مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام: نهتم ببناء القدرات ونستثمر في المواهب

time reading iconدقائق القراءة - 9
مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند بكري في الدورة الأخيرة لمهرجان مالمو السينمائي - instagram/maffswe
مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند بكري في الدورة الأخيرة لمهرجان مالمو السينمائي - instagram/maffswe
مالمو-محمد عبد الجليل

قال مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند بكري، إن أهمية مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد تكمن في تركيزه على المحتوى السينمائي العربي، عكس الكثير من المهرجانات حول العالم، معرباً عن سعادته لمُشاركته في الدورة الـ12 من المهرجان والذي اختتمت فعالياته الأحد.

ويشارك الأردن هذا العام بـ3 أفلام روائية طويلة، وهي "الحارة" للمخرج باسل الغندور والذي حصل على جائزة الجمهور، و"فرحة" لدارين سلام وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، و"بنات عبد الرحمن" للمخرج زيد أبو حمدان والذي اختير أيضاً ليكون فيلم افتتاح للدورة الحالية.

وأضاف بكري في مقابلة مع "الشرق": "مالمو بالنسبة لي منصة أستطيع من خلالها لقاء الكثير من صُنّاع الأفلام الذين من المستحيل لقائهم في أي مكانٍ آخر، إذ أن المهرجان يتميز بالحميمية وقوة قنوات الاتصال المميزة".

وتابع: "أسسنا برنامج تحت عنوان (أصوات مسموعة) بالشراكة مع مهرجان مالمو السينما والذي تم من خلاله تنظيم ورشة عمل مع صناع أفلام أردنيين، كانوا يركزوا علي الثقافة والإرث الحضاري بقصص مختلفة".

وأشار إلى أنه من الأهمية لصانع الفيلم أن يقف أمام الجمهور ويحكي تجربته ويُشاركها مع الناس، لأن ذلك يُعطيه ثقة في نفسه أكثر، ويكون نموذجاً ملهماً للجمهور العربي والسويدي أيضاً.

بناء القدرات 

وكشف بكري عن الاستراتيجية المُتّبعة حالياً داخل الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والتي جرى تأسيسها عام 2005، قائلاً إن "أولوياتنا بناء القدرات للمواهب الأردنية، والاستثمار في صُنّاع الأفلام، لبناء قطاع السينما بطريقة صحية".

وأضاف: "إلى جانب إعداد ورش تدريب في مختلف القطاعات وراء الكاميرا، وكذلك الاهتمام بأصحاب الأفكار الإبداعية، بجانب استقطاب المزيد من الأفلام الأجنبية للتصوير داخل الأردن".

وأشار إلى أن "جائحة كورونا تسببت في تراجع قنوات الاتصال مع صُنّاع الأفلام المُهتمين بالتصوير داخل الأردن، ونسعى لاستعادة ذلك مُجدداً وبشكلٍ مكثف، وتشجيعهم من خلال برنامج الحوافز، على الاستعانة بالكوادر والكفاءات الأردنية في تلك الأعمال الأجنبية". 

وقال بكري إنه سيُجرى افتتاح استديو للأفلام، في شهر سبتمبر المُقبل، بمدينة عمان، على مساحة 3 آلاف متر مربع، حيث تم تجهيزه "على أعلى مستوى وبإمكانياتٍ ضخمة، ما يُسهم في استقطاب صُناع الأفلام لتصوير أعمالهم داخل الأردن، سواء في أماكن داخلية أو خارجية بالصحراء"

إنجازات

وكشف أن عدد الأفلام الأجنبية التي صُورت في الأردن، منذ عام 2007 وحتى عام 2021، بلغ عددها 128 فيلماً روائياً طويلاً، و25 مسلسلاً عالمياً.

وأردف: "قدمنا خدمات العام الماضي لنحو 630 مشروعاً لفيلم قصير ووثائقي، وذلك بقيمة نصف مليار دولار، كما أسهم ذلك في توفير 121 ألف وظيفة بـ138 مهنة في 36 قطاع مُتعلق بصناعة السينما، فضلاً عن تنشيطها لقطاع السياحة، فذلك يُعد كنزاً للعديد من الدول".

ونوّه بكري إلى أنه "بجانب الاهتمام بالصناعة، نهتم أيضاً بالثقافة، فلدينا برامج تدريبية بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، لتدريب وتثقيف الجمهور بالأفلام، فالهيئة لها 9 أفرع داخل الأردن وليست في عمان فحسب".

وتابع: "كما جرى الاحتكاك بالطلاب داخل المدارس لتثقيفهم بالأفلام، وهذا شيء صعب إلى حد ما، ففي الوطن العربي عادة يكون هناك تخوف من الشيء المرئي والمسموع، لكن بشكلٍ عام هناك ترحيب وانفتاح على ذلك".

واستكمل حديثه لـ"الشرق": "على سبيل النماذج التي أفتخر بها، عندما صُورت آخر حلقة من  سلسلة star wars بالأردن، كان مساعد المخرج الثاني أردني الجنسية، اسمه تامر النابر، وهذا فخر للأردن، وأيضاً المخرج ناجي أبو نوار الذي وصل إلى الأوسكار بفيلمه "ذيب"، هذا كله حدث بسبب اهتمامنا ببناء القدرات واستثمارنا في المواهب الموجودة بالأردن.

هوية أردنية 

وعن الهيئة الملكية للأفلام، قال بكري، "هي هيئة عامة وليست حكومية، وغير هادفة للربح، تأخذ بعض الدعم من الحكومة، لكن أيضاً نأخذ من القطاع الخاص سواء كانوا مُعلنين أو شراكات مع هيئات أخرى".

وحول التحديات التي تواجهها الهيئة، اعتبر مهند البكري، التحديات "فرصاً جديدة ولها جانب إيجابي، وهذا ما يُسهل علينا تجاوزها"، لافتاً إلى "هجرة الكوادر والكفاءات الأردنية من صُنّاع الأفلام إلى السعودية مع بداية الانفتاح السينمائي هناك في السنوات الأخيرة، ومع تزايد حجم المشاريع القائمة، فأعتقد أنّ هذا صحي وإيجابي بنسبة ما".

وتابع: "وضعنا خطتنا ضمن الاستراتيجية الوطنية للأردن خلال الـ10 سنوات المُقبلة، ليكون قطاع الأفلام واحد من القطاعات الاقتصادية التي تدعم من الحكومة".

وأشار إلى المناقشات التي تجمعه مع هيئة الأفلام السعودية، منذ ديسمبر الماضي على هامش الدورة الافتتاحية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، للبحث عن فرص تعاون والدخول في شراكات فنية، لإحداث نوع من التكامل بعيداً عن التنافسية.

ويرى بكري أنّ "أبرز التحديات التي نواجهها، هو اضطراب الوضع السياسي في المنطقة، الأمر الذي يعطل قدوم إنتاجات سينمائية للأردن، لتتوجه إلى مناطق أخرى أكثر استقراراً من الناحية الأمنية".

وكشف عن حجم الدعم الذي تُقدمه الهيئة لصُنّاع الأفلام، قائلًا إنّ: "لدينا صندوق دعم موجه للأردنيين أو أصحاب الجنسيات الأخرى المُقيمين في الأردن على الأقل 5 سنوات، والدعم ليس مقتصراً على حوافز مالية فحسب، بينما يحصلون على معدّات تصوير لتُسهل عليهم تنفيذ أفلامهم".

وشدد على أهمية إبراز الهوية الأردنية في الإنتاجات السينمائية بجانب تقديم الأفكار الإبداعية، مُستشهداً بفيلم "الحارة" للمخرج باسل غندور، قائلاً: "عمل سينمائي يحكي قصص واقعية في إحدى المناطق بالأردن والتي قد تكون بالمناسبة موجودة في السعودية أو مصر، لكنها توجد في الفيلم بروح وهوية أردنية، فأعتقد لا بد من التركيز على الاستثمار بالمحتوى".

المهرجانات السينمائية

وأرجع مهند البكري، أسباب تأخر وجود مهرجان سينمائي بالأردن طوال السنوات الماضية بما يوازي حجم الإنتاج الكبير هناك، إلى أنّ "الأردن يُركز ويستثمر على مدار الـ17 عاماً الأخيرة في تزايد عدد الأفلام وتكوين ثقافة سينمائية لدى الجمهور، لذلك لدينا عروضاً شبه أسبوعية سواء لأعمال أردنية ومصرية وإيرانية وكورية ومن هوليوود".

وأضاف أنّ "المهرجانات السينمائية جزءاً من اهتمامنا بالطبع، لكن كنّا نرغب في التأني قبل تأسيس مهرجان تابع للأردن، فكنّا نرى مهرجانات بالوطن العربي تعرض كل الأفلام بالعالم لكن إنتاجات نفس البلد غير موجودة، فلم نكن نرغب في اتّباع هذا النهج، كنا نطمح في الاستثمار أولاً في الأفلام والصُنّاع لتقديم محتوى سينمائي".

ولفت إلى مهرجان عمّان السينمائي الذي جرى تأسيسه منذ عامين تقريباً بالتزامن مع جائحة كوورنا، قائلاً: "قدّمنا الدورة الأولى منه بشكلٍ مميز وإبداعي رغم الظروف التي شهدتها البلاد بسبب كورونا، ووضعنا حلولاً ابتكارية من أجل البقاء والاحتفاظ بالتباعد بين الجمهور، مثل سينما السيارات التي لاقت تفاعلًا جماهيرياً ضخماً وقتها، كما نظمنا سوق الأفلام افتراضياً عبر الإنترنت".

وتابع "لا يهمنا تقديم مهرجانات كبيرة منذ الدورة الأولى، وأنّ تكون هناك سجادة حمراء تخطف الأنظار، فنحن نؤمن بأنّ الأمور تكبر وتتطور مع الوقت، فنطمح مع الدورات المُقبلة لاستضافة صُنّاع الأفلام واستقطاب أعمال من كل أنحاء العالم".

وأشار إلى أنّ هذا المهرجان ليس تابعاً للهيئة الملكلية الأردنية للأفلام، فله فريق عمل منفصل تماماً، لما يتطلبه من تركيز وجهود طوال العام.

صالات السينما 

واستعرض مهند البكري، عدد السينمات الموجودة في الأردن حالياً التي لا يتجاوز عددها 60 دار عرض حسب قوله، موضحاً: "هذا عدد قليل جداً، رغم أنّ الأردن كان غني بالسينمات في فترة الستينات والسبعينات، والجمهور وقتها كانت لديه ثقافة السينما وأهميتها".

وتابع: "لكن مع بداية الثمانينات والتسعينات صار هناك هجوماً كبيراً على دور العرض ليس في الأردن فحسب بينما في الوطن العربي كله، من تدمير وتكسير وحرق، فالبعض كان يرى أنّ هذه الأماكن غير حضارية وتدعو للفسق".

وأكد أنه هناك مساعِ لإحداث نمو أكبر في السينمات خلال الفترة المُقبلة، بجانب استقطاب أفلام متنوعة من جنسياتٍ مختلفة، موضحاً أنّ "التوزيع في الأردن مُقتصر على الأفلام المصرية وهوليوود، مقارنة بالأعمال اللبنانية والهندية الأخرى". 

ويعتبر أنّ "استقطاب الجمهور الأردني للسينمات التجارية صار أمراً مُكلفًا، بالنسبة للمواطن الذي ينتمي للطبقة المتوسطة، لذلك يُفضل مُشاهدة الأفلام عقب قرصنتها ووضعها عبر الإنترنت".

وقال إنّ "قرصنة الأفلام أزمة كبيرة لقطاع السينما، في العالم كله، فالفيلم لدينا قد يتعرض للقرصنة بعد أسبوعٍ واحد من عرضه في السينمات تقريباً"، متابعاً "نعمل على محاربة القرصنة لكن الأمر شديد الصعوبة، وهذا يستدعى توجه عربي وعالمي لوقف نزيف الخسائر".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات