سعى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في خطابه الأول في عام 2023، إلى تصوير نفسه باعتباره "سياسياً صريحاً يمكن أن يثق فيه الناخبون البريطانيون"، خلافاً لسلفيّه بوريس جونسون وليز ترس، حسبما أوردت "بلومبرغ".
وأشارت إلى أن سوناك الذي وصل إلى منصبه منذ أقل من 3 أشهر، كان يسعى للحصول على بداية جديدة عام 2023 بعد أن أمضى الأسابيع الأخيرة في التخلص من الفوضى التي خلفها سلفاه جونسون وترس.
ورجحت "بلومبرغ" أن مستشاري رئيس الوزراء البريطاني عمدوا إلى الرد على انتقادات داخلية من بعض نواب حزبه (المحافظين) ووزراء حكومته، اتهمته بـ"الافتقار للرسائل الإيجابية ولمنصة سياسية ملهمة"، كما أرادوا سحب البساط من تحت خطاب زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر المتوقع، الخميس.
وتابعت: "من أجل القيام بذلك، فإن سوناك بدأ 2023 بخطاب، الأربعاء، والذي تعهد فيه بـ 5 وعود قال إنه يمكن للجمهور الحكم عليه من خلال التزامه بها، ولكن الخطاب بدأ في بعض الأحيان شعبوياً إلى حد ما".
ورأت "بلومبرغ" أنه من خلال التعمق قليلاً في تعهدات رئيس الوزراء البريطاني فإنه سيتضح أنها "غير مستقيمة كما تبدو"، موضحةً أنه وفقاً لمكتب مسؤولية الميزانية الذي يتوقع انخفاض معدل التضخم إلى 3.8% من ذروته التي تجاوزت 11% العام الماضي، فإن التعهد بخفض التضخم إلى النصف هذا العام يمكن أن يتحقق بسهولة، ولكن الأمر لا يخضع لسيطرة الحكومة.
وبالمثل، فإن تعهد سوناك بإعادة الاقتصاد إلى النمو بحلول نهاية العام يتماشى مع ما يتوقعه مكتب مسؤولية الميزانية، كما يتوافق التعهد بخفض الديون على المدى المتوسط مع ما أعلنه وزير الخزانة جيريمي هانت في بيان الخريف الماضي.
لكن هذا التعهد يحتاج وجود سوناك في فترة ما بعد يناير 2025، وهو آخر موعد يمكنه فيه إجراء انتخابات عامة، ولذا فإنه قد لا يكون موجوداً حينها حتى ينفذ وعوده أو حتى لأن يتم الحكم عليه من قبل البريطانيين.
وبالنظر إلى تعهده بخفض قوائم انتظار الرعاية الصحية، فإن سوناك لم يُدلِ إلا ببعض التفاصيل القليلة بشأن كيفية تحقيقه ذلك، أو حجم الأموال التي سيكون بحاجة لاقتطاعها من الميزانية، إذ يبدو أنه "ليس لديه إجابات مفصلة عن كيفية إصلاح الأزمة الحالية في المستشفيات".
وأخيراً، أصر سوناك على أنه سيوقف القوارب الصغيرة التي تنقل المهاجرين عبر القنال الإنجليزي، وهي لهجة شديدة تهدف إلى إرضاء قاعدة الناخبين المحافظين، ولكن هذا الوعد جاء أيضاً دون جدول زمني أو أهداف محددة، باستثناء إصدار قوانين جديدة تقضي باحتجاز وإبعاد الأشخاص الذين يصلون إلى البلاد بالقوارب دون الحصول على تصريح.
وقال رئيس الوزراء البريطاني للجمهور إنه شخص واضح وصادق وخاضع للمساءلة، ومع ذلك فإنه من خلال تقديم تعهدات تبدو أكثر غموضاً مما تبدو عليه، فإن السؤال الأهم الآن هو ما إذا كان الناخبون سينظرون إليه باعتباره شخصاً يستحق الحصول على ثقتهم.
ورأت الوكالة، في نهاية تقريرها، أن الطموحات التي أعرب عنها سوناك في خطابه تتناقض بشكل حاد مع حجم التحديات المتعلقة بنظام الرعاية الصحية والاضطرابات الصناعية التي حددها له الصحافيون في جلسة الأسئلة والأجوبة التي أعقبت الخطاب.