تقرير: روسيا ضغطت على جوجل وأبل لحذف تطبيق لمعارضة "بوتين"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي بعد لقائهما في موسكو - 7 فبراير 2022 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي بعد لقائهما في موسكو - 7 فبراير 2022 - AFP
القاهرة-الشرق

كشف تقرير جديد عن تعرض شركتي جوجل وأبل، إلى ضغوط شديدة من جانب الحكومة الروسية خلال العام الماضي، وصلت إلى حد التهديد بحبس مسؤولين، إذا لم يتم الامتثال لطلب موسكو بحذف تطبيق Smart Voting الخاص بالمعارض الشهير أليكسي نافالني.

وقال التقرير، الذي نشرته واشنطن بوست، إن عملاء بوكالة الاستخبارات الروسية FSB داهموا منزل أحد مديري جوجل في روسيا، للضغط عليه لحذف التطبيق المُعارض من متجر "بلاي ستور" خلال 24 ساعة، وإلا فإن مصيره سيكون السجن بتهمة الخيانة العظمى كمواطن روسي.

ونقلت الشركة الأميركية مديرها إلى غرفة في أحد الفنادق، ليكون آمناً بشكل أكبر، إلا أن العملاء تبعوه إلى هناك، ليتأكد بأنه لا مفر من تنفيذ طلبهم.

ولم يختلف مصير بعض موظفي أبل في مكاتبها داخل روسيا كثيراً عما جرى مع مسؤول جوجل، ما اضطر الشركتين الأميركيتين إلى الانصياع لأمر الحكومة الروسية، وأمروا بحذف التطبيق.

فكرة التطبيق

اعتمدت فكرة تطبيق Smart Voting على اقتراح عدد من المرشحين أمام الناخبين الروس، لتوسيع نطاق الخيار أمامهم لاختيار مرشحين ينافسون مرشحي الحزب الحاكم "روسيا الاتحادية"، وليتمكن الناخبون من الإدلاء بأصواتهم إلى مرشحين جدد يقدمون رؤية معارضة ومنافسة لحزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الانتخابات التشريعية الروسية، والتي أجريت في سبتمبر الماضي.

وطور "نافالني" فكرة التطبيق في 2018، وكانت وسيلته للتعبير عن معارضته لنظام "بوتين" وقراراته وسياساته، إلا أن الأمر انتهى به في السجن، وتم تصنيف مؤسسته "نافالني" بأنها "متطرفة" بمقتضى القانون الروسي.

وكان ذلك الدافع الرئيسي لشركتي جوجل وأبل لحذف تطبيقه من متجريهما الرسميين، إلى جانب عامل الضغط القوي الذي مارسته الحكومة الروسية على موظفي الشركتين.

سياسة "المُسايرة"

على الرغم من التهديدات الروسية المباشرة لموظفي جوجل، ومسؤولها في مسألة تطبيق "نافالني"، فإن جوجل استمرت في مفاوضاتها مع الكرملين بشأن كيفية تقنين أوضاعها داخل الأراضي الروسية، لكي تتمكن من تقديم خدماتها بشكل قانوني، بل إن الأمر استمر على هذه الوتيرة حتى بعد أن وردت معلومات إلى مسؤولين حكوميين بالولايات المتحدة حول احتمالية غزو روسيا لأوكرانيا، بحسب الواشنطن بوست.

واتبعت كذلك شركة أبل سياسة "المُسايرة" مع الحكومة الروسية لتستطيع العمل بحرية أكبر داخل روسيا، حيث قدمت الشركة الأميركية العديد من التنازلات غير المسبوقة، مثل موافقتها على تثبيت تطبيقات لشبكات اجتماعية، يتم إدارتها والرقابة المباشرة عليها من جانب حكومة روسيا، على هواتف آيفون لتسهيل دخول الروس مباشرة إليها بضغطة واحدة، مثل شبكة VK الاجتماعية الروسية.

كما تعرضت أبل لانتقادات حادة بعد حظرها تقديم ميزة Private Relay داخل روسيا، وهي ميزة تسمح للمستخدمين بتصفح الإنترنت بشكل أكثر آماناً وغير قابل للتتبع، حيث إن مثل تلك الميزة داخل متصفح أبل "سفاري" تسمح لمستخدمي الإنترنت بتصفح أي موقع ويب، وإن كان محظوراً داخل الأراضي الروسية، كما أنه لن يتم رصد ذلك من جانب مقدمي خدمات الإنترنت في روسيا.

ولسنوات طويلة، حاولت الشركات التقنية الأميركية مقاومة القوانين الروسية الصارمة، وعلى رأس تلك القوانين يأتي القانون الملزم لأي شركة أجنبية بضرورة تخزين بيانات المستخدمين الروس لمنتجاتها وخدماتها على متن خوادم وقواعد بيانات تتواجد داخل الأراضي الروسية.

 إلا أن الشركات التقنية رضخت في أحيان أخرى لمطالب روسيا، مثل إلزام الشركات التقنية بوجود مقار لها داخل الدولة الروسية ويعمل به فريق كامل من موظفيها، لتكون ورقة ضغط في يد روسيا على تلك الشركات، إذا لم تلتزم بالقانون ولم تلبِ الأوامر الروسية.

واتضح أهمية افتتاح مقار للشركات التقنية داخل روسيا في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، عندما داهمت القوات الروسية مقر جوجل بحجة مخالفات تتعلق بالمحتوى، وتهرب من دفع الضرائب ضمن مخالفات أخرى، وذلك بعد أن رفضت جوجل في البداية حذف تطبيق Smart Voting الخاص بمؤسسة "نافالني".

معارضة إلكترونية

على الرغم من حذف جوجل وأبل لتطبيق "نافالني" من متاجرهما الرسمية، فإن الهواتف التي حصلت قبل 17 سبتمبر الماضي على التطبيق، وتم تثبيته على متنها، ما زال يمكن لأصحابها استخدام التطبيق، لذلك قررت مؤسسة نافالني منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا أن تستخدم التطبيق لمد المستخدمين داخل روسيا بمعلومات من مصادر إعلامية وإخبارية موثوقة حول تطورات الأوضاع في أوكرانيا.

أشارت المؤسسة، بحسب واشنطن بوست، إلى أن مستخدمي هواتف أندرويد يتمكنون من متابعة كافة المعلومات التي يتم إرسالها من خلال المؤسسة عبر التطبيق، إلا أن مستخدمي أيفون لا يمكنهم ذلك، نظراً لحظر أبل تحديث التطبيق وإرسال معلومات جديدة من خلاله إلى مستخدمي هواتفها.

وتواصلت المؤسسة مع أبل بهذا الشأن، باعتبار أن التطبيق من المنافذ الرئيسية للمؤسسة للتواصل مع جمهورها ومستخدمي تطبيقها، وكذلك من أهم الأدوات الإعلامية في ظل الظروف الحالية، التي تحاول خلالها روسيا عزل مواطنيها عن الإنترنت بشكل كامل، وردت الشركة بأنها تنظر في طلب المؤسسة، ولكنها لم تقم بأي إجراء بعد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات