مواجهات "الأقصى" تربك المشهد السياسي في إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 5
إخلاء جريح من المسجد الأقصى عقب مواجهات بين الفلسطينين والقوات الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس. 17 أبريل 2022. - REUTERS
إخلاء جريح من المسجد الأقصى عقب مواجهات بين الفلسطينين والقوات الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس. 17 أبريل 2022. - REUTERS
القدس- رويترز

استمرت، الأحد، الاشتباكات التي أججت التوتر في القدس خلال شهر رمضان الجاري، ما أدى إلى اعتقال 18 فلسطينياً، وزيادة الضغوط على الائتلاف الحاكم في إسرائيل، عقب تعليق "القائمة العربية الموحدة" عضويتها في الحكومة حتى انتهاء العطلة الحالية للكنيست، في خطوة قالت "هيئة البث الإسرائيلية" عنها إنه لا "انعكاسات سياسية لها".

وأفادت "هيئة البث"، بأن أعضاء مجلس شورى "الحركة الإسلامية" في إسرائيل، صادقوا على قرار يقضي بتجميد عضوية "القائمة العربية الموحدة" في الائتلاف الحكومي.

وكانت الحكومة قد خسرت أغلبيتها الضيّقة في الكنيست (البرلمان) هذا الشهر نتيجة استقالة نائبة يهودية متشددة. ويجمع الائتلاف الحاكم مزيجاً متبايناً إيديولوجياً من أحزاب يسارية وقومية يهودية متشددة وأحزاب دينية بالإضافة إلى "القائمة العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس.

وقالت "القائمة العربية" في بيان، إنها قررت تعليق عضويتها في الحكومة بسبب تعامل إسرائيل مع أحداث العنف في المسجد الأقصى"، مهددة بالاستقالة "إذا استمرّت الحكومة بخطواتها التعسّفيّة بحق القدس وأهلها".

من جهتها، نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مصادر في "القائمة المشتركة" قولها إن خطوة "القائمة الموحدة بهلوانية، وتأتي إفساحاً للمجال أمام القائمة العربية لمواصلة البقاء في الائتلاف الحكومي الحالي بعد انتهاء عطلة الكنيست". 

ولكن النائب في القائمة الموحدة وليد طه قال إنه "غير متفائل" من فرص بقاء القائمة داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل.

ويسيطر تحالف رئيس الحكومة نفتالي بينيت على 60 مقعداً من أصل 120 في البرلمان، لدى القائمة العربية 4 مقاعد منها، بعدما كان لديه الأغلبية البسيطة (61 مقعداً) قبيل استقالة عيديت سيلمان منه.

مواجهات

وأصيب 19 فلسطينياً و7 إسرائيليين خلال مواجهات بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين، الأحد، في باحة المسجد الأقصى ومحيطها، فيما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "الحرية الكاملة" لقوات الأمن، كما طالبت الرئاسة الفلسطينية الشعب بـ"شد الرحال" للمسجد للدفاع عنه، وسط تنديد عربي باستفزازات إسرائيل.

ووصف مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني الوضع في المسجد وباحاته وحتى خارجه بأنه "مزرٍ"، قائلاً لوسائل الإعلام إن "أكثر من مئتين من أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية، اعتدوا على المصلين وأخرجوهم بالقوة وتم تقطيع أسلاك مكبرات الصوت".

وأضاف الكسواني أنه "تم اعتقال عدة شبان ومحاصرة المتواجدين بالمصلى القبلي وإطلاق الرصاص المطاطي على من بداخله من الشبابيك التي تم تكسيرها الجمعة".

وأكدت خدمة إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تسجيل "19 إصابة خلال المواجهات المندلعة"، موضحة أنه "تم نقل 5 مصابين إلى المستشفى".  

من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان الأحد، إن "مئات المتظاهرين الفلسطينيين وبعضهم ملثمون جمعوا حجارة وخزنوها، تمهيداً لاستخدامها في المواجهات قبيل بدء زيارات يهود لباحة المسجد"، لافتةً إلى أن أنها "تعمل على إبعاد المحتجين وتواصل التحرّك ضد المخالفين للقانون ومثيري الشغب للحفاظ على الأمن والسلم العام"، وفق تعبيرها. 

وأضافت في بيان منفصل لاحقاً، أنها "ألقت القبض على 18 شخصاً يشتبه بأنهم ألقوا الحجارة والألعاب النارية وغيرها .. على الشرطة والمدنيين". وذلك بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحاً بين الطرفين.

ويتزامن التصعيد في المسجد الأقصى مع احتفالات عيدي الفصح اليهودي والمسيحي وشهر رمضان لدى المسلمين.               

وتزامناً مع ذلك، طالبت الرئاسة الفلسطينية الشعب بـ"شد الرحال" للمسجد الأقصى للدفاع عنه، والتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ونقلت "وفا" عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قوله إن "تصريحات بينيت مرفوضة تماماً، وهي محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك".

وأضاف أبو ردينة "نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأميركية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها".

وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات