انسحاب الجنود الأميركيين من الصومال يثير مخاوف من انقسام قوات "دنب"

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود أميركيون قبال السواحل الصومالية في عملية عسكرية - AFP
جنود أميركيون قبال السواحل الصومالية في عملية عسكرية - AFP
دبي- الشرق

حذر ضباط بالقوات الخاصة الصومالية المعروفة باسم "دنب" من أن تراجع قيادة الولايات المتحدة جراء انسحاب الجنود الأميركيين من الصومال، قد يثير حالة انقسام وسط هذه القوات الخاصة.

وأنفقت الولايات المتحدة الأميركية طوال العقد الماضي ملايين الدولارات من أجل تدريب وتسليح قوات "دنب" غير السياسية، والتي كان الجنود الأميركيون يقودون عملياتها في الحرب ضد "حركة الشباب" التابعة لـ"تنظيم القاعدة".

وفي الـ4 من ديسمبر الجاري، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب "أغلبيّة" القوّات الأميركيّة من الصومال "بحلول أوائل عام 2021".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن غياب القيادة الأميركية يجعل "دنب" تواجه خطر الانقسام أو التسييس، إذ حذر ضباط من القوات الخاصة من تدخل الحكومة في عملها، وتوظيفها لأغراض سياسية، خصوصاً أن البلاد مقبلة على الانتخابات في فبراير المقبل، وسط نزاع بين الأطراف السياسية حول الشرعية.

مخاوف من التسييس

ونقلت "واشنطن بوست" عن القائد السابق لقوات "دنب" بين عامي 2016 و2019، أحمد عبد الله شيخ أنه في الماضي، "كلما حاولت الحكومة التدخل في عمل (دنب) وتوظيفها سياسياً، كان الأميركيون هم من يأمرونها بالعدول عن ذلك".

ولفت إلى أن الإبقاء على "دنب" كقوات غير سياسية كان هو الشرط الذي وضعته الولايات المتحدة حين شرعت في تدريب عناصرها. "من دون الأميركيين، فإن (دنب) لم يعد لها أي جدار دفاعي من تدخل حكومتنا"، يضيف عبد الله شيخ.

 ولفت شيخ إلى أن الحكومة لا تحاول حالياً التدخل في عمل قوات "دنب" النخبوية، التي تتألف من 1150 جندياً، لكنه لفت إلى أن "الظروف مواتية الآن من أجل إقدامها على ذلك".

وقال ضابط في قوات "دنب" في مدينة غالكايو وسط الصومال، لـ"واشنطن بوست"، إن هناك مخاوف وسط عناصر القوات الخاصة من تسييس عملهم منذ إعلان ترمب سحب الجنود الأميركيين من الصومال.

وأضاف: "خوفي الكبير هو أن نخسر سمعتنا والثقة التي يضعها الشعب فينا، لكوننا نحارب من أجل بلدنا، وليس من أجل بعض السياسيين". ولفت إلى أن "فقدان نقطة القوة هذه لن يكون سوى طريق قصير نحو الكارثة"، مشدداً على أن "عناصر (دنب) لا تثق في السياسيين في بلدنا، تماماً كما هو الحال عند كل شعب الصومال".

علاقات مستمرة

وبينما رفض وزير الدفاع الصومالي طلباً للتعليق من "واشنطن بوست"، قالت المتحدثة باسم القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، كريستينا غيبسون للصحيفة، إن جيش الولايات المتحدة "لن ينهي العلاقة المهمة التي تربطه بقوات (دنب)".

ولفتت غيبسون إلى أنه "يتم حالياً تطوير خطط تدريب معينة لعناصر دنب".

وتتفاقم الأزمة السياسية في الصومال مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في فبراير،  في وقت يتزايد فيه الخلاف بين الحكومة الفيدرالية والمعارضة في ترتيبات الانتخابات الفيدرالية المقبلة.

وفي يوليو الماضي، أقال الرئيس الصومالي محمد فارماجو  رئيس الوزراء حسن علي خيري، وأصدر مرسوماً عين بمقتضاه نائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد، ليتولى المنصب بالوكالة، بسبب خلافات بشأن التعيينات في اللجان المشرفة على الانتخابات، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

وقالت "واشنطن بوست"، إن الرئيس يواجه اتهامات بتعيين منتسبين لجهاز المخابرات في لجان الانتخابات العامة، بهدف تسهيل عملية إعادة انتخابه رئيساً للبلاد.

ونقلت الصحيفة عن ضابط في "دنب" القول إنه متخوف من إعفاء قادته في القوات الخاصة من مهامهم، ومن ثم استبدالهم بعسكريين آخرين، لينخرطوا في الأجندة السياسية للرئيس.

ومن شأن ذلك أن يقوض مهمة قوات "دنب" في محاربة "حركة الشباب"، وفقاً للصحيفة، خصوصاً وأن عدد مقاتلي الحركة يفوق 10 آلاف، بينما لا يتجاوز عدد عناصر قوات "دنب" 1150 جندياً.

إعادة انتشار

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء الماضي، نشر مجموعة من البوارج الحربية قبالة سواحل الصومال، لدعم انسحاب حوالي 700 جندي من البلاد.

ووصلت السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس ماكين آيلاند" والسفن المرافقة لها، قبالة القرن الإفريقي الاثنين، بعد 16 يوماً من أمر أصدره الرئيس دونالد ترمب بسحب القوات المتواجدة في الصومال.

وقالت القيادة الأميركية في إفريقيا في بيان، إن المجموعة البحرية ستساعد في نقل الأفراد العسكريين والمدنيين الأميركيين من الصومال "إلى مواقع عمليات أخرى في شرق إفريقيا، مع الحفاظ على الضغط على المتطرفين العنيفين ودعم القوات الشريكة".

وقال قائد العمليات الخاصة الأميركية في إفريقيا الميجور جنرال داغفين أندرسون، إن وصول المجموعة "يظهر عزمنا على دعم شركائنا وحماية قواتنا خلال هذا الانتقال".

وأكد قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند السبت، أن الولايات المتحدة لن تنسحب من شرق إفريقيا.

وقال: "لكي نكون واضحين، الولايات المتحدة لا تنسحب أو تنفصل عن شرق إفريقيا. نحن لا نزال ملتزمين مساعدة شركائنا الأفارقة في بناء مستقبل أكثر أماناً".

وتابع: "كما نظل قادرين على ضرب (حركة) الشباب في الزمان والمكان اللذين نختارهما. لا ينبغي لهم أن يختبرونا".

ويرتقب أن تجري إعادة نشر معظم الأفراد الذين يغادرون الصومال والبالغ عددهم 700 فرد، في كينيا أو جيبوتي، حيث سيتمكنون من مواصلة الضغط على "حركة الشباب".