واشنطن: مرور سفن أميركية بمضيق تايوان يتسق مع سياسة "الصين الواحدة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
طراد الصواريخ "يو إس إس تشانسلورزفيل" الأميركي أثناء عبوره مضيق تايوان- 28 أغسطس 2022  - Twitter@US7thFleet
طراد الصواريخ "يو إس إس تشانسلورزفيل" الأميركي أثناء عبوره مضيق تايوان- 28 أغسطس 2022 - Twitter@US7thFleet
دبي/ واشنطن-الشرقرويترز

اعتبرت الولايات المتحدة أنّ مرور اثنتين من سفنها الحربية، الأحد، بمضيق تايوان "يتسق للغاية" مع سياسة "الصين الواحدة" التي تنتهجها، فيما أعلنت تايبيه أن بكين لا تزال تنفذ أنشطة عسكرية حول الجزيرة.

وتعد عملية المرور في المضيق أول خطوة من نوعها منذ تصاعد التوتر مع الصين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، ما أثار غضب بكين، التي نظمت على إثرها مناورات عسكرية غير مسبوقة في محيط الجزيرة.

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "كان هذا (المرور) مخططاً منذ وقت طويل مضى".

وأضاف أن مرور السفينتين "يتسق تماماً مع سياسة الصين الواحدة التي ننتهجها، ويتفق للغاية مع رغبتنا في ضمان أننا يمكننا مواصلة العمل نحو مرور حر ومفتوح بين المحيطين الهندي والهادئ.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنّها رصدت 23 طائرة صينية وثماني سفن صينية تنفذ أنشطة حول تايوان، الأحد، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة.

وأضافت الوزارة أن الأنشطة تضمنت اختراق سبع طائرات صينية للخط الأوسط الفاصل بمضيق تايوان، والذي يعد في الأوقات العادية بمثابة حدود غير رسمية بين الجانبين.

أول خطوة

وأعلنت البحرية الأميركية عبور سفينتين حربيتين أميركيتين مضيق تايوان، الأحد، في أول خطوة من نوعها منذ أن أجرت الصين مناورات عسكرية في محيط الجزيرة. 

وأفادت البحرية في بيان بأن عبور السفينتين "يثبت التزام الولايات المتحدة من أجل منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادئ".

وأوضح الأسطول السابع الأميركي أن السفينتين "يو إس إس أنتيتام" و"يو إس إس تشانسيلورسفيل" اللتين تحملان صواريخ موجهة، وهما من طراز "تيكونديروجا"، أجرتا عبوراً "روتينياً" في "المياه حيث تطبق حرية الملاحة والتحليق وفقاً للمعايير الدولية".

وأشار إلى أن السفينتين سلكتا "ممراً في مضيق تايوان خارج المياه الإقليمية لأي دولة ساحلية"، مضيفاً أن الجيش الأميركي له الحق في "ممارسة نشاطه حيثما يسمح القانون الدولي بذلك".

وخلال السنوات الأخيرة، بدأت سفن حربية أميركية، وأحياناً، سفن من دول حليفة مثل بريطانيا وكندا، تبحر عبر المضيق بشكل دائم وهو ما يثير غضب بكين.

"حالة تأهب"

في المقابل، أكد الجيش الصيني أن الولايات المتحدة "أثارت ضجة كبيرة" بشأن السفن التي تمر عبر المضيق. 

وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني شي يي: "تتابع قيادة المنطقة الشرقية في جيش التحرير الشعبي الصيني السفن الأميركية وتحذرها على امتداد مسار عبورها، وهي تعلم بجميع تحركاتها". 

وأضاف أن "قوات المنطقة (الشرقية) في حالة تأهب قصوى وعلى استعداد (...) لإحباط أي استفزاز".

من جانبها، قالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان مقتضب، إن سفينتين أميركيتين عبرتا مضيق تايوان من الشمال إلى الجنوب، دون أن تسميهما. 

وأوضحت الوزارة: "خلال رحلتهما جنوباً عبر مضيق تايوان، يراقب الجيش التحركات في بحرنا ومجالنا الجوي... والوضع طبيعي". 

ويتمركز الأسطول السابع في اليابان وهو عنصر أساسي من وجود واشنطن البحري في المحيط الهادئ.

توتر متصاعد

وشكّل مضيق تايوان مصدراً للتوتر العسكري، منذ فرار حكومة "جمهورية الصين" إلى تايوان، في عام 1949، بعد هزيمتها في الحرب الأهلية ضد الشيوعيين، الذين أسّسوا "جمهورية الصين الشعبية".

وتنتقد بكين أي إجراء دبلوماسي قد يضفي شرعية على تايوان، واتّبعت نهجاً عدائياً بشكل متزايد رداً على زيارات المسؤولين والسياسيين الغربيين. 

وبعد نحو أسبوع على زيارة بيلوسي، استقبلت الجزيرة 5 مشرعين أميركيين آخرين، فردّ الجيش الصيني بتنفيذ مزيد من التدريبات قرب تايوان.

ووصلت عضو مجلس الشيوخ الأميركي مارشا بلاكبيرن، إلى تايوان، الخميس، في ثالث زيارة لشخصيات أميركية بارزة هذا الشهر، متحدية ضغوط بكين في هذا الصدد.

وسعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كبح التوتر بين واشنطن وبكين، بعد تفاقمه نتيجة تلك الزيارات، مؤكدة أن الرحلات التي يجريها أعضاء في الكونجرس روتينية.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها مُلزمة بموجب قانون أصدره الكونجرس بتزويد الجزيرة بوسائل للدفاع عن نفسها.

وتعتبر تايوان أن الصين لم تحكم الجزيرة إطلاقاً، وبالتالي لا يحق لها المطالبة بالسيادة عليها، مشددة على أن سكانها هم مَن يقررون مستقبلهم.

اقرا أيضاً:

تصنيفات