قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، إن الهيئة يمكن أن تلجأ إلى محاولة تخفيف حمولة سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" الجانحة منذ الثلاثاء الماضي، إذا لم تنجح الجهود الحالية لإعادة تعويمها، مشيراً إلى أنه يأمل ألا يلجأ لهذا الخيار.
وأضاف ربيع خلال مؤتمر صحافي، السبت، أنه لا يمكن تحديد موعد تعويم السفينة، مشيراً إلى عودة رفاصها (مروحة دافعة) ودفتها للعمل مجدداً. وتابع: "مؤخرة السفينة بدأت في التحرك ليل الجمعة، قبل توقف عملية إعادة التعويم".
وكشف أن 14 سفينة قطر تشارك في عملية تعويم السفينة الجانحة، مشيراً إلى أنه تمت إزالة 9 آلاف طن من مياه الصابورة (المواد المستخدمة لتوفير الاستقرار للمركبة أو الهيكل) في السفينة.
وأشار إلى أن سرعة الرياح تزيد من صعوبة إعادة تعويم السفينة، كما أنها لم تكن السبب الرئيسي في جنوحها وأن "الخطأ الفني أو البشري قد يكون أسهم في الأمر"، مشيراً إلى أنها لم تتسبب في إصابات أو تلوث نفطي.
وأردف: "سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب، وكل ما في يدنا الآن هو الرياح والعاصفة الترابية، وقد يكون خطأً فنياً أو شخصياً .. سيظهر كل ذلك في التحقيقات".
وذكر ربيع أن 321 سفينة تنتظر تعويم السفينة العالقة لبدء عملية العبور، وأن الهيئة تقدم الخدمات اللوجستية لجميع السفن التي تنتظر العبور.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن القناة تولي عملاءها اهتماماً كبيراً، وأن التحقيقات ستحدد هوية المسؤول عن جنوح "إم في إيفر غيفن" لبحث مسألة التعويضات.
وأفاد بأن الهيئة قامت بتحريك مجموعة من القاطرات لتعويم السفينة فور وقوع الحادث، مشيراً إلى أنهم شكلوا غرفة عمليات لوضع خطة للتعويم.
وأوضح ربيع أن العمق في منتصف مجرى القناة يصل إلى 24 متراً ولكنه أقل من ذلك عند الأطراف، لافتاً إلى أن السفينة الجانحة أغلقت المجرى الجنوبي للقناة.
وفي وقت سابق السبت، أعرب رئيس شركة "شوي كيسن كايشا"، المالكة لناقلة الحاويات الضخمة العالقة منذ الثلاثاء الماضي في قناة السويس، عن أمله في تعويم السفينة مساء السبت.
وقال يوكيتو هيغاكي، خلال مؤتمر صحافي نقلته الصحافة اليابانية السبت: "نحن بصدد إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية"، متوقعاً تحرير سفينة "إيفر غيفن" "مساء غد (السبت)" بتوقيت اليابان.
وأوضح هيغاكي، الذي كان يتحدث من إيماباري (غرب اليابان)، أن "المياه لا تتسرب إلى السفينة. ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح. وبعد تعويمها يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار"، وفقاً لما نقلته عنه صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية.
وكانت الشركة المكلفة بـ"إنقاذ" السفينة أبدت المزيد من الحذر حيال العملية، إذ أفادت بأن الأمر سيستغرق "أياماً أو أسابيع" لاستئناف حركة الملاحة في القناة التي تعبر من خلالها 10% من التجارة البحرية الدولية، وفقاً لخبراء.
وتتواصل محاولات تحرير السفينة الضخمة العالقة في قناة السويس منذ الثلاثاء، باستخدام قاطرات وجرافات ثقيلة، فيما تبقى الملاحة معطلة لليوم الخامس على التوالي في المجرى المائي البالغ الأهمية على صعيد حركة التجارة البحرية عالمياً.
وجنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" صباح الثلاثاء في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس.
ويبلغ طول السفينة التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.