تقرير أممي: وفاة امرأة كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة

time reading iconدقائق القراءة - 9
برازيلية حامل في شهرها السادس تعرض صور موجات فوق صوتية لابنتها في ساو باولو جنوب شرقي البرازيل. 15 سبتمبر 2022 - REUTERS
برازيلية حامل في شهرها السادس تعرض صور موجات فوق صوتية لابنتها في ساو باولو جنوب شرقي البرازيل. 15 سبتمبر 2022 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

حذّرت الأمم المتحدة في تقرير صدر الخميس، من أنّ معدلات وفيات الأمهات المرتبطة بالحمل والولادة، ارتفعت أو ظلت بالمستوى ذاته في جميع المناطق تقريباً في أنحاء العالم خلال 2020، ما يُمثل "انتكاسة كبيرة" في الجهود العالمية لمكافحة المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.

وأظهر التقرير، الذي يتتبع وفيات الأمهات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي من عام 2000 إلى عام 2020، أن هناك ما يقدر بنحو 287 ألف حالة وفاة بين الأمهات في جميع أنحاء العالم في عام 2020. مقارنة بـ309 ألف حالة وفاة في عام 2016.

وفي حين يعرض التقرير بعض التقدم الملحوظ في الحد من وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2015، إلا أن المكاسب توقفت إلى حد كبير، أو حتى انعكست في بعض الحالات، بعد تلك الفترة الزمنية.

ففي أوروبا وأميركا الشمالية، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ ارتفع معدل وفيات الأمهات من 2016 إلى 2020، بنسبة 17٪ و15٪ على التوالي، فيما ظل المعدل كما هو في أماكن أخرى.

وشهدت أستراليا ونيوزيلندا ووسط وجنوب آسيا انخفاضاً كبيراً (بنسبة 35% و16% على التوالي) في معدلات وفيات الأمهات خلال نفس الفترة.

تقدم عربي

وأحرزت المملكة العربية السعودية تقدماً في الحد من وفيات السيدات الحوامل في الفترة ما بين عامي 2000 2010؛ إذ انخفضت النسبة من 22 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2000 لتصل إلى 17 حالة وفاة في عام 2005؛ و15 حالة وفاة في عام 2010 ثم ارتفعت أعداد الوفاة لتصل إلى 16 حالة وفاة في عام 2015 واستمر ذلك المعدل حتى عام 2020.

كما أحرزت مصر تقدماً كبيراً في الحد من وفيات الحوامل في الفترة ما بين عامي 2000 و2020؛ إذ انخفضت أعداد الوفيات من 79 حالة وفاة لسيدة أثناء الحمل بين كل 100 ألف ولادة حية في عام 2000 إلى 58 حالة وفاة في عام 2005 وصولًا إلى 38 حالة وفاة في عام 2010 و24 حالة وفاة في 2015 لتصل إلى 17 حالة وفاة بين كل 100 ألف ولادة حية في عام 2020.

ونجحت الإمارات العربية المتحدة في الحد من وفيات الحوامل في الفترة ما بين عامي 2000 و2010؛ إذ انخفضت أعداد الوفيات من 22 حالة وفاة لسيدة أثناء الحمل من بين كل 100 ألف ولادة حية في عام 2000 إلى 13 حالة وفاة في عام 2005 وصولًا إلى 9 حالات وفاة في عام 2010. ثم ثبت ذلك المعدل عند 9 حالات وفاة في أعوام 2015 و2020.

كما نجحت دولة قطر في الحد من أعداد الوفاة في الفترة ما بين 2000 إلى 2015. إذ بلغت أعداد وفيات الحوامل 28 حالة لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2000؛ وانخفضت إلى 19 حالة في عام 2005؛ و10 حالات في 2010؛ و7 حالات في عام 2015. ثم ارتفعت أعداد الحالات لتصل إلى 8 حالات في عام 2020.

وانخفضت نسبة حالات الوفاة في العراق من 117 حالة في عام 2000 إلى 76 حالة في عام 2020. كما انخفضت النسبة في المغرب من 244 حالة وفاة في عام 2000 إلى 72 حالة في عام 2020.

وفي سلطنة عُمان انخفضت الأعداد من 20 حالة وفاة في عام 2000 إلى 17 حالة وفاة في عام 2020.

وحافظت تونس على تقدم طيلة الفترة من 2000 إلى 2020؛ إذا انخفضت حالات الوفاة من 62 حالة إلى 37 حالة وفاة كل 100 ألف ولادة حية.

دول شهدت انتكاسات

وشهدت الولايات المتحدة الأميركية ارتفاعاً حاداً في أعداد الوفيات في الفترة ما بين عامي 2000، حيث كانت تبلغ 12 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، إلى 21 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2020

وتربعت فنزويلا على رأس الدول التي شهدت زيادات حادة في أعداد الوفاة في الفترة ما بين عامي 2000 (92 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية) و2020 (259 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية).

وشهد جنوب السودان أعلى نسب للوفاة في الفترة في عام 2000 (1678 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية) وفي عام 2020 (1223 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية).

وشهدت النرويج أقل معدلات الوفاة في الفترة في عام 2000 (6 حالات وفاة لكل 100 ألف ولادة حية) و2020 (2 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية).

أماكن النزاع والفقر

ولا تزال وفيات الأمهات تتركز إلى حد كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتضررة من النزاعات.

ففي عام 2020، كان نحو 70% من جميع وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وفي 9 بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة هي اليمن، والصومال، وجنوب السودان، والجمهورية العربية السورية، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، والسودان، وأفغانستان كانت معدلات وفيات الأمهات أكثر من ضعف المتوسط العالمي إذ وصلت إلى نحو 551 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية مقارنة بـ223 على مستوى العالم.

وتعيق الأوضاع الإنسانية الهشة، وحالات النزاع وما بعد النزاع والكوارث بشكل كبير التقدم نحو الأهداف العالمية للصحة والرفاه، بما في ذلك أهداف الحد من وفيات الأمهات، وفق التقرير.

أسباب الوفاة

ويعتبر النزيف الحاد، وارتفاع ضغط الدم، والعدوى المرتبطة بالحمل، ومضاعفات الإجهاض غير الآمن، والحالات الأساسية التي يمكن أن تتفاقم بسبب الحمل؛ مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا، من الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن كل هذه الأمور يمكن الوقاية منها وعلاجها إلى حد كبير من خلال الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة ومحترمة.

ويقول التقرير إن ما يقرب من ثلث النساء لا يخضعن لأربعة فحوصات سابقة للولادة من أصل 8 موصى بها أو يتلقين رعاية أساسية بعد الولادة، بينما تفتقر حوالي 270 مليون امرأة إلى وسائل تنظيم الأسرة الحديثة.

الرعاية الصحية

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، في بيان صحافي، إنه وعلى الرغم من أن الحمل يجب أن يكون وقتاً مليئاً بالأمل الهائل وتجربة إيجابية لجميع النساء "إلا أنه بشكل مأساوي لا يزال تجربة خطيرة بشكل صادم للملايين حول العالم الذين يفتقرون إلى الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة ومحترمة".

وأشار إلى إلى أن الإحصاءات الجديدة تكشف عن الحاجة الملحة لضمان حصول كل امرأة وفتاة على الخدمات الصحية الحيوية قبل الولادة وأثناءها وبعدها "وأن بإمكانهن ممارسة حقوقهن الإنجابية بالكامل".

معجزة ومأساة

المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل قالت إنه وبالنسبة لملايين الأسر "فإن معجزة الولادة شابتها مأساة وفيات الأمهات".

وأكدت أنه لا يجب أن تخاف أي أم على حياتها أثناء إنجاب طفلها إلى العالم "خاصة عندما توجد المعرفة والأدوات اللازمة لعلاج المضاعفات الشائعة. إن المساواة في الرعاية الصحية تمنح كل أم، بغض النظر عن هويتها أو مكان وجودها، فرصة عادلة في ولادة آمنة ومستقبل صحي مع أسرتها".

وأشار المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان بالبنك الدولي ومدير مرفق التمويل العالمي خوان بابلو أوريبي إلى إن التقرير يقدم "تذكيراً صارخاً آخر بالحاجة الملحة لمضاعفة التزامنا تجاه صحة النساء والمراهقين".

وأكد أنه "يمكننا إنقاذ الأرواح وتحسين الصحة والرفاهية وتعزيز الحقوق والفرص للنساء والمراهقين".

وشدد التقرير على ضرورة تسريع التقدم إلى حد كبير لتحقيق الأهداف العالمية للحد من وفيات الأمهات، أو المخاطرة بحياة أكثر من مليون امرأة بحلول عام 2030.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات