دارت معارك دامية بين جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في جزيرة استراتيجية واقعة شمال شرقي نيجيريا، أسفرت عن سقوط أكثر من 100 شخص، ما يدل على بداية "معركة داخلية" بين هاتين المجموعتين المتنافستين للسيطرة على بحيرة تشاد، بحسب وكالة "فرانس برس".
وهاجم عدد من مقاتلي "بوكو حرام" مدججين بالسلاح جزيرة كيرتا وولجو، على ضفاف البحيرة في الجانب النيجيري، والتي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم "داعش في ولاية غرب إفريقيا" (إيسواب).
وبعد ساعات من القتال، تمكنت "بوكو حرام" من السيطرة على هذه الجزيرة التي كانت ميناء يستخدمه تنظيم "داعش في غرب إفريقيا" لاستيراد الأسلحة والمواد الغذائية إلى الأراضي الخاضعة لسيطرته، بحسب "فرانس برس".
وقال أحد الصيادين المحليين: "لقد كانت معركة ضارية بين الطرفين واستمرت أكثر من تسع ساعات، من الساعة الرابعة عصراً حتى ساعات الفجر الأولى".
وأودت أعمال العنف، التي بدأت بتمرد جماعة "بوكو حرام" المتشددة في عام 2009، بحياة نحو 36 ألف شخص، فيما نزح نحو مليونين آخرين.
وفي عام 2016، انقسمت "بوكو حرام" عن تنظيم "داعش" وتم إنشاء "داعش في ولاية غرب إفريقيا".
وعزز "داعش" سيطرته على هذه المنطقة منذ مقتل زعيم بوكو حرام أبو بكر شكوي في مايو الماضي، في اشتباكات بين الجماعتين المتنافستين، فيما قال "داعش" إنه "انتحر".
وبعد مقتل شكوي، فرّ مقاتلو "بوكو حرام" بقيادة باكورا بودوما، أحد مساعديه السابقين، من معقلهم غير الساحلي السابق في سامبيسا إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم على الضفة النيجيرية لبحيرة تشاد، وفقاً لمصادر أمنية.
"خسائر فادحة"
والشهر الماضي، تكبّدت "بوكو حرام" خسائر فادحة في محاولة غزو فاشلة لكيرتا وولجو، إذ تصدى لها تنظيم "داعش". وقال مصدر أمني محلي: "هذه ليست سوى بداية معركة داخلية بين الفصيلين، وستكون معركة حتى النهاية".
وقال مصدر مطلع في المنطقة لـ"فرانس برس": "صارت بوكو حرام الآن قريبة جداً من معاقل تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، في سابون تومبو وجبيلارام وكواليرام".
وأضاف المصدر: "نعلم أن زعيم تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا أبو مصعب البرناوي يقيم في سابون تومبو، حيث يُحتجز قادة كبار من بوكو حرام وقعوا في الأسر".
اقرأ أيضاً: