الكتاب الورقي.. كفاح مستمر في خضم الثورة الرقمية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 - twitter/RyBookFair
جانب من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 - twitter/RyBookFair
الرياض-حسن رحماني

هل ما زال الكتاب الورقي يلقى إقبالاً ورواجاً كما كانت الحال قبل ثورة الانترنت؟ أم سجّل تراجعاً في ظل انتشار الكتب الإلكترونية؟ سؤال حاولت "الشرق" رصد إجابات عنه، خلال تغطيتها فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 .

"لا تعارض"

يقول صالح حماد مؤسس ومدير رشم للنشر والتوزيع، إن "الكتاب الإلكتروني سواء الرقمي أو الصوتي هو مكمَل للكتاب الورقي ولا تعارض بينهما، مؤكداً أن الكتاب الرقمي متاح في الغرب منذ عقود، ولم يؤثر انتشاره على الكتاب الورقي.

ويضيف: "أثبت الكتاب الورقي قدرته على الاستمرارية حتى خلال جائحة كورونا التي اعتمدت كثيراً على التقنية في مجالات عدة"، مشيراً إلى أن "الأعمال الرقمية قليلةـ إذ أن نسبتها لا تتجاوز الـ 20 % من الإصدارات".

ويرى خالد المعالي مؤسس منشورات دار الجمل، أن الكتاب الإلكتروني "أصبح ضرورة لا بد منها" رغم ما وصفه بـ"التأثير السلبي الذي أحدثه على إصدارات الكتب الورقية". ويقول: "لا بد للكتاب الإلكتروني أن يأخذ حيزاً، ومن الطبيعي أن يكون هذا الحيز على حساب الكتاب الورقي، لكنه لن يستطيع إلغاءه تماماً، فالبندقية لا تلغي السيف".

موت الورق 

وفيما يتخوف البعض من سطوة الثورة الرقمية، التي استطاعت أن تقصي الصحافة الورقية، محذراً من امتدادها إلى الكتاب الورقي ليواجه ذات المصير، يقول المعالي: "لا أعتقد ذلك لأن الكتاب الإلكتروني لا يمكنه أ أن يحل محل الكتاب الورقي في حالته الراهنة، إلا إذا حدثت تطورات أخرى قد تجعل الكتاب الإلكتروني يحاكي الكتاب الورقي. بتفاصيله كافة، ومنها شعور القارئ بتصفح الورق". ويشير إلى أن "هذا الأمر يحتاج إلى أجيال، علماً أن هناك أشياء في الكتاب الورقي لا يمكن أن يعوضها الكتاب الإلكتروني".

ويصادق على الرأي السابق، مسفر السبيعي صاحب مركز الأدب العربي، إذ يرى أن الكتاب الورقي لم يتأثر نهائياً بانتشار الكتب الالكترونيةـ ويقول: "لا زال الكتاب الورقي مسيطراً وهذا ما تثبته لغة الأرقام".

ويضيف: "لن يحدث للكتاب الورقي ما حدث للصحف الورقية، فالكتاب عبارة عن ذاكرة وقيمة ثقافية تستمر لسنوات طويلة".

"هم رسالي"

ويبدو أن تجارة الكتب "ليست مربحة" كما يكشف أصحاب الشأن من رواد صناعة النشر. ويقول حماد في هذا السياق: "تجارة الكتب ليست مربحة بقدر ما هي عبارة عن هم رسالي".

ويشير حماد إلى أن "نجاح الكتاب قد يجعله مربحاً". ويضيف: "إذا نجح الكتاب قد تصبح العملية مربحة، في المقابل هناك كتب جيدة وناجحة ليست مربحة مادياً لكنها تمنحنا السمعة المطلوبة".

ويتفق السبيعي بشكل نسبي مع ما تفضل به حماد قائلاً إن "هذه التجارة لن توصلك بمعنى الثراء الفاحش، لكننا نستطيع القول بأنها قد تغطي تكاليفها ولا سيما في المواسم كمعارض الكتاب".

من جهته، يتحدث المعالي عن تجربته التجارية كأحد صناع الكتاب، ويقول: "في البلدان العربية نفتقد إلى الإحصاءات، لكن لو تابعنا إحصاءات معرض فرانكوفورت الدولي مثلاً فسنجد الأمر واضحاً، والحقيقة أن الأمر ليس بهذه الصورة السيئة".

الجانب المظلم 

تعتبر قرصنة الكتب أحد أبرز الجوانب المظلمة التي تلقي بظلالها على دور النشر والمهتمين بصناعة الكتاب. وعلى الرغم من أن الجهات المعنية سنت قوانين لمكافحة هذه الظاهرة إلا أنها لازالت موجودة ومنتشرة بشكل ملحوظ.  

وتعزو هيفاء الجديع المدير العام لـ SRMG Thinkk المسؤولة عن دار "رف" للنشر انتشار القرصنة إلى "غياب منصات النشر الإلكترونية عربياً وعالمياً"، لافتة إلى أن ذلك "سهل الأمر وفتح المجال للقرصنة".

إلا أن "التزوير" كما يطلق عليه السبيعي، "ينال من جودة المحتوى لأنه غالباً يكون ناقصاً وغير مكتمل فضلاً عن رداءة الطباعة" وفقاً لما يقول. ويضيف: "القراصنة يقدمون الكتاب بصورة سيئة، فأغلبهم يكون مبتدئاً، يطبع طباعة رديئة، وأحياناً يعتنون بالشكل الخارجي فقط وليس المحتوى، فقد لا يكون المحتوى الداخلي كاملاً أحياناً".

بدوره، يرى المعالي أن "القرصنة تضعف دخل دور النشر ما يجعلها مستقبلاً عاجزة وغير قادرة على الإصدار". ويلفت إلى أنه "رغم وجود قوانين صارمة للحد من القرصنة لكنها غالباً لا تطبق" على حد قوله.

انتشار المعرفة

في المقابل، يرى حماد أن "القرصنة، ورغم أنها في الأصل تعتبر سرقة، إلا أنها لا تسيء للكتاب، بل على العكس من ذلك فهي تسهم في انتشاره، ولا سيما الكتاب الجيد". ويشير إلى أن "بعض المواد المقرصنة تساعد الكتاب  على الانتشار بشكل رائع في الوقت ذاته".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات