دراسة: كبت المناعة قد يطيل فترة حضانة فيروس كورونا في الجسم

time reading iconدقائق القراءة - 4
ممرضة تحضر جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا للاستخدام في جنوب إفريقيا - REUTERS
ممرضة تحضر جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا للاستخدام في جنوب إفريقيا - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية medRxiv، الخميس، أن المرضى المصابين بأمراض تسهم في "كبت المناعة" أو تُضعفها قد يحملون الفيروسات التاجية مثل كورونا لفترات طويلة.

ووفقاً لموقع "بيزنس إنسايدر"، فإن الدراسة أُجريت على امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز"، وحملت فيروس كورونا لمدة 216 يوماً في جسدها، وأحدث خلالها الفيروس أكثر من 30 طفرة.

ولفتت الدراسة إلى أن فيروس كورونا داخل جسم المرأة "جمع 13 طفرة في بروتين سبايك المعروف بأنه يساعد على تفادي الاستجابة المناعية، و19 طفرة أخرى يمكن أن تغيّر من سلوك الفيروس"، مشيرة إلى أن المرأة (36 عاماً) تعيش في جنوب إفريقيا، وليس من الواضح ما إذا كانت الطفرات التي حملتها قد انتقلت إلى آخرين.

وتم رصد بعض من هذه الطفرات في فيروسات متحورة مثيرة للقلق، مثل طفرة E484K، التي تمثل جزءاً من متحور "ألفا" (B.1.1.7 الذي ظهر أول مرة في المملكة المتحدة)، وطفرة N510Y التي تُعد جزءاً من متحور "بيتا" (B.1.351 الذي ظهر أول مرة في جنوب إفريقيا).  

"كبت المناعة"

وقالت توليو دي أوليفيرا، عالمة الوراثة في جامعة كوازولو ناتال في ديربان، ومؤلفة الدراسة، في تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، إنه "حال العثور على المزيد من هذه الحالات، فإن ذلك يثير احتمال أن تكون الإصابة بفيروس الإيدز مصدراً لمتغيرات جديدة لأن المرضى يمكن أن يحملوا الفيروس لفترة أطول".

وأشارت إلى أن المرضى ممن يعانون كبت المناعة يمكن أن يحملوا فيروس كورونا لفترة أطول من غيرهم"، موضحة أن اكتشاف الحالة التي كان من الممكن عدم ملاحظتها يرجع إلى أنه "بعد أن عولجت المرأة في المستشفى من الأعراض الأولية، ظهرت عليها أعراض خفيفة فقط لكورونا، رغم أنها كانت لا تزال تحمل الفيروس التاجي".

في حين، قال الدكتور خوان أمبروسيني، خبير الأمراض المعدية بجامعة برشلونة، لـ"بيزنس إنسايدر": "ربما يكون هذا هو الاستثناء وليس القاعدة للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، لأن العدوى الطويلة تتطلب نقصاً حاداً في المناعة"، لافتاً إلى أن المرأة في الدراسة "كانت تعاني من حالة تُسمى كبت المناعة".

وأضاف: "النتائج مهمة للسيطرة على فيروس كورونا، لأن هؤلاء المرضى يمكن أن يكونوا مصدراً مستمراً لانتقال الفيروس وتطوره"، لافتاً إلى أن بعض المرضى الذين يعانون من كبت المناعة لأسباب أخرى قد يحملون الفيروس التاجي لفترات طويلة. 

وأوضح أن ذلك الاكتشاف "قد يكون ذا أهمية كبيرة، خاصة لإفريقيا التي رُصد فيها العام الماضي نحو 26 مليون مصاب بالإيدز"، في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن الارتفاع الحاد في عدد مصابي كورونا قد يتحول إلى موجة ثالثة على مستوى القارة.

واكتشف العلماء هذه الحالة فقط، لأنها كانت مسجلة في دراسة أجريت على 300 شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية للنظر في استجابتهم المناعية تجاه كورونا.

ووجد الباحثون أيضاً أن 4 أشخاص آخرين مصابين بفيروس الإيدز حملوا فيروس كورونا لمدة تزيد عن شهر، في حين تم سابقاً نشر حالة واحدة أخرى لشخص مصاب بفيروس الإيدز حمل فيروس كورونا فترة طويلة.