الصين تسعى لـ"احتواء" الاحتجاجات ضد قيود كورونا.. ودعم غربي للمتظاهرين

time reading iconدقائق القراءة - 8
صينيون يحملون أوراقاً بيضاء أثناء احتجاج على قيود كورونا، في هونج كونج 28 نوفمبر 2022 - REUTERS
صينيون يحملون أوراقاً بيضاء أثناء احتجاج على قيود كورونا، في هونج كونج 28 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي/ واشنطن/ لندن/ بكين-وكالاتالشرق

شدَّدت دول غربية، الاثنين، على ما وصفته بـ"حق الشعب الصيني في التظاهر"، وذلك بعد احتجاجات في الصين ضدَّ القيود والإغلاقات التي تفرضها الحكومة من خلال سياسة "صفر كوفيد"، فيما تسعى بكين إلى احتواء الاحتجاجات، خشية توسع رقعتها.

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الاثنين، إنّ "البيت الأبيض يدعم الحق في التظاهر السلمي"، مؤكّداً أنّ بايدن "يتابع المستجدّات في الصين من كثب، ونحن أيضاً".

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نقول منذ وقت طويل إنّ الاحتجاج السلمي حقٌّ للجميع، هنا في الولايات المتحدة وحول العالم"، مضيفاً في بيان أنّ "ذلك يشمل الصين".

وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية أنّ الولايات المتحدة، تعتبر أنّ التطعيم والاختبارات والعلاجات أكثر فعالية من القيود الصارمة. وقال: "نعتقد أنه سيكون من الصعب جداً على الصين احتواء الفيروس عبر استراتيجية صفر كوفيد"، معتبراً أنه "سيكون من الصعب جداً الحفاظ على الحجر وصفر كوفيد". 

وخرج متظاهرون في 12 مدينة حول العالم، الاثنين، دعماً للاحتجاجات في الصين، حيث نظم معارضون وطلبة صينيون، وقفات احتجاجية على نطاق صغير، في مدن عدة في العالم، على غرار لندن وباريس وطوكيو وسيدني، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

بريطانيا: على بكين الانتباه للاحتجاجات 

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الاثنين، أنه يتعين على الحكومة الصينية أن "تنتبه" للاحتجاجات ضد سياستها الصارمة الخاصة بمنع تفشي فيروس كورونا، وما وصفه بـ"القيود المفروضة على الحريات".

وقال كليفرلي للصحافيين: "الاحتجاجات ضد الحكومة الصينية نادرة وعندما تحدث أعتقد أن العالم يجب أن ينتبه، لكن أعتقد أن الحكومة الصينية يجب أيضاً أن تنتبه"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وأضاف: "من الواضح أنَّ الشعب الصيني نفسه غير راضٍ بشدة عما يجري، وعن القيود التي فرضتها عليهم الحكومة الصينية".

وتابع: "هذه هي أصوات الشعب الصيني الذي يتحدث إلى حكومته، وأعتقد أنه من الصواب أن تستمع الحكومة الصينية إلى ما يقوله هؤلاء".

ألمانيا: حرية التظاهر

بدوره، أشار الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الاثنين، إلى إنه "يتفهّم" "نفاد صبر" المحتجّين في الصين في مواجهة القيود الصارمة ضد كوفيد.

وقال شتاينماير في مقابلة مع "دويتشيه فيليه": "أفهم أن يعبّر الناس عن نفاد صبرهم وسخطهم في الشوارع"، مضيفاً: "بصفتي ديموقراطياً، يمكنني القول إنّ حرية التعبير هي منفعة عامة مهمة".

وتابع شتاينماير: "نتذكَّر جميعاً معركتنا ضد كوفيد والعبء الذي يمثّله"، لافتاً إلى أنه "يمكننا أن نتخيَّل مدى ثقل العبء على الناس في الصين، حيث الإجراءات الأكثر صرامة لا تزال قائمة منذ فترة أطول بكثير، وتمَّ تشديدها أكثر".

وأعرب الرئيس الألماني عن أمله في أنْ "تحترم السلطات في الصين الحق في حرية التعبير والتظاهر".

الأمم المتحدة: احتجاز تعسفي

كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، السلطات الصينية إلى عدم "الاحتجاز التعسفي" للمتظاهرين الذين يحتجون "سلمياً" على القيود الصحية، ومن أجل مزيد من الحريات.

وقال الناطق باسم المفوضية جيريمي لورانس: "ندعو السلطات إلى الرد على الاحتجاجات وفقاً لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية"، مضيفاً: "لا ينبغي احتجاز أي شخص بشكل تعسفي بسبب تعبيره عن آرائه سلمياً".

وأشار لورانس إلى أنَّ "السماح بنقاش واسع داخل المجتمع، وخاصة مع الشباب، يمكن أن يساعد في تشكيل السياسات العامة وضمان فهمها بشكل أفضل، وأكثر فاعلية في نهاية المطاف".

ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى "إظهار الشفافية للرد على اهتمامات الشعب واستخلاص الدروس من هذه المأساة"، مذكرة بأن "القيود التي تفرضها السلطات يجب أن تكون ضرورية ومتوافقة" مع آراء العلماء والكادر الطبي.

وقال لورانس: "يجب أن يكون لأي تدبير تقييدي مدة زمنية محددة، ويتعين وجود ضمانات وآليات تسمح للأشخاص بالتعبير عن مخاوفهم وطلب تعويض".

احتجاجات في 16 موقعاً بالصين

ولا تزال الصين الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم المستمر في تطبيق سياسة "صفر كوفيد" الصارمة جدا مع عمليات إغلاق وحجر متكررة واختبارات "بي سي آر" شبه يومية.

وفي حين توقع الكثيرون أن تُخفّف القيود بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم الشهر الماضي، شددت بكين القيود، ما أدى إلى تأجيج الغضب العام الذي يظهر الآن في شوارع بعض أكبر مدن الصين.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إنها تحققت حتى الآن من خروج مظاهرات في 16 موقعاً على الأقل على مستوى البلاد، بما في ذلك اثنتان من أكبر مدن الصين، العاصمة بكين، والمركز المالي شنغهاي.

وتجمع، الاثنين، طلاب من جامعة هونج كونج للاحتجاج على السياسات الصارمة لاحتواء الفيروس.

وحاولت السلطات الصينية، الاثنين، منع تحرّك غاضب غير مسبوق ضدّ القيود الصحية، وللمطالبة بالمزيد من الحرية.

ووضعت سلطات شنغهاي حواجز، الاثنين، حول منطقة وسط المدينة، حيث احتج المئات مطلع الأسبوع على تدابير مشددة لمكافحة كوفيد-19.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، لم تظهر أي مؤشرات على احتجاجات جديدة، الاثنين، في بكين أو شنغهاي. 

ونزل حشد من المتظاهرين، الأحد، إلى الشوارع في بكين وشنغهاي وووهان، استجابة لدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ومن خلال اتساع نطاقها على الأرض، تبدو هذه التحرّكات الأكبر منذ مسيرات عام 1989، المعارضة للسلطة.

والأسبوع الماضي، نشب حريق في عاصمة منطقة شينجيانج أورومتشي أودى بحياة 10 أشخاص، ما أثار غضباً عاماً بحيث اعتبر كثيرون أن الإغلاق العام بسبب مكافحة كوفيد-19، أعاق مهمّة فرق الإنقاذ.

ويوضح ألفرد وو مولوان، الخبير في السياسة الصينية في جامعة سنغافورة الوطنية لوكالة "فرانس برس": "بلغ الناس الآن نقطة الغليان بسبب غياب توجه واضح للسبيل الذي ينبغي سلوكه بعد انتهاء سياسة صفر كوفيد".

مطالبات باستقالة شي  

وتحوّل الغضب من الإغلاق العام إلى دعوات لإحداث إصلاحات سياسية أوسع. ومن الشعارات التي هتف بها المحتجون الأحد "لا لفحوصات كوفيد، نجن جياع"، و"شي جين بينج استقل!"، و"الحزب الشيوعي الصيني انسحب!"، و "لا للحجر، نريد الحرية!".

وطالب طلاب احتجوا في جامعة تسينجوا المرموقة بـ"الديموقراطية وسيادة القانون وحرية التعبير"، فيما هتف متظاهرون في بكين مساء الأحد، بشعارات للمطالبة بـ"حرية الفن" و"حرية الكتابة".

ومع استمرار سياسة صفر كوفيد في الصين كمصدر رئيسي للضبابية بالنسبة للمستثمرين، هناك مراقبة للتطورات أيضاً الآن لرصد أي علامات على الاضطراب السياسي، وهو أمر لم يفكر فيه العديد من المستثمرين في الصين التي حصل رئيسها شي قريباً على ولاية ثالثة على رأس الحزب الشيوعي مؤخراً.

وقال مارتن بيتش، نائب رئيس وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين، إن وكالة التصنيف الائتماني توقعت أن "تتفرق الاحتجاجات سريعاً نسبياً، ومن دون أن تؤدي إلى عنف سياسي خطير".

وأضاف: "مع ذلك، من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على التصنيف، إذا استمرت وأسفرت عن رد أكثر قوة من جانب السلطات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات