قراءة في 100 رواية عربية وأجنبية

time reading iconدقائق القراءة - 4
غلاف كتاب "في الرواية العربية" للشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين - صحيفة الشرق الأوسط
غلاف كتاب "في الرواية العربية" للشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين - صحيفة الشرق الأوسط
دبي -الشرق

صدر كتابان جديدان؛ هما: "في الرواية العربية" و"في الرواية العالمية"، للشاعر والناقد اللبناني سلمان زين الدين، عن "الدار العربية للعلوم - ناشرون"، في بيروت، لينضمَّا إلى 6 كتب سابقة له، في الحقل نفسه؛ 4 منها صادرة عن الدار عينها.

يشتمل الكتاب الأوّل على قراءات في 50 رواية عربية، ويشتمل الثاني على قراءات في 50 رواية عالمية. وبإضافة هذين العددين إلى أعداد الروايات التي قرأها الكاتب في الكتب السابقة، يكون مجموع الروايات المقروءة، في الكتب الـ8، 360 رواية؛ عربية وعالمية.

يتقصَّى زين الدين، في الكتاب الأوَّل، الأسئلة التي تطرحها الرواية العربية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهي أسئلة متنوّعة، تطال كلاً من المركز، والهامش، والحرب، والتخلّف، والاغتراب، والهجرة، والحياة، والموت، والخلود، والزمن، والاستبداد، والاحتلال، والمرأة، والحب، والنسويّة، والشرق والغرب، والمثقَّف والسلطة... وغيرها، مما يزخر به الواقع العربي في هذه اللحظة التاريخية.

وتختلف طريقة طرح هذه الأسئلة من رواية إلى أخرى، باختلاف الروائي الذي يطرحها، لا سيَّما أن الروائيين الذين تناولتهم القراءة ينتمون إلى أجيال متعدّدة، فبعض الروايات هي الأولى لأصحابها، والبعض الآخر حلقة في سلسلة طويلة.

وبذلك، يتجاور "في الرواية العربية" أحمد المديني، وواسيني الأعرج، وأمير تاج السر، وأمين الزاوي، وسليم بركات، وعبد المجيد زراقط، مع علوية صبح، ولينا هويان الحسن، وحسن داود، مع خالد سامح، وكاتيا الطويل، ورنا الصيفي، وشذى مصطفى... وغيرهم. أجيال روائية عدة في الحيّز الورقي نفسه، ما يتيح الفرصة للدّارسين لإقامة نوعٍ من حوار الأجيال، بين الروائيين، الذين يحتفي بهم الكتاب.

ويتقصَّى زين الدين، في الكتاب الثاني، الأسئلة التي تطرحها الرواية العالمية، مما يشغل العالم في هذه المرحلة التاريخية. وهي أسئلة متنوّعة بدورها. تتوزّع على: العبودية، وتجارة الرقيق، والسلطة، والثروة، والاستبداد، والحرب الأهلية، والقاع الاجتماعي، والجريمة المنظّمة، والحياة والحب والصداقة، والخلود، والشرق والغرب... وغيرها. هذه الأسئلة تتوزّع بدورها على: التاريخي، والسياسي، والاجتماعي، والحضاري... وغيرها.

والروايات التي تطرح هذه المروحة من الأسئلة تنتمي إلى مختلف أنحاء العالم، وتُجاوِر بين أجيال عدّة من الروائيين والروائيّات. لذلك، يجمع كتاب "في الرواية العالمية" بين إيزابيل اللّيندي التشيلية، وأليف شافاك التركية، وفرجينيا وولف البريطانية، وجيمس جويس الآيرلندي، وستيفن كينغ الأميركي، وإيلينا فيرّانتي الإيطالية، وتوشيكازو كواغوشي الياباني، وجلبير سينويه الفرنسي، وديمتري ليبيسكيروف الروسي، وفاروق شهيتش البوسني، ولينورا ميانو الكاميرونية، وماريز كوندي الغوادولوبية، وماكس فريش السويسري، والطاهر بن جلّون الجزائري، وأمين معلوف اللبناني، وآتيلا باريش المجري، وآرنالدو آندريداسون الآيسلندي... وغيرهم.
يشير زين الدين في مقدّمة كتابه الأوّل إلى أن "الرواية العربية لا تقلّ عن الرواية العالمية، ذلك أنّها تستخدم التقنيّات نفسها وإن اختلفت الأسئلة المطروحة، ومَدارُ العالمية هو على هذه التقنيات وطريقة استخدامها".

ويرجّح زين الدين أنّ "الحاجز الوحيد الذي يقف بين عربيَّة الرواية وعالميَّتها هو حاجز اللغة، وهو ما يمكن تخطّيه بواسطة الترجمة؛ الأمر الذي لا يُوليه العرب كثيراً من الاهتمام، فلو قُيِّض لهذه الرواية مؤسّسات رسمية ترعى ترجمتها إلى لغات العالم المختلفة، "لتغيَّرت أشياء كثيرة"؛ على حد تعبيره.

*هذا المحتوى من صحيفة الشرق الأوسط