تداعيات "أزمة الغواصات".. استقبال "فاتر" لبلينكن في باريس

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجتمع مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في العاصمة باريس - 5 أكتوبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجتمع مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في العاصمة باريس - 5 أكتوبر 2021 - AFP
باريس-أ ف ب

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في لقاء يهدف إلى "المساهمة في ترميم الثقة بين فرنسا والولايات المتحدة" بعد أزمة الغواصات، حسبما أعلن قصر الإليزيه، ولم يكن الاجتماع مدرجاً على جدول الزيارة.

ووصل بلينكن إلى العاصمة الفرنسية باريس، وسط استقبال "فاتر" على خلفية الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين، واستهل زيارته بلقاء نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، ثم التقى الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان الثلاثاء، إن الوزيرين بلينكن ولورديان اتفقا على "إجراء مشاورات وثيقة"، مثلما استقر الرئيسان الأميركي والفرنسي خلال اتصالهما الهاتفي في 22 سبتمبر الماضي.

وأضافت أن الوزيرين بحثا ملفات منطقة المحيطين الهندي والهادئ والساحل الإفريقي، دون إشارة واضحة إلى أزمة صفقة الغواصات الأسترالية، منبهة إلى أن بلينكن أكد لنظيره الفرنسي "التزام واشنطن بأمن الاتحاد الأوروبي".

وذكر بيان وزارة الخارجية الأميركية أنهما "اتفقا على بقاء اتصال وثيق بشأن أفغانستان وناقشا أهمية التزام طالبان بالتزاماتها".

وأوضح البيان أن الوزيران ركزا على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال رئاسة فرنسا المقبلة له، بالإضافة إلى "تعزيز تحالف الناتو، ودعم الأمن الأوروبي، وأزمة المناخ، والحاجة إلى نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021".

وقال بلينكن، على تويتر: "أجريت محادثات هامة في باريس مع السفير إمانويل بون، والرئيس ماكرون، ناقشنا المصالح الأمنية المشتركة المتعلقة بأوروبا والساحل وأفغانستان. نتطلع إلى رفع مستوى علاقتنا الثنائية".

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، إن ماكرون وبلينكن اتفقا على أن هناك فرصة لتوسيع التعاون بين البلدين.

وأضاف المسؤول الأميركي للصحافيين أن هناك "توافقاً مشتركاً على أن لدينا الآن فرصة لتعميق وتعزيز التعاون بين البلدين الحليفين، لكن ما زال يتعين القيام بالكثير من العمل الشاق من أجل التوصل إلى القرارات الملموسة التي ستطرح على ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائهما المرتقب في نهاية أكتوبر الجاري". 

في المقابل وصف قصر الإليزيه، اللقاء بأنه يأتي من أجل "ترميم الثقة" مع واشنطن، مشيراً في بيان إلى أن مسؤولين فرنسيين ناقشوا مع بلينكن سبل إصلاح العلاقات بين البلدين، بعد خلاف بشأن عقد غواصات دفع باريس إلى استدعاء سفيرها لفترة وجيزة من واشنطن.

ويأتي ذلك قبل يومين من بدء الاجتماعات في إطار منظمة التعاون والتنمية بالميدان الاقتصادي تستمر حتى الأربعاء.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الجانب الفرنسي، قوله إن اللقاءات مع الجانب الأميركي تهدف لـ"تحديد المراحل من أجل السماح بعودة الثقة"، معتبرةً أن "الخروج من الأزمة سيستغرق وقتاً وسيتطلب أفعالاً".

في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بالبحث عن "أفعال ملموسة" لإرساء المصالحة.

طموحات الدفاع الأوروبي

وشدد مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"فرانس برس"، على أن "هذه الأزمة تطال مصالح جميع الأوروبيين المتعلقة بسير عمل تحالفاتنا ووجود الأوروبيين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وأعرب مصدر أوروبي عن أمله في أن تكون الأزمة "حافزاً للتوصل إلى نتيجة إيجابية وأن تتيح توضيحاً بين ضفتي الأطلسي بشأن طموحات دفاع أوروبي في تكامل مع الحلف الأطلسي، وهو مشروع طرحه ماكرون نفسه".

وسعى الموفد الأميركي الخاص للمناخ وزير الخارجية السابق جون كيري، الاثنين، للطمأنة خلال محطة له في باريس، إذ اعتبر مسألة أزمة الغواصات "حدثاً عابراً سنتخطاه قريباً"، مؤكداً لمحطة "بي إف إم تي في" أن الأمر ليس "خيانة بل قلة تواصل".

فتور العلاقات

وتشكل زيارة بلينكن الذي سبق أن التقى لودريان في 23 سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعيداً عن عدسات المصورين، محطة ضمن هذه الآلية، قبل لقاء على انفراد بين ماكرون وبايدن في أواخر أكتوبر الجاري، في أوروبا.

ومن المتوقع أن يحدّ لودريان قدر الإمكان من ظهوره مع نظيره الأميركي ولن يعقداً مؤتمراً صحافياً مشتركاً، على خلاف لقاءاته السابقة في يونيو الماضي، حين بادر بلينكن بحفاوة قائلاً له: "أهلاً بك في بلادك".

الوزير الفرنسي الذي كان يتباهى قبل وقت قصير في أحاديثه الخاصة بعلاقته "الممتازة" مع نظيره الأميركي ويصفها بأنها الأكثر "حيوية وثقة وتحفيزاً" في مساره الوزاري، بدل نبرته منذ منتصف سبتمبر، فبات يندد بـ"طعنة في الظهر" تذكر بنهج ترمب وبـ"انعدام الثقة"، وفق ما نقلته "فرانس برس".

تحركات فرنسية

وأجرى لودريان، الاثنين، محادثات مع وزراء الخارجية الألماني والإسباني والبولندي ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن يتباحث، الثلاثاء، مع نظيريه الإيطالي والهولندي.

وقال الباحث برونو تيرتريه والسفير السابق ميشال دوكلو في مذكرة لمركز مونتينه للدراسات: "يبدو من المفيد أن نخفض حدة نبرتنا حول سلوك شركائنا".

واندلعت أزمة الغواصات في منتصف سبتمبر الماضي، حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قيام تحالف استراتيجي جديد مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في سياق التصدي للصين الذي يشكل أولى أولوياته.

ومع قيام هذه الشراكة التي أطلق عليها اسم "أوكوس"، فسخت أستراليا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية، ما أثار غضب باريس وتسبب بأزمة قلماً تحدث.

اقرأ أيضاً: