رهان أردوغان على الشباب "سيف ذو حدين" في انتخابات 2023

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال افتتاح مهرجان للشباب في أنقرة - 16 نوفمبر 2021 - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال افتتاح مهرجان للشباب في أنقرة - 16 نوفمبر 2021 - AFP
أنقرة - أ ف ب

يراهن "حزب العدالة والتنمية" والذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أصوات الشباب الذي لا يعرفون غيره رئيساً، وهو ما يمكن أن يكون سيفاً ذا حدين، خلال الانتخابات العامة المقررة في منتصف العام المقبل.

ويبدو أن أردوغان وحزبه، يدركان جيداً أهمية كسب الشباب من خلال تنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الإنترنت، إذ جذبت هذه المساعي مزيداً من الانتباه، في وقت تبرز تكهنات باحتمال أن يدعو أردوغان لانتخابات مبكرة لمباغتة خصومه.

ومثل قرابة 7 ملايين تركي، لا يعرف يوسف ضيا غولر سوى أردوغان رئيساً، وقد بات بإمكان هذه الفئة العمرية التصويت للمرة الأولى في الانتخابات العامة المقبلة.

ولدى غولر كأبناء جيله ذكريات غير واضحة عن النهضة الاقتصادية في تركيا خلال العقد الأول من حكم أردوغان، وصورة واضحة عن الصعوبات في عقده الثاني، إذ أعرب الطالب البالغ 20 عاماً عن تشاؤمه "حيال المستقبل" وعن "شكوكه بشأن جميع الأحزاب السياسية".

وأوضح غولر لوكالة "فرانس برس"، "عدم إمكانيته التكهن بمستقبل البلاد،"، متسائلاً عن كيفية معرفة "ما سيحصل بعد أن أتخرج إذا كنت جاهلاً بما سيحدث بعد 5 أشهر".

يعتقد المحللون أن ما يسمى "جيل زد" الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسياً مثل تركيا نفسها، يمسك بأحد مفاتيح مسار أردوغان الشائك نحو إعادة انتخابه، ومساعيه لإبقاء الحزب في السلطة لعقد ثالث على التوالي.

لكن بعكس شباب 2002 حين كان صعود أردوغان بمنزلة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلاً لإلقاء اللوم في متاعبهم على حكومته.

ومن بين تلك المتاعب تضخم هائل وعملة متدهورة واقتصاد متراجع يتقاضى فيه أكثر من 40% من اليد العاملة الحد الأدنى من الأجور.

وكان أردوغان قال في افتتاح مهرجان للشباب استمر 6 أيام في العاصمة أنقرة في نوفمبر الماضي، إن "مفتاح الانتخابات المقبلة هو شبابنا وليس هذا الحزب أو ذاك".

وواجهت مساعي الحزب الحاكم لجذب أبناء هذه الفئة المهمة صعوبات في البداية، إذ اندلع سجال محدود في سبتمبر الماضي، بسبب حساب على "تيك توك" يدعى "إكس واي زد سوسيال"، تقول وسائل إعلام معارضة إنه محاولة من "حزب العدالة والتنمية" للتودد إلى ناخبي الجيل، بنشر النكات والمقاطع المؤيدة للحكومة.

واختفى الحساب منذ ذلك الحين، لكن فرع الشباب في الحزب الحاكم لديه الآن حساب صغير مؤكد، نشر عليه تسجيلاً مصوراً يتحدث عن إنجازات أردوغان في الحكم.

ورغم تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة، لا يزال الحزب الحاكم يحتفظ ببعض الجاذبية لدى الناخبين الأصغر سناً، وحضر آلاف منهم مهرجان نوفمبر الماضي حتى نهايته بعد كلمة أردوغان الافتتاحية.

ويقلل عبد الصمد سميز رئيس فرع الشباب بالحزب عن منطقة تشرشمبا (شمال) من أهمية تلميحات إلى أن حزبه لا شعبية له بين المراهقين، قائلاً: "يقولون إن الشبان يبتعدون من حزب العدالة والتنمية، لكن لا شيء من هذا القبيل. إنها أكاذيب. حزب العدالة والتنمية يهتم بالشبان أكثر من غيرهم".

أشاد بعض الذين حضروا المهرجان بأردوغان لإسهامه في خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 إلى 18 عاماً، معتبرين أن ذلك يظهر تفانيه تجاه الشباب.

ومع ذلك، ثبت أن كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة لـ"حزب العدالة والتنمية"، ففي استطلاع شمل 3 آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها 81، خلصت وكالة الاستطلاعات "تركيا رابورو" إلى أن 58% لن ينضموا لأي حركة سياسية أو حزب كسبيل لبناء مجتمع أفضل.

وقال مدير "تركيا رابورو" تجان سلجوقي: "لا يعتقدون أن المشهد السياسي الحالي يمكنه أن يخدمهم"، موضحاً أن "لديهم ثقة ضعيفة جداً بالأحزاب أو المؤسسات السياسية عموماً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات