العيش بجانب المطارات الصغيرة يعرض الأطفال لخطر التسمم بالرصاص

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة تستعد للهبوط في مطار سان دييجو في ولاية كاليفورنيا الأميركية. 6 يناير 2022 - REUTERS
طائرة تستعد للهبوط في مطار سان دييجو في ولاية كاليفورنيا الأميركية. 6 يناير 2022 - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

وجدت ورقة بحثية جديدة أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من أحد مطارات كاليفورنيا لديهم مستويات رصاص أعلى في دمائهم. 

وأشارت الدراسة إلى أن السبب يعود لاستخدام البنزين المحتوي على الرصاص، والذي لا يزال يُشكل الوقود الرئيسي لأكثر من 230 ألف طائرة حول العالم، من بينهم 170 ألف طائرة في الولايات المتحدة.

وتُستخدم الطائرات التي تعمل على بنزين الطيران المحتوي على الرصاص المعروف باسم (avgas) في العديد من الأغراض، بما في ذلك السفر التجاري والشخصي، والتدريب، والمسوحات الجوية، والزراعة، ومكافحة الحرائق، وإجلاء حالات الطوارئ الطبية، والشحن السريع.

المطارات الدولية

ونظراً لأن البنزين المحتوي على الرصاص لا يزال يستخدم في الطائرات ذات المحركات المكبسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يبدو أن الأطفال لا يزالون يتعرضون لمستويات الرصاص السامة. 

ويقول الأستاذ بقسم الوبائيات بمدرسة كولورادو للصحة العامة سامي زهران وهو المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة إن الأدلة الواردة في تلك الدراسة تُشير إلى اتجاه مخاطر التعرض للرصاص بالنسبة للمقيمين بالقرب من مطار "ريد هيلفيو" في مقاطعة سانتا كلارا، كاليفورنيا. مشيراً في تصريحات لـ"الشرق" إلى أن "الأشخاص المقيمين بالقرب من المطارات الأخرى التي تقدم خدمات مماثلة للطائرات التي تستخدم البنزين المحتوي على الرصاص معرضون لخطر مماثل".

ولا تستخدم الطائرات النفاثة والطائرات المروحية ذلك النوع من الوقود، ولكنها تستخدم وقوداً شبيهاً جداً بالكيروسين، والذي لا يحتوي على مادة مضافة للرصاص.

وبالتالي، فإن الطائرات الكبيرة في المطارات الدولية لا تستخدم البنزين المحتوي على الرصاص، بل تستخدم وقود الطائرات الخالي من الرصاص. 

لكن مطارات الطيران العام التي تضم الطائرات ذات المحركات المكبسية، تستخدم البنزين المحتوي على الرصاص، حسبما قال زهران.

مستويات رصاص أعلى بكثير

وقام الباحثون بتحليل مستويات الرصاص في دم الأطفال دون سن السادسة من العمر على مدى 10 سنوات (من 2011 إلى 2020) الذين عاشوا بالقرب من ذلك المطار.

ووجد الباحثون أن احتمال أن يكون مستوى الرصاص في الدم لدى طفل يعيش بالقرب من مطار ريد هيلفيو يتجاوز الحد الذي حددته وزارة الصحة العامة في كاليفورنيا والذي يبلغ 4.5 ميكروجرام لكل ديسيلتر يزداد كلما اقترب الطفل من المطار. 

ولاحظ الباحثون أيضاً أن مستويات الرصاص في الدم كانت أعلى بكثير عندما يعيش الأطفال شرقاً (في اتجاه الريح) من المطار، ووجدوا أن مستويات الرصاص في الدم لدى الأطفال تزداد مع حركة الطائرات ذات المحركات ذات المكبس وكميات البنزين المحتوي على الرصاص التي تباع في المطار.

وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون على بعد نحو 1600 متر من المطار، فإن احتمالية أن تكون عينة الدم التي تجاوزت الحد الأدنى تقل بنسبة 21.4% عن الأطفال الذين يعيشون على بعد 800 متر من المطار. 

وأكد زهران في تصريحاته لـ"الشرق"، أن مستويات الرصاص في الدم انخفضت لدى الأطفال في الأشهر التي أعقبت تدابير السيطرة على وباء فيروس كورونا في مقاطعة سانتا والتي كان لها تأثير على تقليل حركة الطائرات في المطار.

مخاطر التسمم بالرصاص

ويتعرض الطفل للتسمم بالرصاص عندما يتراكم الرصاص في الجسم، وغالباً ما يحدث ذلك على مدار شهور أو سنوات. 

ويُمكن أن يُسبب ذلك النوع من التسمم في تأخر النمو، وفقدان السمع، وصعوبات التعلم، ونوبات الصرع. كما يمكن أن يؤدي أيضاً للوفاة في بعض الأحيان.

وقال زهران إنه من المحتمل جداً أن يكون بنزين الطيران المحتوي على الرصاص مصدراً مستقلاً لمخاطر التعرض للرصاص للأطفال الذين يعيشون بالقرب من مطارات الطيران العامة. 

ونظراً لأن الرصاص يسبب مشاكل معرفية دائمة لدى الأطفال، فإن الجهود المبذولة للانتقال سريعاً من بنزين الطائرات المحتوي على الرصاص إلى البنزين الخالي من الرصاص، بنفس الطريقة التي تخلص بها العالم من الرصاص من بنزين السيارات، تعود بالنفع على الصحة العامة والاقتصاد لملايين الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المطارات "وسوف يتردد صدى هذه الميزة إلى الأبد، حيث يدخل أطفال المستقبل إلى عالم يتم فيه القضاء على خطر التعرض هذا"، بحسب زهران.

اقرأ أيضاً: