"الذهب السائل".. ما هي شجرة الأرجان التي تعتزم الجزائر تطوير زراعتها؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
ثمار شجرة الأرجان بمزرعة بالقرب من تندوف بالجزائر - REUTERS
ثمار شجرة الأرجان بمزرعة بالقرب من تندوف بالجزائر - REUTERS
دبي-الشرق

أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قراراً بتطوير إنتاج شجرة الأرجان، في مناطق الجنوب الغربي والهضاب العليا الغربية، وتأسيس مركز وطني لتطوير زراعتها.

وأكد في اجتماع لمجلس الوزراء الجزائري، بحسب بيان للرئاسة أهمية قضية الزراعة في البلاد، معتبراً إياها "قضية مصيرية للأمة، ومسألة كرامة وطنية"، مشدداً على أن الجزائر تملك الإمكانات اللازمة للتقدم في هذا المجال.

فما هي شجرة الأرجان وما أهميتها الاقتصادية؟

يتركز تواجد شجرة الأرجان أو (الأركان) النادرة في سهل سوس جنوب غربيّ المغرب، وكذلك بمنطقة تندوف بجنوب غربيّ الجزائر وبعض المناطق بفلسطين.

وتعرف شجرة الأرجان بـ"لوز البربر" نسبة إلى شكل بذورها القريبة من اللوز، وهي شجرة نادرة يتراوح طولها بين 8 إلى 10 أمتار وتصل دورة حياة الشجرة لـ200 عام تقريباً، ويصل قطر أغصانها أو ما يعرف بـ"التاج)، إلى حوالي 70 متراً وتتجه أغصانها نحو الأرض.

ومن أبرز ما ينتج منها هو زيت الأرجان الذي يعرف باسم "الذهب السائل"، ويدخل في صناعات غذائية وتجميلية ضخمة ويباع بأسعار مرتفعة ويدخل في مستحضرات البشرة والشعر والتجميل، بالإضافة لاستخدامه في بعض الأكلات لما له من فوائد صحية.

يتراوح حجم أوراقها بين 2 إلى 4 سم وهي طويلة وبيضاوية أما زهورها فصغيرة الحجم ولها 5 بتلات صفراء.

رمز المناطق الجافة

وتعد شجرة الأرجان رمزاً للمناطق الصحراوية والجافة، ويصل تاريخها لملايين السنين، وهي تعرف بمقاومة الجفاف ودرجات الحرارة العالية إذ أن احتياجها للماء ضئيل.

وتكمن قيمة شجرة الأرجان في ثمرتها الصفراء التي يستخرج منها بذرة زيت الأرجان التي تنمو داخل الغلاف الصلب للثمرة ويستخرج الزيت منها عبر طريقة العصر على البارد.

وبعد جمع الثمار يتم تجفيفها تحت الشمس ومن ثم حفظها بعيداً عن أشعة الشمس، وإذا حفظت الثمار بشكل مناسب يمكن لها أن تبقى لمدة ٥ سنين.

فوائد غذائية وتجميلية

تستخدم القشرة الخارجية كعلف للماشية فيما يتم طحن البذرة التي تشبه اللوز في إنتاج زيت الأرجان ويتم إنتاج زيت معد للأكل وزيت لأغراض تجميلية وصيدلية.

وبحسب "منظمة المجتمع العلمي العربي"، يتميّز زيت الأرجان المعد للأكل بلونه البنّيّ الداكن (بسبب تحميص لوزِه قبل استخلاص الزيت منه)، وطعم قوي. 

كما يعتبر زيت الأرجان الغذائي أهم مادة لتحضير آملو (وهو خليط من اللوز المسحوق وزيت الأركان محلى بالعسل أو بالسكر).

فيما يتميز زيت الأرجان المستخدم لأغراض تجميلية بلونه الأصفر الذهبي، وله رائحة مميَّزة وخفيفة، وذلك راجع الى استخلاص الزيت من نواة الأرجان مباشرة دون تحميص هو ما يحفظ للزيت كامل عناصره الغذائية والطبية.

وبحسب مجلة "هيلث لاين"، الطبية فإن زيت الأرجان له عدة فوائد من بينها احتواءه على العناصر الغذائية الأساسية، ومضادات الأكسدة وخواص مضادة للالتهابات، كما يحتوي على أحماض ودهون تساعد على تحسين صحة القلب.

كما يستخدم زيت الأرجان لمعالجة بعض مشكلات البشرة والشعر، ويستخدم في منتجات عدة لتقليل تجاعيد الوجه وعلامات تمدد الجسم.

الأرجان.. "تنمية مستدامة"

ووفقاً لموقع الأمم المتحدة، وفي مقال حول اليوم العالمي للاحتفال بشجرة الأرجان (يوافق 10 مايو من كل عام)، ذكر أن دور الأرجان يبرز في زيادة المرونة وتحسين التكيّف مع المناخ وتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة - الاقتصادية والاجتماعية والبيئية - على المستوى المحلي.

وقال إن الممارسات المتعلقة بالأرجان وقطاع الإنتاج المستدام للأرجان يسهمان في التمكين الاقتصادي والإدماج المالي للمجتمعات المحلية، ولا سيما النساء اللائي يعشن في المناطق الريفية. وغيرها من المنظمات الزراعية المدعومة من المجتمعات المحلية والعاملة في مجال الأرجان تقوم بدور أساسي في تعزيز فرص العمل المحلية ويمكن أن تؤدي دوراً هاماً في الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وفي القضاء على الفقر.

وأضاف موقع الأمم المتحدة: "النظام الفريد القائم على زراعة الغابات والمراعي لا يستخدم إلّا الأنواع المتكيفة محلياً وأنشطة الرعي ويعتمد على إدارة التقليدية للمياه بطريق خزانات مياه الأمطار المحفورة في الصخور، وهو ما يساهم بالتالي في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيّف معه، فضلاً عن الحفاظ على التنوع البيولوجي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات