موجة حر غير مسبوقة تتسبب في وفيات وتصدع طرق بالولايات المتحدة وكندا

time reading iconدقائق القراءة - 6
 السلطات أغلقت طريق State Route 544 بعد تصدعه بالقرب من مدينة إيفرسون بولاية واشنطن - Official Washington State Patrol District 7 Public Information Officer
السلطات أغلقت طريق State Route 544 بعد تصدعه بالقرب من مدينة إيفرسون بولاية واشنطن - Official Washington State Patrol District 7 Public Information Officer
دبي -الشرقوكالات

تسبب ارتفاع قياسي جديد في درجات الحرارة في الولايات المتحدة وكندا في تصدع طرق، وانصهار كابلات كهربائية وتفاقم الطلب على الطاقة ونفاد أجهزة التبريد، حسبما نقل موقع "أكسيوس".

يأتي ذلك في وقت تحقق فيه السلطات في ولاية أريزونا الأميركية في عشرات الوفيات التي يشتبه في أنها نتجت عن موجة حر خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو الجاري.

وقال الموقع الأميركي في تقرير له، الثلاثاء، إن درجات الحرارة في سياتل تجاوزت الرقم القياسي الذي سجلته الأحد الماضي بعدما ارتفعت أربع درجات لتصل إلى 108 درجات فهرنهايت (42.2 مئوية) مساء الاثنين. 

وسجلت بورتلاند ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة لليوم الثالث على التوالي، حيث وصلت إلى 116 درجة فهرنهايت (46.7 مئوية).

كما سجلت بلدة ليتون، كندا، رقماً قياسياً على مستوى البلاد لليوم الثاني على التوالي، حيث بلغت درجة الحرارة هناك 118.2 درجة فهرنهايت (47.9 مئوية). 

"قبة حرارية"

وتسببت "قبة حرارية" فوق شمال غرب المحيط الهادئ بمستويات حرارة قياسية، استدعت تنبيهات من الحرّ الشديد في 3 مقاطعات، ومنطقتين قريبتين من القطب الشمالي.

وأثرت مستويات الحرارة غير المسبوقة في 25 مليون شخص على الأقل في الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك في كندا. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى ذروتها يومي الأحد والاثنين في العديد من المناطق.

ووفقاً لموقع "أكسيوس"، تهدد موجة الحرارة الشديدة الأرواح، إذ تُصنف على أنها أكبر سبب للوفيات المرتبطة بالطقس في البلاد سنوياً. 

إضافة إلى ذلك، فإن موجات الحرارة الشديدة من هذا القبيل، دليل واضح على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، مع العديد من الدراسات التي تربط مثل هذه الأحداث بالزيادة على المدى الطويل في متوسط درجات الحرارة العالمية.

وقال خبراء الأرصاد الجوية في صحيفة "واشنطن بوست"، إن ما وصفوه بـ"القبة الحرارية"، "نادرة الحدوث إحصائياً، ولا يمكن توقعها إلا مرة كل عدة آلاف سنة"، مضيفين "إلا أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري جعل هذه الظواهر الاستثنائية أكثر ترجيحاً".

وقال نيك بوند عالم المناخ في جامعة واشنطن، إن التغير المناخي يشكل عاملاً في هذا الوضع إلا أنه "ثانوي".

طلب على الطاقة

وهذا الارتفاع في الحرارة، إلى جانب الجفاف المتفاقم، يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات في العديد من الولايات الغربية، كما أنه يتسبب في ارتفاع الطلب على الطاقة في وقت تعد فيه موارد الطاقة الكهرومائية أقل من المعتاد بسبب ظروف الجفاف.

وتسبب الحر الشديد والجفاف القوي في الغرب الأميركي باندلاع حرائق خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد أتى حريق "لافا فاير "عند حدود أوريغن وكاليفورنيا على نحو 600 هكتار حتى الاثنين ما اضطر السلطات إلى إجلاء بعض السكان وإغلاق طريق يربط بين المناطق.

وتخضع أوريغون وواشنطن، إضافة إلى أجزاء من كاليفورنيا وأيداهو ومونتانا ونيفادا، لنظام الرصد والتحذيرات من الحرارة المفرطة من قبل هيئة الأرصاد الجوية الأميركية.

وبلغت درجة الحرارة 46.1 درجة مئوية في مطار بورتلاند، الاثنين، إثر مستوى قياسي أول بلغ 44.4 درجة الأحد، و41.6 درجة في مطار سياتل على ما أفادت مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية.

وفيات بأريزونا 

وفي ولاية أريزونا الأميركية، كشفت بيانات على الموقع الإلكتروني لمقاطعة ماريكوبا أن المقاطعة تحقق في 53 وفاة يشتبه في أنها نتجت عن موجة حر خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو، إذ سجلت درجات الحرارة اتفاعاً قياسياً في أنحاء جنوب غرب الولايات المتحدة ما هدد بتعطيل شبكات الكهرباء.

وأظهرت البيانات قفزة في الوفيات التي يجري التحقيق بشأنها مع تسجيل مدينتي بورتلاند وسالم في ولاية أوريغون، وسياتل في واشنطن ارتفاعاً قياسياً جديداً في درجة الحرارة، الاثنين، بفعل موجة حر في المناطق الشمالية الغربية المطلة على المحيط الهادي.

ويجرى التحقيق في 73 وفاة إجمالاً خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو، ارتفاعاً من 20 في نهاية الأسبوع السابق. وتم التأكد من ثلاث وفيات مرتبطة بموجة الحر في المقاطعة التي يقطنها أكثر من 4.5 مليون شخص حتى 19 يونيو.

ونقلت صحيفة "أريزونا ديلي ستار" عن أربعة علماء في المناخ قولهم إن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري هو على الأرجح السبب في موجة الحر، التي جاءت عقب سنوات من الجفاف.

وضع أسوأ بكندا

على الجانب الآخر من الحدود، كان الوضع في غرب كندا أسوأ بكثير. ففي بلدة ليتون الواقعة شمال غرب فانكوفر بلغت الحرارة مستوى قياسياً مع تسجيل 47.9 درجة مئوية الاثنين.

وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة في كندا حتى الآن 45 في مدينتين في مقاطعة ساسكاتشوان في الخامس من يوليو 1937.

ونفدت مكيفات الهواء والمراوح من متاجر المنطقة في حين أقيمت مراكز في المدن للاتقاء من الحر والحصول على مشروبات في حين ألغيت حملات تلقيح ضد فيروس كورونا وأغلقت مدارس.

وأصدرت هيئة البيئة الكندية في مقاطعتي بريتيش كولومبيا وألبرتا وفي بعض مناطق ساسكاتشوان ويوكون ومناطق شمال غرب البلاد تحذيرات جراء الحر.

وأوضحت أن "موجة طويلة من الحر الخطر وغير المسبوق ستتواصل طوال الأسبوع".

وقال ديفيد فيليبس كبير خبراء المناخ في الهيئة "نحن ثاني أكثر بلدان العالم برودة والبلد الذي يشهد تساقط أكبر كمية من الثلوج. ونحن بالتالي غير معتادين على هذا الحر الصحراوي الجاف جدا".

وأشار فيليبس إلى أن هذا الوضع يثير "قلقاً جاداً" على الصحة؛ لا سيما أنه متواصل منذ أيام عدة.

اقرأ أيضاً: