واشنطن ترسل عشرات المقاتلات من طراز "إف-22" إلى المحيط الهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 8
مقاتلتان من سلاح الجو الأميركي طراز "إف-22" خلال طلعة تدريبية قرب ولاية ألاسكا، 24 مارس 2016  - REUTERS
مقاتلتان من سلاح الجو الأميركي طراز "إف-22" خلال طلعة تدريبية قرب ولاية ألاسكا، 24 مارس 2016 - REUTERS
دبي-الشرق

تعتزم القوات الجوية الأميركية، إرسال أكثر من 20 مقاتلة من طراز إف-22 للمشاركة في تدريبات غربي المحيط الهادئ هذا الشهر، بحسب ما أفاد تقرير لشبكة "سي. إن. إن" الجمعة.

واعتبر التقرير أن هذا العدد من المقاتلات يمثل انتشاراً "بشكل غير عادي"، لمثل هذه الطائرات القوية، ويرى محللون أنه رسالة قوية إلى الصين.

وأضاف: "إن القوات الجوية في المحيط الهادئ في هاواي، أعلنت هذا الأسبوع، أنه سيتم نشر ما يقرب من 25 طائرة من طراز إف-22 من الحرس الوطني الجوي، ومن قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة، في ألاسكا، وفي جزر غوام وتينيان، هذا الشهر"، وذلك للمشاركة في تدريبات "باسيفيك آيرون 2021".

ونقلت الشبكة عن قائد القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ، الجنرال كين ويلسباخ، قوله: "لم يشر هذا العدد الكبير من الطائرات المقاتلة، في منطقة عمليات القوات الجوية في المحيط الهادئ".

ووصف ويلسباخ هذه العملية بأنها "واحدة من أعقد عمليات الانتشار التي نظمتها القوات الجوية الأميركية على الإطلاق".

وقال: "صحيح أنه بإمكاننا تحريك القوات، والقدرات في جميع أنحاء العالم كما نريد، ولكن تجمع هذه القدرات معاً هو الأكثر أهمية".

وذكرت الشبكة أن "إف-22" طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، وهي أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم، إذ تضم تقنيات للتخفي، كما تستطيع الربط بين أنظمة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة، ونظم المعلومات الموجودة في أماكن أخرى، لإعطاء الطيارين عرضاً تفصيلياً من ساحة المعركة. 

رسالة قوية 

ومن جانبه، رأى الرئيس السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، كارل شوستر أن نشر هذا العدد الكبير من طائرات إف-22 للتدريب، "رسالة فورية" إلى الصين، في وقت تحتد فيه العلاقات حول مناطق التوتر في المحيط الهادئ، مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى أن عمليات النشر العادية لهذه الطائرة عادة ما تتكون من 6 إلى 12 طائرة فقط.

وتابع: "من خلال هذه الخطوة، فإن سلاح الجو الأميركي في منطقة المحيط الهادئ، يثبت قدرته على نشر عدد من طائرات الجيل الخامس مساوٍ لعدد ما تمتلكه الصين حالياً من هذه الطائرات، وربما أكثر مما تملكه، وذلك في غضون مهلة قصيرة فقط".

وأشار شوستر إلى أن القوات الجوية الصينية، لديها ما بين 20 و24 مقاتلة من الجيل الخامس، ولكن قدراتها، باتت تتحسن بوتيرة سريعة.

سلاح أول

ووفقاً لإحصاءات القوات الجوية الأميركية، فإن الولايات المتحدة لديها نحو 180 طائرة من طراز إف-22 في أسطولها الجوي، ولكن نحو نصف هذا العدد فقط لديه القدرة على القيام بالمهام في أي وقت، وذلك بسبب متطلبات الصيانة.

ولذلك فإن الولايات المتحدة، سترسل نحو 25% من طائراتها الفاعلة من هذا الطراز إلى التمرينات التي ستعقد في المحيط الهادئ، وفقاً لـ"سي إن إن".

واعتبر التقرير أن قدرة الطائرات من نوع "إف-22" على التهرب من الرادارات، يعني أنها ستكون من بين الأسلحة الأولى المستخدمة في أي صراع.

تأهب أميركي

ونقلت عن الضابط السابق في القوات الجوية الأسترالية، والمحلل الحالي في معهد "جريفيث آسيا"، بيتر لايتون، قوله: "تتمرن الولايات المتحدة بنشاط الآن على عمليات الانتشار التي ستقوم بها في حال حدوث أزمة كبيرة أو حرب، وذلك لأنها تأخذ الصين على محمل الجد، وتطور قواتها وتدريباتها، لتكون قادرة على التحرك بسرعة إلى مواقعها".

ويرى لايتون أن استخدام الطائرة إف-22 في التدريبات، يبرز قدرة سلاح الجو الأميركي على تحمل الصعوبات، لأن "هذه المقاتلة واحدة من أكثر الطائرات صعوبة، للمشاركة في هذا النوع من التدريبات، وذلك من حيث طبيعة المهمة، والقدرة على توفير الصيانة اللازمة".

وقال: "إذا كان بإمكانك القيام بمثل هذه التدريبات باستخدام إف-22، فإن القيام بذلك باستخدام أي طائرة قتالية أميركية أخرى سيكون أمراً سهلاً".

وتابع لايتون: "نجاح هذا التدريب سيكون له قيمة رادعة تجاه الصين، ففي حين أنه يعد مجرد تدريب، إلا أنه يتضمن الأساليب والعمليات والإجراءات نفسها التي ستكون حاسمة في العمليات الحقيقية التي قد تنطلق من اليابان أو أي مكان آخر، وبالنسبة للمخططين العسكريين الصينيين، فإن هذا التدريب، يعني أنه من الممكن نشر القوات من طراز إف-22 في أي مكان حول محيط الصين".

أكثر فتكاً وتكيفاً

ووفقاً لبيان صادر عن القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ، فإن هذه التدريبات تهدف إلى دعم استراتيجية الدفاع الوطني الأميركي لعام 2018، والتي دعت الجيش إلى أن يكون "أكثر فتكاً وتكيفاً ومرونة".

وتابعت الشبكة "ستقوم القوات الجوية الأميركية، في باسيفيك آيرون، بالمشاركة في التمارين في مطارات أصغر وأقل تطوراً، من المطارات التي اعتادت على التحرك منها، مثل مطار "تينيان" الدولي في جزيرة ماريانا الشمالية، أو مطار "وون بات" الدولي في غوام، أو "نورث ويست فيلد"، وهو مطار بعيد منفصل عن قاعدة أندرسن الجوية.

كما يمكن تطبيق الدروس المستفادة من هذا التمرين، على التحرك من المطارات الأصغر في الجزر المحيطة بغرب المحيط الهادئ، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة عدد الأهداف، التي قد تحتاج صواريخ العدو إلى تدميرها، ما يمنح القوات الجوية الأميركية "فرصة أفضل للرد".