يخطط رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي للقاء رئيسة تايوان تساي إنج وين، في الولايات المتحدة، خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما ذكر مصدران لوكالة "رويترز"، وهو ما قد يحل محل خططه السابقة لزيارة الجزيرة.
وقال المصدران إن تساي تلقت دعوة لإلقاء خطاب في "مكتبة رونالد ريجان الرئاسية" خلال مرورها بكاليفورنيا، في زيارتها المخططة إلى أميركا الوسطى، ورجحا أن تلتقي مكارثي خلال هذه الزيارة.
لكن وزير الدفاع التايواني تشوي كو-تشينج قال، الثلاثاء، إنه ليس لديه علم بما إذا كانت تساي إينج ستلتقي مكارثي.
وأشار أحد المصدرين إلى أنه في حال جرى اللقاء داخل الولايات المتحدة، في أبريل على الأرجح، فإن "هذا لا يعني بالضرورة استبعاد زيارة مكارثي لتايوان في المستقبل".
ولم يرد مكتب مكارثي على طلب التعليق بشأن الزيارة، وما إذا كان اللقاء المخطط يمثل "محاولة لتفادي تأجيج التوترات مع الصين"، والتي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في أغسطس إلى الجزيرة.
تجنب الرد الصيني
وفي مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الاثنين، رفض مكارثي الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كان يعتزم زيارة تايوان، قائلاً إنه سيعلن عن خطط الزيارات عندما تكون جاهزة لديه.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، الاثنين، بأن إجراء المقابلة في الولايات المتحدة يأتي تجنباً لرد عسكري عنيف من الصين، فيما تتصاعد التوترات بين بكين وواشنطن.
وذكرت أربعة مصادر أخرى لـ"رويترز"، بينهم مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين، أن كلا الطرفين "يشعران بقلق عميق" من أن تفاقم زيارة مكارثي التوترات عبر مضيق تايوان "إلى درجة خطيرة"، في الوقت الذي تتحضر فيه الجزيرة لإجراء انتخاباتها الرئاسية في وقت مبكر من العام المقبل.
ولم ترد "مكتبة ريجان الرئاسية" والسفارة الصينية في واشنطن على طلبات "رويترز" للتعليق، فيما قالت الممثلية التايوانية في واشنطن، لدى سؤالها عن لقاء رئيس مجلس النواب الأميركي رئيسة تايوان، إنها "ليس لديها أية معلومات لمشاركتها".
وأضافت: "بشكل عام، تجري الترتيبات الخاصة بزيارات الرئيسة تساي إلى حلفاء تايوان الدبلوماسيين، ومرورها عبر الولايات المتحدة وفقاً للممارسات المعتادة".
"تايوان خط أحمر"
وفي بكين، قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن تايوان هي الخط الأحمر الأول للصين الذي لا يجب على الولايات المتحدة تجاوزه، معيداً التأكيد أن بلاده تحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق هدف "إعادة التوحيد" مع الجزيرة.
وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن "طريقة حل مسألة تايوان هي قضية تخص الشعب الصيني، وليس لأي دولة أخرى الحق في التدخل". وتابع: "سنواصل فعل ما بوسعنا من أجل التوحيد السلمي مع تايوان، مع الاحتفاظ بخيار اتخاذ كل الإجراءات الضرروية".
وشدد على أن "التهديد الحقيقي للاستقرار في مضيق تايوان، هي القوى المؤيدة للاستقلال في الجزيرة".
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الصينية معارضة بكين الصارمة لصفقة أسلحة أميركية محتملة إلى تايوان، قائلة إن على واشنطن وقف مبيعات الأسلحة والاتصالات العسكرية مع الجزيرة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، أعلنت، الخميس، موافقة واشنطن على صفقة أسلحة بقيمة 619 مليون دولار إلى تايوان، تشمل صواريخ لأسطولها من مقاتلات "F-16".
ولدى الرؤساء التايوانيين، ومن بينهم تساي، "سجلاً حافلاً" من الزيارات إلى الولايات المتحدة، والتي أجريت في طريقهم إلى دول أخرى، برغم تجنب الحكومة الأميركية بوجه عام لقاء كبار المسؤولين التايوانيين في واشنطن.
زيارة بيلوسي لتايوان
وكانت نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، التقت تساي العام الماضي في تايوان، ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات التي أطلقتها الصين قبيل الزيارة.
وردت الصين بإجراء تدريبات عسكرية مكثفة حول الجزيرة، ما أثار مخاوف من أن تنفذ الصين تهديدها بالسيطرة على تايوان بالقوة "إذا دعت إلى ذلك الضرورة".
ومنذ ذلك الحين استقبلت تايوان موجة من المشرعين الأميركيين وانتشرت التكهنات بشأن ما إذا كان مكارثي سيذهب إلى تايوان خلال هذا العام.
والعام الماضي، أعرب مكارثي عن اهتمامه بزيارة تايوان في حال تبوأ مقعد رئاسة مجلس النواب، وهو ما حدث بالفعل في يناير بعد أن سيطر الجمهوريون على المجلس بعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر.
وعلى غرار معظم الدول، لا ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية رسمية بتايوان، ولكنها ملزمة بموجب القانون الأميركي بإمداد الجزيرة بالوسائل التي تمكنها من الدفاع عن نفسها. وطالما تمسكت واشنطن بسياسة "الغموض الاستراتيجي"، ما يعني أنها لا توضح ما إذا كانت سترد عسكرياً على أي هجوم على تايوان من عدمه.
رغم ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في سبتمبر إن القوات الأميركية "ستدافع عن تايوان في حال وقوع غزو صيني ضدها"، في أوضح تصريح له بشأن هذه القضية.