بكين/ دبي -الشرقرويترز
خضعت تصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبريسوس، التي انتقد فيها سياسة "صفر كوفيد" للحد من انتشار فيروس كورونا في الصين، للرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين.
واستهدفت الرقابة على موقعي "ويبو" و"ويتشات"، وهما أكبر منصتي تواصل اجتماعي في الصين، تصريحات جبريسوس، التي عبرت عن خلاف نادر مع سياسات بكين، بحسب تقرير شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وحذف موقع "ويبو" منشوراً للأمم المتحدة، وردت فيه تصريحات لمدير منظمة الصحة العالمية، قال فيها إن سياسة "صفر كوفيد" التي تطبقها الصين غير مستدامة، وذلك بعد فترة وجيزة من نشره الأربعاء. كما عطل "ويتشات"، خاصية مشاركة منشور مماثل.
كان جبريسوس ذكر في إفادة صحفية، الثلاثاء، "لا نعتقد أنها مستدامة نظراً لسلوك الفيروس، وما نترقبه الآن في المستقبل".
وأضاف: "لقد ناقشنا هذه المسألة مع خبراء صينيين وأشرنا إلى أن النهج لن يكون مستداماً.. أعتقد أن التغيير سيكون مهماً للغاية".
ونشرت الأمم المتحدة تصريحاته على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بها باللغة الصينية.
جاءت دعوات تيدروس، الذي واجه اتهامات بأنه "مقرب للغاية" من الصين في بداية الجائحة، بحسب "سي إن إن"، بعد أيام فقط من تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بمضاعفة السياسة، و "النضال بحزم" ضد جميع المنتقدين.
ولم ترد الأمم المتحدة ولا موقع و"يبو" حتى الآن على طلبات للتعقيب، في حين أضاف "ويتشات" توضيحاً مع المنشور، قال فيه "تحظر مشاركة هذا المقال نظراً لانتهاكه القوانين واللوائح ذات الصلة".
وسجلت البلاد 1927 إصابة جديدة، الثلاثاء، انخفاضاً من 3 آلاف و475 إصابة، في اليوم السابق، حسبما أعلنت اللجنة الوطنية للصحة، الأربعاء، وفق ما أوردت "رويترز".
كما سجلت الصين 7 وفيات جديدة لتصل الحصيلة الإجمالية في البلاد إلى 5 آلاف و198وفاة. والوفيات السبع مسجلة في شنغهاي، التي تشهد أكبر تفشٍ للفيروس في الصين حالياً.
دراسة جديدة
وتوقعت دراسة نمذجة جديدة (تحليل بيانات لدعم جهود التنبؤ بحالات كورونا)، أجراها باحثون في جامعة فودان في شنغهاي، أن الصين يمكن أن تواجه أكثر من 1.5 مليون حالة وفاة جراء الإصابة بمتحور "أوميكرون"، حال رفع تدابير إغلاق "صفر كوفيد" دون زيادة تغطية اللقاح أو الوصول إلى العلاجات المضادة للفيروسات.
ووجدت الدراسة التي خضعت لاستعراض النظراء، ونشرتها، الثلاثاء، دورية "طب الطبيعة" (Nature Medicine)، أنه بناءً على مستويات المناعة في مارس الماضي، فإن موجة تفشي "أوميكرون" غير خاضعة للرقابة ستتجاوز قدرة الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، ما يتسبب في 112.2 مليون حالة إصابة تظهر عليها أعراض.
وتقدر الدراسة أنه في حال وقع انتشار للمتحور خارج نطاق السيطرة، فإن نظام الرعاية الصحية الوطني في الصين سيكون عاجزاً تماماً، وسيفوق الطلب على أسرة العناية المركزة البالغ عددها 64 ألفاً في البلاد العرض 15.6 مرة، لمدة 44 يوماً على الأقل.
لكن يمكن تجنب هذا السيناريو، وفقاً للنمذجة، إذا ركزت الحكومة الصينية على زيادة "إمكانية الوصول إلى اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات".
تحدر الإشارة إلى أن أكثر من 88% من الصينيين حصلوا على تطعيم كامل، لكن التلقيح أقل بكثير بين كبار السن. وفي 17 مارس الماضي، تم تطعيم نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً فقط في الصين بشكل كامل، وتلقى أقل من 20% من تلك الفئة العمرية الضعيفة جرعة معززة.
"صفر كوفيد"
وتصر الصين على الالتزام بسياسة "صفر كوفيد" في مكافحة الجائحة التي ظهرت في أول الأمر في مدينة ووهان في نهاية عام 2019، وحذرت في الأسبوع الماضي من انتقاد سياسة تقول إنها تنقذ الأرواح.
وتخضع شنغهاي، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، لإغلاق دام ستة أسابيع أثار احتجاجات عامة، في حين أغلقت العاصمة بكين المدارس والمطاعم وأجرت اختبارات جماعية متكررة للحد من تفشي المرض. وفي أماكن أخرى، تفرض المزيد من الحكومات المحلية عمليات إغلاق سريعة في مواجهة عدد قليل من الحالات.
ولا تحيد السلطات الصينية عن التزامها بالقضاء على فيروس كورونا، بدلاً من التعايش معه كما تفعل أغلب الدول التي خففت أو تخلت تماماً عن قيود مكافحة المرض.
وتشترط "صفر كوفيد"، عزل جميع الحالات ومخالطيها المباشرين في المنشآت الحكومية كوسيلة للقضاء على انتقال العدوى. كانت الاستراتيجية فعالة في القضاء على كوفيد-19 في وقت مبكر من الجائحة، ولكنها واجهت تحديات مع انتشار المزيد من متحورات الفيروس القابلة للانتقال مثل "أوميكرون".
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
