تونس.. احتجاجات ضد "منظومة الحكم" ومتظاهرون يهاجمون مقرات "النهضة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرة ترفع العلم التونسي خلال احتجاجات مناهضة للحكومة أمام مقر البرلمان في العاصمة تونس - 25 يوليو 2021 - AFP
متظاهرة ترفع العلم التونسي خلال احتجاجات مناهضة للحكومة أمام مقر البرلمان في العاصمة تونس - 25 يوليو 2021 - AFP
دبي-الشرقرويترز

شهدت العاصمة التونسية ومدن أخرى، الأحد، اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون الحكومة بالتنحي، وبحل البرلمان، فيما استهدف عدد من المحتجين مقرات حركة "النهضة" في عدد من المدن.

وذكرت وكالة "رويترز"، بأن هذه الاحتجاجات، تعتبر الأعنف في السنوات الأخيرة، وتستهدف "النهضة"، وهو أكبر حزب في البرلمان، وشارك في أغلب الحكومات بعد  الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.

وفي العاصمة تونس، وقرب مقر البرلمان بباردو، استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين، الذين ألقوا الحجارة ورددوا هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، وحل البرلمان.

وأشارت "رويترز" إلى أن مئات المتظاهرين، خرجوا في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل وصفاقس وتوزر. وفي سوسة، حاول المتظاهرون اقتحام المقر المحلي لـ"النهضة".

وأظهر فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، محتجين يضرمون النار في مقر "النهضة"، ويعبثون بمحتوياته في توزر بجنوب تونس.

وفي صفاقس أطلقت الشرطة قنابل الغاز، لتفريق حشود كبيرة من المحتجين حاولوا الوصول لمقر "النهضة". وأعقب ذلك مواجهات عنيفة في شوارع صفاقس مع المحتجين، الذين رددوا شعارات ضد "النهضة"، متهمين إياه بأنه المتسبب في ما آلت إليه الأوضاع من سوء.

وفي الكاف اقتلع محتجون لافتات من مقر حزب "النهضة" واحتجوا أمامه. وحتى الآن لم تعلق الحكومة على الاحتجاجات.

كما تجمع عدد من نشطاء المجتمع المدني أمام مقرّ الولاية، ورفعوا شعارات منددة بالحكومة وحركة "النهضة" وطالبوهم بالرحيل من المشهد السياسي، محمّلين الطبقة السياسية مسؤولية ما وصفوه بـ"التدهور الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات"، بحسب ما ذكرت إذاعة "موزاييك".

وفي قفصة، أشارت الإذاعة إلى تجمع عشرات المطالبين بتغيير الطبقة السياسية وحلّ البرلمان ومحاسبة الفاسدين، بحسب وصف المحتجين. 

وفي سيدي بوزيد، خرج عدد من نشطاء المجتمع المدني في مسيرة سلمية جابت الشارع الرئيسي، وتوقفت أمام مقرّ بلدية المكان، حيث رفع المحتجون شعارات مناوئة للحكومة، وأخرى تطالب بحلّ البرلمان ومحاسبة من وصفوهم بالضالعين في تفشي فيروس كورونا.

كما قام مواطنون وبعض نشطاء المجتمع المدني في جندوبة بوقفة احتجاجية أمام مقرّ الولاية احتجاجاً على الوضع الصحي والسياسي والاجتماعي، الذي تمرّ به البلاد عامة والولاية بصفة خاصة، وفقاً للمصدر نفسه.

وفي القيروان، حاول عدد من المحتجين اقتحام مقر حركة "النهضة"، مرددين شعارات ضد رئيسها راشد الغنوشي، قبل أن يتم منعهم من قبل العناصر الأمنية.

وطالب المحتجون بضرورة حلّ البرلمان ومحاسبة الفاسدين وتشغيل الشباب، محمّلين المسؤولية التامة في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبرلمان وخاصة رئيسه، ورئيس الحكومة هشام مشيشي.

النهضة: الرسالة وصلت

وقال ماهر مذيوب مساعد رئيس البرلمان، والقيادي في "النهضة" لـ"رويترز"، إن "رسالة المحتجين الغاضبين وصلت"، مضيفاً أن "العنف وأعمال التخريب مرفوضة".

وأفادت النهضة في بيان، أنها "تدين هذه العصابات الإجرامية، التي يتم توظيفها من خارج حدود البلاد، وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب".

وذكرت "رويترز" بأنه على غير العادة، لم تتبن الأحزاب السياسية الاحتجاجات، ولم تدعمها، وجاءت بدعوة من ناشطين على شبكات التواصل، تزامناً مع ذكرى عيد الجمهورية، الأحد.

وتزيد الاحتجاجات الضغط على الحكومة، التي تشهد صراعاً سياسياً مع الرئيس قيس سعيد، وسط أزمة مالية تلوح في الأفق، وفي ظل تصاعد مستمر منذ أسابيع في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وزيادة الوفيات بـ"كوفيد-19".

"مؤسسات الدولة مفككة"

نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية في تونس)، الأحد، انتقد أداء الحكومة في التعامل مع الأزمة التي تعانيها البلاد، وذلك في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة والبرلمان وحركة "النهضة" شهدتها عدة مدن.

وقال  إن "مؤسسات الدولة مفككة وأصبحت أسرارها ومراسلاتها الداخلية الرسمية منشورة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفاً: "ليس هكذا تدار الدولة"

وشدد في تصريحات بمناسبة الذكرى الثامنة لاغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، نشرتها صفحة الاتحاد على "فيسبوك"، على أنه "لا يمكن الانتظار، وهذا ليس بتهديد". وتابع: "لا بد من الضغط الإيجابي من أجل تعديل البوصلة حول الخيارات الوطنية والاستحقاقات التي نادت بها الثورة".

"وحدة المؤسسات"

من جانبه، قال رئيس مجلس نواب الشعب التونسي وحركة النهضة، راشد الغنوشي، الأحد، إن بلاده بحاجة أكيدة إلى وحدة مؤسساتها وتضامن نخبها والابتعاد عن التجاذبات.

ونقلت الصفحة الرسمية لمجلس نواب الشعب على "فيسبوك" عن الغنوشي دعوته في الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية إلى "دعم وحدة الصف والابتعاد عن التجاذبات وإثارة الضغائن والحقائد وتحقيق التقارب لتحقيق الانتصار".

وأضاف الغنوشي أن تونس "تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى توحد القوى السياسية وكافة أفراد الشعب وتضامنهم والوقوف صفاً واحداً لمواجهة جائحة كورونا التي تعد أولوية المرحلة الراهنة".

وتأتي هذه الاحتجاجات، في وقت تواجه تونس أزمة سياسية بين الرئاسات الثلاث، وموجة غير مسبوقة من انتشار فيروس كورونا، إذ سُجلت أرقام قياسية لم تعرفها البلاد منذ بدء الجائحة في مارس 2020، فضلاً عن تردي الأوضاع المعيشية.

اقرأ أيضاً: