
ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، الأربعاء، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد أهمية "احترام" نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت هذا الأسبوع، من أجل استقرار العراق.
وقالت الوكالة إن أبو الغيط دعا إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وفقاً للتوقيتات الدستورية المنصوص عليها، وبما يسهم في مواصلة مسيرة الإصلاح والإعمار" في العراق.
كما أعرب أبو الغيط عن "تقديره للجهود التي بذلتها الحكومة العراقية لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري الهام، والوفاء بالتزامها أمام الشعب العراقي".
وكانت قوى سياسية عراقية موالية لإيران، وتضم فصائل مسلحة، قالت إن الانتخابات التشريعية العراقية شهدت "تلاعباً" و"احتيالاً" مشككة في "نزاهتها" ولوّحت بـ"التصعيد" بإعلان "استعدادها للدفاع عن الدولة والعملية السياسية" وفق قولها، فيما طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر "بضبط النفس".
يأتي ذلك غداة إعلان النتائج الأولية للانتخابات التي رجحت الكفة للتيار الصدري في البرلمان الجديد، وتراجع تحالف "الفتح" الذي يمثل الحشد الشعبي ويضم فصائل شيعية موالية لإيران، بعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته.
وأعرب تحالف "الفتح"، الثلاثاء، عن رفضه نتائج الانتخابات وشكك في "نزاهتها". وقال المتحدث باسمه أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحافي، إن التحالف "لن يفرّط في أصوات ناخبيه".
وفي وقت سابق، اجتمع ممثلون عن القوى الشيعية الموالية لإيران، ومنها فيلق "بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" العراقي، في منطقة الجادرية بالعاصمة بغداد، من أجل تدارس الموقف بشأن خسارتهم في الانتخابات، والخروج بموقف موحد.
وكشف مصدر مطلع لـ"الشرق" أن هذه القوى اجتمعت في مقر هادي العامري، بينما لم يحضر زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي هذا الاجتماع.
تلويح بالتصعيد
وأعربت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" عن جهوزيتها "للدفاع عن الدولة والعملية السياسية من أجل حفظ كرامة الشعب وسيادة العراق".
وتضم الهيئة عدة فصائل مسلحة، منها "كتائب حزب الله" العراقي، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"حركة النجباء"، وفيلق "بدر".
وقالت الهيئة في بيان: "على ضوء ما حصل من تطورات خطيرة تمثلت بالتلاعب في نتائج الانتخابات، وظهور الأدلة المتضافرة بـ(فبركتها)، يوضح بجلاء فشل وعدم أهلية عمل مفوضية الانتخابات الحالية، وبطلان ما تم إصداره من نتائج".
وأضاف البيان أن "المقاومة التي نذرت نفسها للعراق وسيادته، لا يمكن أن تتهاون مع المشاريع الخبيثة التي تسعى إلى دمج أو إلغاء الحشد الشعبي، والتي لا تصب إلا في خدمة الاحتلال الأميركي".
وفي وقت سابق، قال الإطار التنسيقي لقوى شيعية، يضم خصوصاً تحالف "الفتح" وائتلاف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، في بيان: "نعلن طعننا بما أعلن من نتائج وعدم قبولنا بها، وسنتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع التلاعب بأصوات الناخبين".
ووفقاً لما نقله تلفزيون "العهد" العراقي، فإن العامري شدد على رفضه نتائج الانتخابات التي وصفها بأنها "مفبركة"، قائلاً إننا لن نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن".
وأعلن أبو علي العسكري المتحدث باسم "كتائب حزب الله" العراقي، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذاً، في بيان، أن "ما حصل في الانتخابات يمثل "أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث".
وأضاف: "الإخوة في الحشد الشعبي هم المستهدفون الأساسيون، وقد دفع عربون ذبحهم إلى من يريد مقاعد في مجلس النواب، وعليهم أن يحزموا أمرهم وأن يستعدوا للدفاع عن كيانهم المقدس".
في غضون ذلك، رفعت الحكومة العراقية حالة التأهب في "المنطقة الخضراء"، ومبنى مفوضية الانتخابات داخل المنطقة الخضراء تحسباً لأي طارئ.
تقدّم التيار الصدري
وكانت مصادر قالت لـ"الشرق" إن المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات العراقية تظهر تقدم التيار الصدري، في حين أعلن مدير مكتب مقتدى الصدر حصول التيار على 73 مقعداً من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغ 329 مقعداً.
وبحسب المؤشرات الأولية للنتائج، فقد حصدت كتلة "تقدّم" السنية برئاسة محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان الحالي، المركز الثاني بواقع 38 مقعداً، تليها كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي "ائتلاف دولة القانون"، التي حصدت 37 مقعداً.
ويرى خبراء أن توزع مقاعد البرلمان سيؤدي إلى غياب غالبية واضحة، الأمر الذي سيرغم الكتل على التفاوض لعقد تحالفات.
وشهدت هذه الانتخابات وهي الخامسة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، بعد الغزو الأميركي، نسبة مقاطعة غير مسبوقة، إذ شارك فيها نحو 41% فقط.