تركيا تستدعي السفير الأميركي احتجاجاً على الاعتراف بـ"إبادة الأرمن"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى وسائل الإعلام بجانب وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو في مدينة جنيف السويسرية، 17 ديسمبر 2019 - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى وسائل الإعلام بجانب وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو في مدينة جنيف السويسرية، 17 ديسمبر 2019 - REUTERS
أنقرة/دبي- الشرق

قالت وزارة الخارجية التركية، السبت، إنها استدعت السفير الأميركي لدى أنقرة بشأن اعتراف الرئيس جو بايدن بأن مذابح الأرمن في عام 1915 خلال الحقبة العثمانية تمثل "إبادة جماعية". وأضافت الوزارة أنها نقلت للسفير "رد فعل قوياً" من جانب تركيا.

كان بايدن قد صرح في وقت سابق، السبت، بأن عمليات القتل التي وقعت عام 1915 تمثل إبادة جماعية، وهو إعلان تاريخي أثار حنق تركيا، وزاد من توتر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقالت الوزارة التركية في بيان إن نائب وزير الخارجية سادات أونال، أبلغ السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد بأن البيان ليس له أساس قانوني، وأن أنقرة "رفضته باعتباره غير مقبول ونددت به بأشد العبارات". وأضافت أن البيان تسبب في "جرح في العلاقات سيكون من الصعب علاجه".

وأثار القرار الأميركي غضب تركيا، وندد الرئيس رجب طيب أردوغان بما سماه "تسييس" الجدل حول الإبادة بحق الأرمن "من جانب أطراف ثالثة"، بينما وصف رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الاعتراف الأميركي بـ"اليوم المهم لكل الأرمينيين".

تاريخ مأسوي

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان للبيت الأبيض: "في هذا اليوم من كل عام، نتذكر أرواح جميع الذين راحوا ضحية الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني، ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى".
 
وأضاف: "ابتداءً من الـ24 من أبريل 1915، مع اعتقال المفكرين الأرمن وقادة المجتمع في القسطنطينية من قبل السلطات العثمانية، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو نقلهم إلى الموت في حملة إبادة".

وتابع: "نجا الشعب الأرميني وأعاد بناء مجتمعه، وعلى مدى عقود، أثرى المهاجرون الأرمن الولايات المتحدة بطرق لا حصر لها، لكنهم لم ينسوا أبداً التاريخ المأساوي الذي جلب الكثير من أسلافهم إلى شواطئنا، نحن نكرم قصتهم، نرى هذا الألم، نؤكد التاريخ، نحن لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم، ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث".

"تكريم الضحايا"

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، عن مسؤول أميركي رفض نشر اسمه، القول إن "اعتراف بايدن بالإبادة بحق الأرمن لا يهدف إلى تحميل تركيا المسؤولية"، وإنما إلى "تكريم الضحايا"، وفق ما نقلته رويترز عن المسؤول، الذي أكد أن "واشنطن لا تزال تعتبر أنقرة شريكا مهماً في حلف شمال الأطلسي".

من جانبه، رحب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، بالاعتراف الأميركي، واصفاً إياه بـ"اليوم المهم لكل الأرمينيين". وأضاف باشينيان في تغريدة على تويتر: "بعد قرار الكونغرس في 2019، الرئيس الأميركي يكرم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمينية".

وقال في رسالة وجهها إلى الرئيس بايدن: "شعرت شعوب أرمينيا والأرمن في جميع أنحاء العالم بحماس كبير ورحبوا برسالتك التي اعترفت فيها رسمياً، وأدنت الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية في 1915-1923".

وأضاف: "أقدر بشدة موقفك المبدئي، والذي يعد خطوة قوية على طريق الاعتراف بالحقيقة والعدالة التاريخية، ودعماً لا يقدر بثمن لأحفاد ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن. رسالتك أكملت عملية الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في الولايات المتحدة".

اعترافات دولية

وتنفي تركيا أن تكون عمليات القتل التي تعرض لها الأرمن في تلك الحقبة "إبادة جماعية"، وتصر على وصفها بالمأساة لكلا الطرفين، بينما تعترف بها أكثر من 20 دولة والعديد من المؤرخين.

وتشدد تركيا على أن عمليات قتل وطرد الأرمن خلال ما كان يعرف آنذاك بالسلطنة العثمانية، لم تكن إبادة جماعية، ولكنها كانت نتيجة لصراع أوسع خلال الحرب العالمية الأولى.

بيد أن الضغط التركي لم يمنع بعض الدول الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، من الاعتراف بالإبادة الجماعية فيما امتنعت العديد من الدول عن الاعتراف الرسمي الكامل.