روسيا: الغرب مستعد للتضحية بأوكرانيا لسحقنا.. وجويتريش": الغزو إهانة لضميرنا

time reading iconدقائق القراءة - 7
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 22 فبراير 2023 - REUTERS
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 22 فبراير 2023 - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الغرب بأنه مستعد للتضحية بأوكرانيا وبالعالم النامي من أجل إلحاق الهزيمة بروسيا، فيما ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش بـ"الغزو الروسي لأوكرانيا"، واصفاً إياه بأنه "إهانة لضميرنا الجماعي".

وقال نيبينزيا خلال اجتماع خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين "يتجاهلون النازية الجديدة في أوكرانيا" لاستخدام هذا البلد وسيلة لسحق روسيا.

وشدّد على أن دول الغرب "ترغب بإلحاق الهزيمة بروسيا بشتى الطرق الممكنة"، متهماً هذه الدول بأنها مستعدة في هذا الإطار "ليس فقط للتضحية بأوكرانيا بل لإغراق العالم بأسره" في الحرب.

وتابع: "هم يتنافسون بين بعضهم البعض في عدد العقوبات المفروضة على بلادي، في حين أن هذه العقوبات تلحق في الواقع الضرر الأكبر بالعالم النامي".

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الهدف من ذلك في نهاية المطاف هو "الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها. هم لا يريدون أن يرتقي أحد إلى مستوى حكم الكوكب".

جاءت تصريحات نيبينزيا خلال افتتاح جلسة نقاش بشأن مشروع قرار تدعمه كييف وحلفاؤها ويدعو روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا فوراً ودون شروط، ويحضّ على التوصل إلى سلام "عادل ومستدام" يضع حداً للحرب المستمرة منذ عام.

جوتيرش: عواقب خطيرة

في شأنٍ ذي صلة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش في الجلسة، إن "الذكرى السنوية الأولى لبدء غزو روسيا لأوكرانيا تُشكل محطة قاتمة للشعب الأوكراني وللمجتمع الدولي. هذا الغزو هو إهانة لضميرنا الجماعي".

وشدّد على أن "العواقب المحتملة لتصعيد النزاع تشكل خطراً جلياً وقائماً"، في إشارة إلى المخاطر المرتبطة بـ"التهديدات الضمنية" باللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية والأنشطة العسكرية "غير المسؤولة" في محيط مفاعلات نووية.

وتابع: "حان الوقت للابتعاد عن حافة الهاوية".

مشروع قرار لـ"السلام"

كانت حوالي 60 دولة قدمت مشروع قرار "يُؤكد ضرورة التوصل في أقرب وقت إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وسيُطرح النص للتصويت في نهاية المناقشات، التي تستمر حتى الخميس على الأقل. وعلى غرار قرارات سابقة، يؤكد النص من جديد "التمسك" بـ"وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ويطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى "وقف القتال".

لكن النص لا يُشير إلى خطة السلام المكوّنة من 10 نقاط والتي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في نوفمبر الماضي.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن أوكرانيا التي طرحت الخطة في مرحلة أولى، تخلّت عنها في محاولة للحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات، إلى جانب أنها تأمل في جمع عدد من الأصوات يُعادل على الأقل تلك التي جمعت في أكتوبر، عندما صوتت 143 دولة لصالح قرار يدين ضم روسيا مساحات من أراضيها.

وقال دبلوماسي أوروبي: "توصلنا إلى نص يُحاول فعلاً توحيد المجتمع الدولي، ويكون متجانساً وإيجابياً قدر الإمكان".

وأضاف أنه بعد مرور عام على الغزو، سيكون أيضاً رسالة تُبلغ روسيا بأنها "لا تستطيع تحقيق أهدافها بالقوة"، مُعتبراً أنه إذا شعرت موسكو "بالعزلة فعلاً فسيكون الضغط في مرحلة ما أكبر من أن تقاومه".

ليست "غرب ضد روسيا"

لكن عشية بدء هذه الجلسة التي سيحضرها عدد من الوزراء بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في خطاب طغت عليه مشاعر العداء للغرب وأعاد للذاكرة لمحات من الحرب الباردة، بمواصلة هجومه "بشكل منهجي" في أوكرانيا.

وفي ردّه على تصريحات السفير الروسي لدى الأمم المتحدة التي اعتبر فيها أن الغرب مستعد للتضحية بأوكرانيا وبالعالم النامي من أجل إلحاق الهزيمة بروسيا، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن هذه الحرب ليست قضية "غرب ضد روسيا".

وشدّد بوريل على أن "هذه الحرب غير المشروعة تخص العالم بأسره: الشمال والجنوب والشرق والغرب".

وفي هذا السياق، أشارت الصين "القلقة جداً" من الصراع الذي "يخرج عن السيطرة"، إلى أنها تريد تقديم اقتراح قريباً لإيجاد "حل سياسي" للحرب.

وعلى غرار الهند، امتنعت الصين عن التصويت في الأمم المتحدة على النصوص المتعلقة بأوكرانيا.

"محاسبة مرتكبي الجرائم"

من جهة أخرى، يدعو القرار الذي ستُناقشه الجمعية العامة الأربعاء والخميس، إلى "إطلاق ملاحقات" قضائية على المستويين الوطني والدولي، لكي "يُحاسَب مرتكبو الجرائم في أوكرانيا على أفعالهم".

لكن النص لا يُشير تحديداً إلى تشكيل محكمة خاصة تُطالب بها كييف لمحاكمة المسؤولين عن العدوان الروسي.

والأربعاء، دعت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا إلى تشكيل هذه المحكمة.

وفي رسالة عبر الفيديو خلال جلسة خاصة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا عُقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قالت زيلينسكا: "لسنا الوحيدين الذين يحتاجون إلى هذه المحكمة، إنها للعالم أجمع لكي لا يتكرر ما يحدث".

وأضافت: "أعتقد أنكم توافقون جميعاً على أنه بمعزل عن البلد أو الجنسية، من حقكم ألا تُقتلوا في منازلكم".

وتابعت: "لكن الأوكرانيين يُقتلون منذ عام تحت أنظار العالم أجمع في مدنهم وقراهم وشققهم ومستشفياتهم ومسارحهم"، مُشددة على حق أوكرانيا في "الدفاع عن نفسها".

وحصلت القرارات الثلاثة المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا، والتي صوتت عليها الجمعية العامة منذ عام على 140 إلى 143 صوتاً، فيما صوّتت 5 دول بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا)، وامتنع أقل من 40 بلداً عن التصويت.

لكن قراراً رابعاً مختلفاً قليلاً ينص على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان لم يُحقق توافقاً بالدرجة نفسها في أبريل، إذ حصل على تأييد 93 بلداً فقط، مقابل 24 دولة صوّتت ضدّه، و58 دولة امتنعت عن التصويت.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات