باتت الطاقة المتجددة للمرة الأولى مصدر الطاقة المهيمن في الشبكة الكهربائية في أوروبا، متجاوزة الوقود الأحفوري.
وفي عام شهد قيوداً، نتيجة فيروس كورونا المستجد، تقلص الطلب على الطاقة في كل أنحاء القارة، وجاء الانخفاض في العرض غالباً من الطاقة الأكثر تكلفة من الوقود الأحفوري، كما أفادت وكالة "بلومبرغ". وأضافت أن ذلك ساعد المصادر الخضراء للطاقة في نيل الحصة الكبرى من توليد التيار الكهربائي في الاتحاد الأوروبي، وهذا جزء سيواصل نموّه، مع سعي التكتل إلى تحقيق أهدافه في مكافحة الاحتباس الحراري.
ووَرَدَ في تقرير صدر الأسبوع الماضي أن على أوروبا مضاعفة نسبة التيار الكهربائي المُنتجة من مصادر متجددة، بحلول نهاية العقد، كي تحصل على فرصة لتحقيق هدفها في خفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري، بنسبة 55% على الأقلّ بحلول عام 2030، من مستويات عام 1990.
وأظهر تحليل لبيانات الشبكة، أعدّته منظمتا الأبحاث Ember وAgora Energiewende، أن مصادر الطاقة المتجددة أنتجت 38% من التيار الكهربائي في الاتحاد الأوروبي في عام 2020، مقارنة بـ 34% في عام 2019. وكان هذا كافياً لتجاوز توليد الطاقة من الوقود الأحفوري، للمرة الأولى، الذي انخفض إلى 37%. جاء ذلك بعدما أفادت بيانات بأن العام الماضي كان الأكثر اعتماداً على الطاقة النظيفة، لتوليد التيار الكهربائي في بريطانيا.
"نقطة تحوّل"
وقال ديف جونز، وهو محلل للتيار الكهربائي في Ember، وأبرز معدّي التقرير: "في بداية عقد من جهد مناخي عالمي، يشكّل بلوغ أوروبا نقطة التحوّل هذه في الطاقة الخضراء أمراً مثيراً للإعجاب. النموّ السريع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية أرغم الفحم على التراجع، ولكن هذه مجرد بداية".
وزاد توليد التيار الكهربائي من الرياح والطاقة الشمسية بنحو 10% مقارنة بعام 2019، فيما انخفض إنتاج الفحم بنسبة 20%، إلى نحو نصف المستوى الذي كان عليه قبل 5 سنوات. كذلك انخفض توليد التيار الكهربائي من الغاز بنحو 4%، لكنه بقي أعلى بنسبة 12% من متوسّط توليد التيار من الغاز في السنين العشر الماضية.
تراجع الطاقة النووية
وأدى التحوّل عن الفحم إلى خفض كثافة الكربون في الطاقة بأوروبا، بنسبة 29% في السنوات الخمس الماضية. ويمكن أن يتسارع ذلك، إذا كان الاتحاد الأوروبي قادراً على توسيع جهوده للتخلّي عن استخدام الكربون، وإبدال الغاز بالطاقة المتجددة.
وكان من الممكن أن تكون هذه الكثافة أقلّ من ذلك، لولا تراجع شهده قطاع الطاقة النووية في التكتل. وانخفض توليد التيار الكهربائي من محطات الطاقة النووية بنسبة 10% في عام 2020، وهذا أضخم انخفاض في خلال 30 سنة على الأقلّ.
وعانت مصانع فرنسية وبلجيكية من انقطاعات، كما أُغلقت محطتان نوويتان ضخمتان في ألمانيا والسويد، في أواخر عام 2019. وسيستمرّ تراجع توليد التيار الكهربائي منخفض الكربون من الطاقة النووية، إذ تتخلّص منه دول في شبكاتها الكهربائية.