كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ مستشاريه، أخيراً، باستعداده لإصدار أوامر بـ"رد مدمّر" إذا قُتل أي أميركي في هجمات منسوبة لإيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، لم تسمّه، أن ترمب وصف مقتل أميركي واحد بأنه "خط أحمر يؤدي إلى انتقام فوري وساحق".
وأفادت الصحيفة بأن تصاعد التوتر، خصوصاً بعد مقتل العالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة بهجوم على سيارته في طهران الجمعة، يثير احتمال رد انتقامي تشنّه إيران أو وكلاؤها في الشرق الأوسط على أهداف غربية.
واعتبرت الصحيفة أن العراق "على حافة الهاوية"مع دخول رئاسة ترمب أسابيعها الأخيرة، خوفاً من اندلاع مواجهة في اللحظة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران على أراضيها، مثل ما حدث في يناير بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أميركية.
والسبت، توعّدت إيران على لسان رئيسها حسن روحاني بـ"الثأر" لمقتل زادة "في الوقت المناسب"، علماً بأنها تتهم إسرائيل بالوقوف وراء العملية.
مراقبة إيران في العراق
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد كشفت قبل 11 يوماً، أن ترمب كان يفكر في توجيه ضربة عسكرية لإيران، لوقف برنامجها النووي المتنامي، لكن عدداً من كبار مستشاريه أثنوه عن الأمر، محذرين من مخاطر تصعيد عسكري واسع خلال الأسابيع الأخيرة في منصبه.
ووفق "نيويورك تايمز"، غادر المسؤولون الاجتماع مع ترمب حينئذٍ معتقدين أن الهجوم على إيران لم يعد مطروحاً، فيما رجحت الصحيفة وقتها أن الضربة كان محتملاً توجيهها إلى موقع نطنز النووي، سواء بصاروخ أو بهجوم سيبراني.
وربطاً بمخاوف "واشنطن بوست" حيال العراق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، أيضاً عن 4 مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين، أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "يراقب عن كثب" الأحداث الميدانية في العراق، بحثاً عن أي تلميح للعدوان من إيران أو جماعاتها المسلحة ضد الدبلوماسيين أو الجنود الأميركيين هناك.
وذكرت الصحيفة أن بومبيو، الذي كان من أشد المؤيدين في إدارة ترمب لردع إيران، جزم أخيراً بأن موت أميركي واحد هو بمثابة "خط أحمر" قد يؤدي إلى رد عسكري.
العراق ساحة مواجهة
وشكّل العراق مراراً ساحة اشتباك بين الولايات المتحدة من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
وفي 3 يناير، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" العراقي المدعومة من إيران أبومهدي المهندس، في هجوم بطائرة من دون طيار قرب مطار بغداد. وردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على قواعد تستضيف عسكريين أميركيين في العراق.
وبعد أشهر، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية على موقع مرتبط بـ"حزب الله" العراقي، بعدما اتهمت الجماعةَ بتنفيذ هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية شمال بغداد، أسفرت عن مقتل جندي أميركي وبريطانيين اثنين.