ومن جهة أخرى تحرض على الفتنة"، في إشارة إلى تقرير "جمهوري إسلامي".

وتابع أن "أفغانستان لن تكرر تجربة سوريا واليمن والعراق ولبنان أبداً. فهي نموذج لقبول مختلف المذاهب الدينية في العالم الإسلامي. فتنة إيران ستفشل".

مخاوف إيرانية

وشددت طهران خلال الأيام الأخيرة عبر تصريحات لمسؤولين وزيارات ميدانية لقادة عسكريين، على أن الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية المجاورة لأفغانستان "آمنة".

وأشارت إلى أن الوضع  يثير خشية من أن يتيح ظهوراً متجدداً لبعض التنظيمات خصوصاً تلك المرتبطة بتنظيم داعش.

وأوردت صحيفة "اعتماد" الإيرانية في عددها الصادر الأحد، أن "على بلادنا أن تواجه تبعات مزعجة ما إن تصبح تنظيمات متطرفة وعنيفة مثل طالبان في موقع السلطة، تتراوح بين تدفق اللاجئين وتنامي التنظيمات الطائفية الخطرة عند حدودنا الشرقية".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن صحيفة "كيهان" الإيرانية إشارتها الى أن "حركة طالبان تؤكد أن لا مشكلة لديها مع الشيعة واحترامها لحدود إيران، لكن مقاربتها القائمة على القوة، ترسم مستقبلاً غير مضمون بالنسبة لحدود بلادنا".

ودعا الأكاديمي الإيراني سعيد ليلاز الذي يعد مقرباً من الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، إلى "علاقة متوازنة" مع طالبان.

واعتبر ليلاز أن الحركة "قد تكون وسيلة قوية جداً للدفع قدماً بالأهداف الدبلوماسية لإيران في المنطقة".

وأوضح أنه بالنسبة إلى طهران، فحركة طالبان "تغيّرت لأنها تبدو اليوم أقل خطراً من داعش فهي عملياً حركة إسلامية قومية، مقارنة مع القوات العسكرية الجهادية العابرة للقوميات التي يتشكّل منها داعش".