ألمحت كوريا الشمالية، الخميس، إلى إمكانية استئناف تجاربها الصاروخية البالستية البعيدة المدى والنووية، مع إعلان المكتب السياسي للحزب الحاكم، الذي يترأسه الزعيم كيم جونج أون تأهبه لـ"مواجهة طويلة الأمد" مع الولايات المتحدة، وفق وسائل إعلام رسمية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن اجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية لـ"حزب العمال"، "أعطى توجيهات لقطاع معني (...) للنظر بشكل فوري في مسألة إعادة تشغيل جميع الأنشطة التي تم تعليقها بشكل مؤقت"، فيما يرجح أنه إشارة إلى برنامج الصواريخ البالستية البعيدة المدى والأسلحة النووية.
وأضافت الوكالة أن "السياسة العدائية للولايات المتحدة وتهديداتها العسكرية، وصلتا إلى خط الخطر الذي لا يمكن التغاضي عنه بعد الآن"، مشيرة إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول ونشر أسلحة استراتيجية أميركية متطورة في المنطقة، وفرض عقوبات مستقلة وأخرى من قبل الأمم المتحدة.
ولفتت الوكالة إلى أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، عقد اجتماعاً مع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم، الأربعاء، لبحث "قضايا سياسية مهمة"، تشمل الإجراءات المضادة للسياسة الأميركية "العدائية".
مواجهة طويلة الأمد
ونقلت الوكالة عن المكتب السياسي، أعلى هيئة لصنع القرار في حزب العمال الحاكم، إقراراه بالإجماع بالحاجة إلى الاستعداد لمواجهة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، إذ وافق على "اتخاذ إجراء عملي للدفاع عن كرامة البلاد ومصالحها وسيادتها".
وقال المكتب تجب "إعادة النظر في إجراءات بناء الثقة التي اتخذناها بمبادرة خاصة بنا بعد قمة سنغافورة 2018، فضلاً عن سرعة بحث مسألة استئناف كل الأنشطة المعلقة. يجب علينا القيام بتحضيرات أكثر شمولاً لمواجهة طويلة الأجل مع الإمبرياليين بالولايات المتحدة".
ويتصاعد التوتر بسبب سلسلة تجارب صاروخية أجرتها بيونجيانج في الآونة الأخيرة، إذ قوبل مسعى للولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة برد غاضب من كوريا الشمالية، ما أثار مخاوف من العودة إلى فترة ما يعرف بتهديدات "النار والغضب" التي شهدها عام 2017.
وأجرت كوريا الشمالية، الاثنين، رابع تجربة صاروخية هذا العام بعد عمليتي إطلاق لصاروخين أسرع من الصوت، قادرين على التحرك بسرعة عالية والمناورة بعد الإقلاع، واختبار آخر شمل منظومة صواريخ على عربات قطار، إذ أثارت الوتيرة السريعة غير المعتادة لعمليات الإطلاق، تنديداً من واشنطن ومسعى لفرض عقوبات جديدة من الأمم المتحدة على بيونج يانج التي "هددت بأفعال أشد".
البلوتونيوم
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، قالت في تقرير العام الماضي، إن جوانب أخرى من الإنتاج النووي للبلاد نشطة أيضاً، بما في ذلك "الاستئناف الواضح لمفاعل ينتج البلوتونيوم"، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي أبريل 2018، قال كيم، كبادرة حسن نية للدبلوماسية، إنه سيوقف أي تجارب أسلحة كبيرة مؤقتاً، وفي خطاب سياسي آخر نُشر عام 2020، أشار إلى أنه "لم يعد يشعر بأنه ملزم بوقف الأسلحة الذي فرضه بنفسه".
ولم تعد البلاد إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات أو التجارب النووية، لكن كيم كشف النقاب عن صاروخ باليستي عابر للقارات بحجم الماموث، في عرض عسكري أٌجري في أكتوبر 2020.
والعام الماضي، كجزء من سياسة الأسلحة الاستراتيجية في البلاد لمدة خمس سنوات، ذكر الزعيم الكوري تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات يمكن أن يطير مسافة 15 ألف كيلومتر، أي أبعد مما اختبرته سابقاً.
ولم تختبر كوريا الشمالية صواريخها البالستية الأطول مدى والعابرة للقارات، أو أي أسلحة نووية منذ 2017، وسط جهود دبلوماسية مع واشنطن جاءت بعد اختبار بيونج يانج صاروخاً بالستياً قادراً على ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة.
لكنها بدأت تجربة مجموعة من الصواريخ البالستية الجديدة قصيرة المدى بعد توقف محادثات نزع السلاح النووي، والعودة إلى جمود بعد قمة لم تتكلل بالنجاح عام 2019.