دبي- الشرق
دعا الرئيس الصيني شي جينبينج، الجمعة، إلى زيادة التركيز على الدفاع الوطني وتطوير الجيش، الذي يعد ثالث أقوى الجيوش في العالم، من أجل تحقيق أهداف المئوية الثانية لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم.
وجاءت هذه التصريحات، في خطاب ألقاه شن جينبينج أمام جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الجمعة، وذلك عشية احتفال الجيش الصيني بالذكرى الـ94 لتأسيسه، والتي تصادف الأول من أغسطس.
وقال الرئيس الصيني يوم الجمعة: "على طريق البناء الكامل لدولة اشتراكية حديثة وتحقيق الهدف المئوي الثاني، يجب وضع الدفاع الوطني والجيش في موقع أكثر أهمية، ويجب الإسراع في تعزيز الدفاع الوطني وبناء جيش قوي".
"استعداد للكفاح العسكري"
وأضاف تشي، وفقاً لما نقلته عنه صحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست"، أنه "يجب أن نستمر في تعزيز التخطيط الشامل للحرب بالتوازي مع الاستعداد للكفاح العسكري".
من جانبها، أفادت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء بأن الرئيس الصيني شدد خلال كلمته على أن "البناء الكامل لدولة اشتراكية حديثة وتحقيق الهدف المئوي الثاني يستدعي إيلاء أهمية أكبر لتعزيز الدفاع الوطني والقوات المسلحة".
وأوضحت الوكالة أن شي "شدد على ضرورة التكيف مع الاتجاه العالمي للتنمية العسكرية وتلبية متطلبات تعزيز القدرة الاستراتيجية للقوات المسلحة الصينية، وطالب ببذل الجهود للمضي قدماً نحو إصلاح الدفاع الوطني والقوات المسلحة".
ولفت شي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني وطيلة السنوات المائة الماضية كان يقود البلاد وفق مبدأ "الحزب يقود البندقية"، وشدد على أن "بناء القوات المسلحة الشعبية، استنتاجات حيوية توصل إليها الحزب من خلال النضالات الشرسة".
تعزيز الولاء للحزب الشيوعي
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية إن الرئيس الصيني سينشر مقالاً في مجلة "تشيوشي" الرائدة التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في عددها ليوم الأحد، يشدد فيه على ضرورة تعزيز تعليم التاريخ بين ضباط وجنود القوات المسلحة لضمان ولائهم لقيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وأكد الرئيس الصيني في المقال، وفقاً للصحيفة، على أن الولاء للحزب الشيوعي الصيني مبدأ أساسي لتحقيق الهدف المئوي المتمثل في بناء جيش حديث.
ويشدد الرئيس الصيني في المقال، على أن السبب الأساسي الذي جعل جيش التحرير الشعبي قادراً على التغلب على جميع أنواع الصعوبات، وتحقيق الانتصارات باستمرار هو "اتباعه لتعليمات الحزب بثبات".
واعتبر شي أن تحقيق الهدف المئوي هو قرار رئيسي اتخذته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واللجنة العسكرية المركزية للسعي إلى بناء جيش أقوى، مشيراً إلى أن هذا الهدف يعتبر "مهمة رئيسية تتعلق بالأمن والتنمية الشاملة للصين، وخطوة حاسمة في تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة".
تحديات أمنية و"استفزازات أميركية"
وتأتي تصريحات الرئيس الصيني في وقت تتنامى فيه المخاطر الأمنية المحيطة بالبلاد. فعلى الجانب الغربي من حدود الصين، تراقب بكين حالة عدم الاستقرار في أفغانستان في أعقاب انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وسط مخاوف من أن تُلهم حركة طالبان مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانج الواقع في شمال غرب الصين.
وفي بحر الصين الجنوبي، تواجه الصين ما تسميه بـ"استفزازات" الولايات المتحدة وحلفائها، وكان آخرها دخول أسطول البحرية الملكية والعديد من أساطيل حلفاء آسيويين، بقيادة حاملة الطائرات البريطانية الجديدة "إتش إم إس كوين إليزابيث"، بحر الصين الجنوبي.
وتؤكد بكين أحقيتها في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية، فيما تطالب الدول الساحلية الأخرى المتاخمة، مثل الفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام، أيضاً بهذه المنطقة البحرية، وهي طريق رئيسي للتجارة العالمية.
وتخوض الولايات المتحدة والصين صراعاً على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خاصة في بحر الصين الجنوبي وحول جزيرة تايوان.
وتعد تايوان أبرز تحدٍّ يواجه الرئيس الصيني، لا سيّما أنه تعهد في عام 2019، بإعادة توحيدها مع البرّ الرئيس للصين، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة وتسميه "محاولة احتلال".
