العجز المالي والعزلة الدبلوماسية.. أبرز تحديات طالبان في حكم أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث للصحافيين من مطار كابول بعد انسحاب آخر جندي أميركي - 31 أغسطس - AFP
المتحدث الرسمي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث للصحافيين من مطار كابول بعد انسحاب آخر جندي أميركي - 31 أغسطس - AFP
كابول -أ ف ب

انتصرت حركة طالبان ميدانياً في أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي، الاثنين، لكن سيكون عليها الآن أن تحكم، وأن تواجه تحديات في إحدى أفقر دول العالم، وسط "عزلة دبلوماسية".

ويحيط شك عام بحركة طالبان، خاصة وأن الكثير من الأفغان، يتذكرون فترة حكمها السابقة (1996-2001)، حين كانت الحركة في السلطة وتطبق نموذجاً متشدداً. ولم يكن يحق للنساء العمل أو للفتيات ارتياد المدارس. وأعدمت الحركة معارضين سياسيين، واضطهدت الأقليات الإثنية.

وبعد عشرين عاماً، أكدت حركة طالبان اعتزامها اعتماد سياسة مختلفة بما يشمل مجال حقوق المرأة. كما وعدت بتشكيل حكومة شاملة، وأقامت اتصالات خاصة مع الرئيس السابق حامد كرزاي. وأوفدت ممثلين لإجراء محادثات مع أقلية الهزارة، التي واجهت اضطهاداً خلال حكم طالبان في التسعينيات.

في وادي بنجشير شمال شرقي كابول، انتظمت مقاومة فعلية حول أحمد مسعود، نجل القائد أحمد شاه مسعود، الذي اغتالته القاعدة في 2001.

عجز مالي رهيب

تعد أفغانستان من أفقر دول العالم. فبعد سقوط طالبان في عام 2001، تدفقت المساعدة الأجنبية إلى البلاد، وبلغت هذه المساعدات في 2020، أكثر من 40% من إجمالي الناتج الداخلي.

لكن قسماً كبيراً من هذه المساعدة بات معلقاً، ولا تستطيع طالبان الوصول إلى الأموال في البنك المركزي الأفغاني الموجودة بغالبيتها في الخارج. وسبق أن أعلنت واشنطن أن طالبان لن تتمكن من الوصول إلى الأموال الموجودة في الولايات المتحدة.

تقدر الأمم المتحدة عائدات طالبان الحالية، التي تأتي بشكل خاص من أنشطة تصفها بـ"الإجرامية"، ما بين 300 مليون دولار وأكثر من 1.5 مليار دولار سنويا.ً لكنها لا تلبي احتياجات أفغانستان الحالية.

في هذا الإطار، حذرت الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية"، ستطال الأفغان هذا الشتاء.

هجرة العقول

إلى جانب الأزمة الاقتصادية، سيكون على طالبان مواجهة نقص آخر مهم، وهو هجرة الأدمغة، إذ أن العديد من الأفغان المتعلمين، من خبراء قانونيين وموظفين حكوميين وتقنيين، فروا من البلاد عبر رحلات الإجلاء في الأسابيع الماضية.

ويدل على قلق الحركة حضها الأسبوع الماضي الغربيين، على إجلاء الأجانب فقط، وليس الخبراء الأفغان مثل المهندسين، الذين تحتاجهم البلاد.

عزلة دبلوماسية

بين عامي 1996 و2001، كانت طالبان معزولة عن الساحة الدولية، ولكن هذه المرة يبدو أنها تميل إلى السعي للحصول على اعتراف أكبر في الخارج، رغم أن غالبية الدول أغلقت بعثاتها الدبلوماسية في كابول.

وتجري الحركة اتصالات مع العديد من القوى الإقليمية، باكستان وإيران وروسيا والصين وقطر. لكن أياً منها لم يعترف حتى الآن بالنظام الجديد في كابول، إذ حذرت الولايات المتحدة من أن طالبان يجب أن "تستحق" شرعيتها.

 "داعش خراسان"

لم تؤد سيطرة طالبان على البلاد إلى إنهاء التهديد الإرهابي، كما أثبت الاعتداء الذي وقع في 26 أغسطس في محيط مطار كابول، والذي تبناه تنظيم "داعش خراسان".

وتنظيم  "داعش خراسان" يختلف مع طالبان في الاستراتيجية، رغم نهجه المتشدد. في دليل على العداء بينهما، وصف التنظيم حركة طالبان بأنها "مرتدة"، في بيانات عدة، ولم يتوجه إليها بالتهنئة بعد السيطرة على كابول في 15 أغسطس الجاري.

ويبدو التحدي المقبل معقداً لطالبان، وهو الدفاع عن الشعب الأفغاني، في مواجهة الهجمات التي كان مقاتلوها ينفذونها على مدى سنوات.

اقرأ أيضاً: