
عقد رؤساء أركان الجيش للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤتمراً افتراضياً، بحثوا خلالة على مدى يومين تطورات الأزمة الأوكرانية مع روسيا.
وذكر الناطق باسم مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، للشؤون العامة الكولونيل ديف باتلر في بيان، الخميس، أن رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي أجرى مع القادة العسكريين بالحلف مناقشات "صريحة ومفتوحة" بشأن الوضع في أوكرانيا وحولها، وما يترتب عليه من انعكاسات على الأمن عبر المحيط الأطلسي.
وقال ميلي إن "الولايات المتحدة وحلفاءها متحدون في التزامهم بالحفاظ على قدرة ردع ذات مصداقية، ومستعدون للدفاع عن أراضي الحلف"، كما أجرى ميلي محادثات عبر الهاتف مع المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية الجنرال إيبرهارد تسورن.
من جانبه، قال باتلر في بيان منفصل: "ناقش القائدان العسكريان القضايا ذات الاهتمام المشترك والتقييمات المشتركة للبيئة الأمنية الإقليمية"، مضيفاً: "بصفتها حليفاً رئيسياً في الناتو، تستضيف ألمانيا أكثر من 30 ألف جندي أميركي وعائلاتهم".
وفي الوقت ذاته، ناقش ميلي هاتفياً مع رئيس أركان الدفاع الفرنسي الجنرال تييري بوركارد "القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتقييمات المشتركة للبيئة الأمنية الإقليمية"، وفقاً لما ذكره باتلر.
وأضاف: "يلعب التحالف طويل الأمد بين الجيشين الأميركي والفرنسي دوراً حاسماً في الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا ومناطق أخرى حول العالم".
المسار الدبلوماسي
وفي سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الخميس، إن الولايات المتحدة مستعدة للمسار الدبلوماسي مع روسيا وأيضاً للدفاع عن حلفائها، وإن الأمر يعتمد على "قرار موسكو" بشأن أوكرانيا، لكن واشنطن "مستعدة في الحالتين".
وأضاف في إيجاز صحافي بالبيت الأبيض، أنه حال اختيار روسيا غزو أوكرانيا، فإنها "ستتعامل مع العواقب التي قد تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها"، مشدداً على أن واشنطن "لا تزال تعتقد أن مسار الدبلوماسية يمكن أن يعمل بطريقة تعكس مبادئنا".
وتابع: "من وجهة نظرنا، نقف على استعداد للسير في طريق الدبلوماسية وعلى استعداد للرد في وجه العدوان"، مؤكداً أن العقوبات تعد "جزءاً من الطريقة التي ستتعامل بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مع الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، ولدينا أدوات أخرى أيضاً".
في السياق، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي في الإيجاز الصحافي ذاته، أن الأمر يعود للروس لاتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية، وتحديد ما إذا كانت ستكون هناك عقوبات اقتصادية خانقة أم لا.
محادثات مكثفة
وفي الأيام الماضية، أجرى الغرب وموسكو محادثات دبلوماسية مكثفة بشأن الأزمة مع أوكرانيا، وكذلك الضمانات الأمنية التي تطلبها روسيا من الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى عدم توسع "الناتو" شرقاً، وعدم ضم أوكرانيا للتكتل.
ولم تسفر المحادثات عن انفراجة كبرى في الأزمة، مع استمرار الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا ورفضها سحب تلك القوات، في حين هدد "الناتو" وواشنطن بفرض عقوبات "موجعة" على روسيا، حال حدوث أي عدوان جديد على أوكرانيا.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، أن المطالب الأميركية بسحب القوات الروسية المحتشدة قرب الحدود مع أوكرانيا "غير مقبولة"، ووصف تهديدات واشنطن بفرض عقوبات بأنها "متغطرسة وسخيفة".
في حين وصف المتحدث باسم الكرملين، المحادثات بـ"غير الناجحة"، فيما أكد مساعد وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أن بلاده "لا ترى سبباً لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع القوى الغربية".