هل وضعت "طالبان" عبد الله عبد الله وحامد كرزاي رهن الإقامة الجبرية؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس مجلس المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، في اجتماع مع أعضاء وفد من حركة طالبان، 19 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس مجلس المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، في اجتماع مع أعضاء وفد من حركة طالبان، 19 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

تداولت وسائل إعلام دولية أنباء متضاربة، بشأن وضع حركة طالبان للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، تحت الإقامة الجبرية، في وقت لم تصدر طالبان أي إعلان عن وضعهما.

وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلاً عن مصادر بأن طالبان صادرت الأسلحة التي كان يحملها فريق الحماية الذي يرافق كرزاي بالإضافة إلى سياراته، الأمر الذي دفعه للانتقال والإقامة مع عبد الله عبد الله، الذي بدوره قامت طالبان بتفتيش منزله، وسحب أسلحة مرافقيه وسياراتهم.

بالمقابل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن وزير المالية الأفغاني السابق عمر زاخيلوال، أن "كرزاي بقي في مقر عبد الله 12 يوماً، وبحراسة من طالبان مخافة تعرضهما لاعتداء من قبل عناصر تنظيم داعش"، مضيفاً أن "كرزاي عاد إلى بيته، فيما لم يغادر عبد الله منزله منذ 15 أغسطس".

كاميليا انتخابي فرد، رئيسة تحرير صحيفة "إندبندنت فارسي" قالت لـ"الشرق" نقلاً عن مصادر مقربة من رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، إنه لم يُشاهَد في الفترة الأخيرة في الأماكن العامة، مرجحين فرضية أن يكون ممنوعاً من مغادرة منزله، من قب حركة طالبان.

وأشارت إلى عدم وجود أي قوات تابعة لحركة طالبان "داخل المنزل أو خارجه"، مضيفةً أن عبد الله عبد الله "ما زال يحتفظ بفريقه الأمني" وأنهم "مسلحون".

قيود غير معلنة

وأكدت رئيسة تحرير "إندبندنت فارسي"، وهي خبيرة في الشأن الأفغاني، وجود "قيود على حركة عبد الله عبد الله"، قائلةً إنه "لم يلتقِ أي شخص علناً منذ أكثر من 10 أيام. كما أن حركة طالبان لم تعد تسمح لأعضائها بزيارته في البيت".

وأشارت إلى أن "طالبان لم تعلن أنها وضعت عبد الله عبد الله رهن الإقامة الجبرية، لكن بكل تأكيد هناك تضييق على من يمكنهم زيارته في بيته"، مضيفة أن عبد الله "يجري كل اتصالاته عبر الهاتف".

وبالنسبة للرئيس السابق حامد كرزاي، توضح كاميليا أنه "غادر بيت عبد الله إلى منزله"، ولكنها لا تعلم إن كان "كرزاي يخضع للإجراءات التي يخضع لها عبد الله"، رغم أنه "لم يُشاهَد أيضاً في الأماكن العامة في الفترة الأخيرة.

احتمال توجيه اتهامات

وأوضحت كاميليا انتخابي فرد، أن لدى طالبان مخاوف كبيرة من قدرة عبد الله على التأثير، بالنظر إلى أنه قائد سابق للتحالف الشمالي المناهض لطالبان، ويعتبر أيضاً "مقرباً" من "جبهة المقاومة" في بنجشير، التي رفضت الخضوع لحكم الحركة.

ولفتت إلى أن طالبان رفضت مبادرة الوساطة التي قدمها عبد الله عبد الله، من أجل تجنب الحرب مع جبهة المقاومة في بنجشير، مؤكدةً أن الحركة لا تريده أن يلعب أي دور في مرحلة انتقال السلطة، أو ضمن الحكومة المقبلة.

ورجحت الخبيرة في الشأن الأفغاني أن القيود المفروضة على عبد الله عبد الله وحامد كرزاي "قد تنتهي بتوجيه تهم إليهما"، من قبيل "سوء الإدارة" خلال شغلهما مناصبهما السابقة.

ولفتت إلى أن الحركة قد تقدم على هذه الخطوة، بهدف تبرير رغبتها في منعهما من السفر خارج البلاد، أمام المجتمع الدولي، خصوصاً أنها تعهدت بضمان حرية السفر لجميع الأفغان.

محادثات متوقفة

والتقى وفد من حركة طالبان، برئاسة أنس حقاني عضو المكتب السياسي، الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وفضل الهادي مسلم يار رئيس مجلس الشيوخ، وعبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة، من أجل "طمأنتهم"، وذلك بحسب ما أعلنت الحركة يوم 19 أغسطس الماضي.

وقرر عبد الله عبد الله وحامد كرزاي، البقاء في البلاد بعد دخول طالبان العاصمة كابول، ودعوا طالبان لتشكيل حكومة تشمل قطاعات الشعب الأفغانية الإثنية والقبلية.

وبعد مقابلات أولية مع ممثلي طالبان الشهر الماضي، توقفت الاتصالات ولم يظهر أي شيء جوهري أو رسمي، بحسب ما نقلت "واشنطن بوست" عن أشخاص على معرفة بالأمر.

ويستبعد محللون ومسؤولون أن يُعين أي من كرزاي وعبد الله في مراكز حكومية بارزة، وربما احتفظا بمواقع استشارية للحكومة، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن كرزاي وعبد الله، قد يكونان مفيدين لطالبان في نزع فتيل المشاكل والنزاعات، ولكن قلة تعتقد أنهما سيمارسان تأثيراً على الحكومة التي ستعلن عنها طالبان. 

اقرأ أيضاً: