بوادر أزمة بين تركيا وفرنسا بسبب "الإعلام الموجه"

time reading iconدقائق القراءة - 3
الرئيسان، الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) ورجب طيب أردوغان (يسار) خلال قمة في إسطنبول بشأن سوريا. - REUTERS
الرئيسان، الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) ورجب طيب أردوغان (يسار) خلال قمة في إسطنبول بشأن سوريا. - REUTERS
إسطنبول - أ ف ب

اتهمت أنقرة، الأربعاء، باريس بـ"قمع الإعلام"، رداً على انتقادات فرنسا لوكالة الأناضول التركية الرسمية التي قالت فيها إن (الأناضول) تنشر "أخباراً كاذبة" عن وضع المسلمين في فرنسا. 

وكانت الأمانة العامة للجنة المشتركة بين الوزارات الفرنسية لمنع الجريمة والتطرف، نشرت، الثلاثاء، سلسلة تغريدات انتقدت فيها الوكالة التركية ووصفتها بأنها "جهاز دعاية".

ودعا رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، فرنسا "لوقف استهداف وكالة الأناضول والترويج للإسلاموفوبيا عبر أجهزة الدولة"، وقال إن باريس "تواصل سياستها القمعية تجاه المسلمين في المؤسسات الإعلامية أيضاً"، بحسب ما نقلته "الأناضول".

وأضاف ألطون في سلسلة تغريدات على تويتر: "لماذا تُزعج أخبار وكالة الأناضول فرنسا؟ نحن نسأل.. هل هذا هو فهمكم لحرية الصحافة؟ لماذا تستهدف فرنسا -التي أصبحت مركزاً لمناهضة الإسلام وللتمييز المنهجي- حرية الصحافة والرأي؟ لماذا تخافون؟".

وتابع رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن "فرنسا نراها تواصل سياستها الإقصائية والقمعية تجاه المسلمين في وسائل الإعلام أيضاً"، داعياً فرنسا إلى ما وصفه بـ"وقف الترويج للإسلاموفوبيا عبر أجهزتها وإنهاء الضغط على وكالة الأناضول".

"جهاز دعاية"

وكانت الأمانة العامة للجنة المشتركة بين الوزارات الفرنسية لمنع الجريمة والتطرف، اعتبرت، الثلاثاء، أن "الأناضول جهاز دعاية ينشر مقالات رأي تهاجم فرنسا بواسطة الكذب والافتراء"، مشيرة إلى أنها "تواصل نشر أخبار كاذبة ضد فرنسا، من خلال التأكيد على أن الدولة تستهدف مواطنيها المسلمين. لا يمكن السكوت على ذلك".

ويأتي تبادل الاتهامات في سياق توتر العلاقات خلال الأشهر الأخيرة بين البلدين العضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك سبب النزاع السوري وليبيا وشرق المتوسط، وملفات أخرى.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة الفرنسية مرات عديدة بـ"رهاب الإسلام"، وهو اتهام تردده وسائل الإعلام التركية وبينها الأناضول.

كما شكك أردوغان، في وقت سابق، في الصحة العقلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهماً إياه بـ"معاداة الإسلام" بسبب تمسّكه بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة، بعد حادث قتل مدرس بقطع رأسه في فرنسا.

وناقش البرلمان الفرنسي، في وقت سابق، مشروع قانون لقمع التطرّف يرمي إلى الحد من تأثير الجماعات الدينية الممولة من جهات خارجية وتقييد دورها التعليمي.

"اتهامات متبادلة"

وتصاعد منسوب التوتر بين باريس وأنقرة بعد مجموعة خلافات سُجّلت بين أردوغان وماكرون الذي حذّر بداية الشهر الجاري من أن تركيا تعتزم التدخل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة العام المقبل.

وفي المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أنها تجد تصريحات ماكرون "مخالفة لروح الصداقة والتحالف وغير مقبولة"، مشيرةً إلى أن أنقرة "لا يهمها، فيما يتعلق بالسياسة الداخلية لفرنسا، سوى رخاء وسعادة نحو 800 ألف تركي يعيشون في هذا البلد".