تأجيل محادثات الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. وموفد أميركي في بيروت الأربعاء

time reading iconدقائق القراءة - 5
مركبات تابعة لقوة حفظ السلام للأمم المتحدة (يونيفيل) في دورية في منطقة الناقورة جنوب لبنان حيث جرت جولات سابقة من المحادثات بين لبنان وإسرائيل، 2 أكتوبر 2020 - AFP
مركبات تابعة لقوة حفظ السلام للأمم المتحدة (يونيفيل) في دورية في منطقة الناقورة جنوب لبنان حيث جرت جولات سابقة من المحادثات بين لبنان وإسرائيل، 2 أكتوبر 2020 - AFP
بيروت/القدسالشرقرويترز

ذكرت مصادر لبنانية مواكبة لمحادثات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لـ"الشرق"، أن الوسيط الأميركي جون دو روشيه، المكلف من واشنطن بمتابعة الملف، سيلتقي بالوفد اللبناني المفاوض الأربعاء، فيما قال مصدر أمني لبناني ومسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز، الاثنين، إن المحادثات التي كانت مقررة الأربعاء المقبل بوساطة أميركية، "تأجلت حتى إشعار آخر".

وقالت مصادر "الشرق" إن الديبلوماسي الأميركي جون دو روشيه، سيلتقي بالوفد اللبناني المفاوض برئاسة العميد الركن بسام ياسين في مقر وزارة الدفاع في اليرزة، شرق بيروت.

ولم يُعرف بعد ما إذا كان الوفد الأميركي سيقتصر على دو روشيه فقط، أم سترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر الاثنين، فيما يُرجح أن يشارك في اللقاء قائد الجيش العماد جوزف عون.

وتفيد مصادر "الشرق" بأن لبنان متمسك بموقفه حيال رؤيته لترسيم الحدود، وبأنه سيكرر أمام الوسيط الأميركي، ما قاله أمام الوفد الإسرائيلي.

شكل المفاوضات الجديدة

وعلمت "الشرق" من مصادر عسكرية لبنانية، الأربعاء، أن قيادة الجيش اللبناني تبلغت اليوم رسمياً تعليمات جديدة، بخصوص محادثات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

ووفقاً لهذه المصادر، فإن الدبلوماسي الأميركي المكلف بالوساطة بين الطرفين، جون دو روشيه، سيزور لبنان، الأربعاء، لاستكمال التفاوض مع الجانب اللبناني، متوقعة "حصول التفاوض مع الجانب الإسرائيلي بالطريقة ذاتها".

وبدأت إسرائيل ولبنان المحادثات المذكورة في أكتوبر الماضي، باجتماع وفدين من البلدين في مقر قيادة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" ببلدة الناقورة الحدودية، في محاولة لحل نزاع بشأن حدودهما البحرية، أعاق أعمال التنقيب المفترضة عن النفط والغاز في المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر لبناني قوله إن الوسطاء الأميركيين الذين أبلغوا الجانب اللبناني بالتأجيل "سيجرون اتصالات ثنائية مع الجانبين"، فيما أكد المسؤول الإسرائيلي التأجيل، ولكنه قال إن ليس بإمكانه ذكر أي تفاصيل.

وأكد المصدر الأمني اللبناني أن سبب التأجيل هو "رفض إسرائيل مقترحات لبنانية".

وسبق لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز  أن أعلن، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إنه لم تحدث أي انفراجة بعد أربع جولات من المحادثات، وأن المواقف التي قدمها لبنان حتى الآن تصل إلى حد "الاستفزاز".

وأضاف شتاينتز أنه يتوقع "المزيد من العقبات والصعوبات"، ولكنه يأمل في إمكان تحقيق انفراجة خلال بضعة أشهر.

"خلاف حول الخرائط"

وكانت إسرائيل اتهمت لبنان قبل نحو أسبوعين بـ"تغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في المتوسط"، محذرة من "احتمال أن تصل المحادثات إلى طريق مسدود وعرقلة مشاريع التنقيب عن النفط في عرض البحر"، فيما نفى لبنان هذه الاتهامات، مؤكداً أن "لا أساس لها من الصحة".

وكتب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، في تغريدة على حسابه في تويتر: "لبنان غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل 7 مرات".

وأوضح يوفال أن "من يريد الازدهار في منطقتنا ويسعى إلى تنمية الموارد الطبيعية بأمان، عليه أن يلتزم مبدأ الاستقرار وتسوية الخلاف على أساس ما أودعته إسرائيل ولبنان لدى الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "أي انحراف عن ذلك سيؤدي إلى طريق مسدود وخيانة لتطلعات شعوب المنطقة".

وسارعت الرئاسة اللبنانية إلى الردّ على الاتهامات الإسرائيلية. واعتبرت في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي الجمعة أن كلام شتاينتس عن "أن لبنان (بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية 7 مرات) لا أساس له من الصحة".

وأكدت أن "موقف لبنان ثابت من موضوع الترسيم البحري للحدود الجنوبية وفقاً لتوجيهات الرئيس ميشال عون للوفد اللبناني المفاوض، لا سيما لجهة ممارسة لبنان حقه السيادي".

من جانبها، كشفت لوري هايتيان، مديرة "معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، أن لبنان يطالب خلال جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً تشمل جزءاً من حقل (كاريش) الذي تعمل فيه شركة إنرجيان اليونانية"، مشيرة إلى أن المحادثات "دخلت اليوم مرحلة حرب الخرائط".

اقرأ أيضاً: