قناة السويس ترحب بعرض أميركي لدعم جهود تعويم السفينة الجانحة

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة للسفينة "إم في إيفر غيفن" الجانحة في قناة السويس من إحدى ضفتي القناة- 25 مارس 2021 - REUTERS
صورة للسفينة "إم في إيفر غيفن" الجانحة في قناة السويس من إحدى ضفتي القناة- 25 مارس 2021 - REUTERS
القاهرة-الشرقوكالات

قالت هيئة قناة السويس المصرية إنها تتطلع للتعاون مع الولايات المتحدة للمساهمة في جهود تعويم سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" التي جنحت أثناء مرورها بالقناة، الثلاثاء الماضي. 

وأضاف المتحدث باسم الهيئة جورج صفوت في بيان: " تُثمّن هيئة قناة السويس ما تقدّمت به الولايات المتحدة من عرض للمساهمة في تلك الجهود، ونتطلع للتعاون معها في هذا الصدد تقديراً لهذه المبادرة الطيبة".

وأشار البيان إلى أن "هيئة قناة السويس حريصة على انتظام حركة الملاحة العالمية بالقناة في أقرب وقت". وتابع: "كذلك أعربت الهيئة عن صادق الامتنان لكل ما تلقته من عروض للمساعدة في هذا الشأن".

وكشفت الهيئة، الجمعة، أنه سيتم استئناف عمليات قطر وتعويم السفينة الجانحة بعد الانتهاء من التجريف لإزالة ما يصل إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال.

وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن نسبة إنجاز أعمال التكريك المستهدفة بواسطة الكراكة "مشهور" لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة، بلغت نحو 87%، بمعدلات تكريك تقترب من 17 ألف متر مكعب من الرمال.

وأضاف ربيع: "بدأت الكراكة مشهور العمل أمس الخميس على بعد 100 متر من السفينة، واقتربنا اليوم حتى بعد 15 متراً، ومن عمق ابتدائي نصف متر حتى عمق تكريك بلغ حالياً 15 متراً".

وأكد أن أعمال التكريك تتم بمراعاة أقصى معايير الأمان الملاحي وذلك بالحفاظ على مسافة آمنة تقدر عند أقرب نقطة مسموح بها للاقتراب من السفينة بنحو 10 أمتار من السفينة.

وأشار ربيع إلى أنهم لن يتمكنوا من التكريك بعد هذه المسافة، وأضاف: "لكننا سنستعيض عن ذلك بالانهيارات الترابية التي ستتم من تلقاء نفسها".

ولا تزال حركة الملاحة في قناة السويس معطلة  لليوم الرابع على التوالي، بعد أن جنحت سفينة حاويات ضخمة صباح الثلاثاء، بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لإخراجها.

وأفادت الهيئة في بيان، مساء الخميس، بأنه تمت الاستعانة بإحدى الجرافات لتقوم بأعمال التجريف في منطقة جنوح السفينة.

وقال البيان: "تهدف أعمال التكريك إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تكريك تتراوح من 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال يتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكراكة، للوصول إلى الغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح من 12 إلى 16 متراً".

 وذكر مسؤول بشركة "شوي كيسن كايشا" المالكة لناقلة الحاويات الضخمة، لوكالة "فرانس برس"، أن الشركة ليس لديها معلومات عن الحالة الدقيقة للأضرار التي لحقت بالسفينة. 

وأشار إلى أن "القاطرات والجرافات تستخدم في تكسير الصخور" في محاولة لإخراج السفينة.

وكانت هيئة قناة السويس قالت، في وقت سابق الخميس، إن حركة الملاحة "عُلّقت مؤقتاً" لحين إعادة تعويم السفينة العملاقة التي سدّت القناة بالكامل بعدما جنحت وعلقت بالرمال.

وجنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، صباح الثلاثاء، خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس. وتحاول قاطرات أرسلتها هيئة  قناة السويس إزاحتها منذ صباح الأربعاء.

ومساء الخميس قال الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروعات قناة السويس، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن حركة الملاحة في القناة ستُستأنف "في غضون 48 إلى 72 ساعة كحدّ أقصى".

وأتى تصريح مميش بعدما قالت شركة "سميت سالفدج" الهولندية، التي كلّفتها مجموعة "إيفرغرين مارين كورب" المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، إن العملية قد تستغرق "أياماً أو أسابيع".

وشبّه بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة "رويال بوسكاليس" الشركة الأم للشركة الهولندية، مساء الأربعاء، السفينة بـ"حوت ثقيل جداً على الشاطئ، إذا جاز التعبير".

وتظهر خريطة تفاعلية لموقع "فيسيل فاينادر" المتخصص بحركة السفن، أن عشرات السفن تنتظر عند جانبي القناة وفي منطقة الانتظار، وسطها.

لا تقدير لموعد نجاح المهمة

قالت متحدثة باسم شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس، الجمعة، لوكالة "رويترز" إن عملية إعادة التعويم جارية، لكن الشركة لا تعرف متى ستنجح هذه الجهود.

وأضافت المتحدثة: "ليس لدينا تقدير لموعد نجاح المهمة"، نافية تقارير عن أنها تسعى لتعويم السفينة مساء السبت.

إرجاء 10 شحنات غاز مسال

فيما ذكرت "ريستاد إنرجي" للأبحاث، لـ"رويترز"، أن تعويم سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس قد يرجئ تسليم نحو مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا على متن 10 سفن إذا استمر توقف الملاحة لأسبوعين.

وأشارت "ريستاد" إلى أن قطر، المنتج الكبير للغاز المسال، شحنت ما يقرب من 260 شحنة إلى أوروبا في 2020 عبر القناة.

وقال كارلوس توريس دياز، رئيس أسواق الغاز والكهرباء في "ريستاد": "حتى إذا تم فتح الطريق خلال أسبوع، فهناك صف طويل من الشحنات ينتظر عبور القناة. العودة إلى التدفق الطبيعي ستستغرق بعض الوقت".

وثمة 3 شحنات للتسليم مطلع أبريل المقبل كانت تنتظر يوم الأربعاء للعبور إلى البحر المتوسط، كما يوجد ما لا يقل عن شحنتين في بحر العرب في طريقهما إلى قناة السويس.

وأفاد لوكاس شميت، المحلل لدى "وود ماكينزي"، بأن ناقلة الغاز الطبيعي المسال "جولار تندرا" قامت بالتحميل من محطة إدكو بمصر في 21 مارس، وفي الطريق إلى آسيا. وعند الطرف الجنوبي للقناة تتنظر الناقلة "رشيدة" للعبور وعلى متنها شحنة من قطر.

وأوضح متحدث باسم شركة "إناجاس" لتشغيل نظم نقل الطاقة، لـ"رويترز"، أن تسليم شحنات الغاز المسال إلى 7 مرافئ لإعادة التغويز في إسبانيا لم يتأثر بعد.

وأضاف: "لم تتأثر أي سفينة غاز مسال متجهة إلى إسبانيا بالسفينة الجانحة في قناة السويس، ولا توجد سفن من المقرر أن تأتي من دول تستخدم هذا المسار خلال الأسبوعين القادمين".

وخلال موسم الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي، حين ينمو الطلب على التدفئة، فإن الاكتظاظ في قناة بنما يساهم في دفع أسعار الغاز المسال الفورية للارتفاع في آسيا إلى مستويات قياسية، إذ تضطر شركات الشحن البحري إلى اللجوء لمسارات أطول وأعلى تكلفة.

ومن الممكن أن يساهم فصل الربيع وشبكة خطوط الأنابيب في احتواء زيادة الأسعار هذه المرة.

وقال شميت إن تكاليف الإيجار منخفضة، وهي نحو 30 ألف دولار يومياً، لكنها قد ترتفع إذا استمرت الاضطرابات.

وقالت "كبلر" للاستشارات، الأربعاء، إن شركات الشحن البحري ربما تضطر لعكس المسار والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أو الانتظار في البحر الأحمر أو البحر المتوسط لحين تعويم السفينة الجانحة.

وبينت "ريستاد" أن الرحلة من السويس إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 9 أيام بسرعات متوسطة. وأضافت الشركة أن الرحلة من قطر إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 17 يوماً، لكن إعادة توجيه المسار حول رأس الرجاء الصالح ربما يستغرق أكثر من 30 يوماً.

وقال توريس دياز: "قد تكون فرصة مثالية للمنتجين الأميركيين لإبرام المزيد من الطلبيات في وقت أزمة لمسار النقل".

 وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 مشروعاً لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023.