قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الجمعة، إن هناك تقدماً على طاولة مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، في وقت أشارت مصادر لـ"الشرق" إلى أن الخلافات لا تزال "عميقة" خصوصاً في ما يتعلق بموضوع رفع العقوبات.
وأوضح أوليانوف في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أنه "لاحظ بعض التقدم على مسارين: على طاولة المفاوضات وفي التقييمات العامة للموقف في مباحثات فيينا".
وأضاف: "الآن، وللمرة الأولى منذ يونيو الماضي، تحتوي هذه التقييمات على عناصر إيجابية حذرة. يعني هذا أن المفاوضين يحققون تقدماً حقيقياً".
وكان أوليانوف، توقع الخميس، التوصل إلى اتفاق بشأن العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، خلال النصف الأول من فبراير المقبل، في حين وصفت إيران الجولة الثامنة من مباحثات فيينا بـ"الإيجابية والجيدة".
وأشار أوليانوف في تصريحات لتلفزيون "إيران إنترناشيونال"، إلى أن مسألة ضمان بقاء الولايات المتحدة في الاتفاق النووي والذي انسحبت منه عام 2018، خلال السنوات المقبلة "مطروحة"، لافتاً إلى أن المشاركين لا يريدون "تكرار الممارسات السابقة".
ودعا رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، الإيرانيين والأوروبيين، إلى بحث ضمانات على عدم تكرار الممارسات السابقة، في إشارة إلى الانسحاب من الاتفاق.
وأعرب أوليانوف عن رضاه عن دور بلاده في محادثات فيينا، لافتاً إلى أن موسكو "تقوم بالكثير وتساهم بشكل إيجابي وأعتقد أن نظراءنا في محادثات فيينا يدركون هذه الحقيقة".
واعتبر أوليانوف أن محادثات فيينا "هي عملية أخذ وعطاء، فكل منا يغير وجهة نظره وذلك بحسب الضرورة وطبيعة تطورات المفاوضات"، معرباً عن اعتقاده إمكانية أن "يفعل الإيرانيون الشيء ذاته إذا لزم الأمر".
وأكد المندوب الروسي أن ملف البرنامج النووي الإيراني "سيناقش بعمق" خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المقبلة لموسكو والتي من المتوقع أن يجري خلالها محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
"خلافات عميقة"
من جهته، أفاد مصدر مقرب من مفاوضات فيينا، في تصريح لـ"الشرق"، بأن الخلافات لا تزال عميقة حول ملف رفع العقوبات، والأسئلة كثيرة حول العقوبات التي سترفع، وكيفية وموعد رفعها".
وأضاف المصدر أن "الشق السياسي يطغى على ملفات هذه الجولة، والحاجة لاتخاذ قرارات سياسية ضامنة". وأشار إلى أن "تعدد الحكومات المشاركة في المفاوضات، يجعل هذه الجولة صعبة، كما يجعل الحديث عن إطار زمني لها صعباً أيضاً".
وعلّق المشاركون في المفاوضات، الجولة الثامنة من محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والتي بدأت، الاثنين الماضي، بسبب عطلة رأس السنة الميلادية.
وعقب توقف الجولة قال مستشار مقرب من الوفد الايراني لـ"الشرق"، إن "العقوبات والتحقق من رفعها أمر مهم لإيران، وسيكون الأمر صعباً على الأطراف الأخرى، لأنه من الواضح أنهم يريدون مقاومة التخلي عن العقوبات المفروضة على إيران".